إصدار جديد لمكتبة كل شيء – حيفا
صدر حديثًا مع مطلع العام الجديد 2024، عن مكتبة كلّ شيء في حيفا لصاحبها الأستاذ صالح عبّاسي، رواية جديدة للأديبة الدكتورة كلارا سروجي-شجراوي، وهي بعنوان “اِرتعاشات (فانتازيا روائيّة)”، ومن تصميم شَربل الياس.
تقع الرواية في 216 صفحة من الحجم المتوسّط، بغلاف أنيق يوحي بعالم خَياليّ حالِم، وبألوان متناغِمَة فيما بينها بانسجام غريب. وتتوزّع أحداثها على 29 فصلًا، ولكلّ فصل عنوان له دلالته ووقعه الخاصّ.
تحكي الرّواية عن أسرة من الطبقة الوسطى، تسكن في حيفا، في بيت صغير متاخم لجبل الكرمل، وتطلّ إحدى نوافذه على البحر. هي عائلة بسيطة وعاديّة. لكن، يحدث شيء عجيب في إحدى الليالي لأحد الأطفال، وهو في عمر الستّ سنوات، ومنذ تلك الليلة تتسارع الأمور الغريبة والغامضة، ويتمازج الواقع مع الخيال والمعقول مع اللامعقول، كما يتقافز الزمن ما بين الماضي والحاضر والمستقبل كأنّه يسخر من تلك الرؤية الساذجة عن الزمن “الخَطّي المنظَّم”.
تصوِّر الرواية أسرة يتمّ تجريب “الذكاء الاصطناعي” عليها ومِن خلالها، و”تشفير” معظم أفرادها، دونَ إهمال الهَمّ الفلسطيني أو الذاكرة الشعبيّة. وبالتالي، لا ينقطع الحاضرُ عن تاريخه، كما لا يتوقّف عن الحُلم بمستقبل أجمل وأكثر عدلًا.
إليكم المقتطف التالي من الرّواية:
“أُصِبتُ بعدها بحُمّى شديدة مدّة أسبوعين.. قالوا “ضربة شمس وأصابتها”.. قلتُ في نفسي “ضربة وَعْيٍ وأصابتني”.. قالوا بأنّني هَلوستُ كثيرًا وتكلّمت عن آلات بشريّة تسير بيننا وتريد أن تتحكّم بنا.. قلتُ في ذهني “سامِحهم يا رَبّي لأنّهم لا يُدركون ما يَرَون ولا يعلمون ماذا يفعلون”.
كانت وجنتاي شديدتي الحُمرة والسخونة كأنّ أمّي قد عصرت بندورة مِستويّة، حمراء جدّا، بعد أن سلقتها جيّدًا على النار، لكنّها نسيت أن تصبّها على طنجرة الفاصولياء الصفراء، بل أضاعت طريقها وصبّت العصير الأحمر على وجنتيّ. لم يفلح أيّ كريم في التقليل من هذا الاحمرار، فبقيَت وجنتاي مُبقّعتَين بشدّة لمدّة تقرب من الستة أشهر، بعدها خفّ الاحمرار لكنّه لم يزُل. ثمّة حوادث تمرّ بنا فتترك جروحًا لا تندمل في أرواحنا.. تمامًا مثل البقع الحمراء على وجنتيّ، فصدمتي بحقيقة أخوَيّ كانت عظيمة لا تُحتمَل. وماذا عن أبي؟ إنّه الآخر، منذ طفولته، واقع تحت تأثير قِوى خفيّة دونَ أن يعلم.”