تتبنّى مدرسة المتنبي هذا العام موضوع منع العنف كمسار تربوي وكمنهج تسعى المدرسة إلى جعله جزءا من العمليّة التّربوية في المدرسة وجارياً على مدار السّنة. لذلك أعدّت إدارة المدرسة وطاقم الاستشارة وطاقم التربية الاجتماعية برامج استشاريّة تربويّة اجتماعية تدعم هذا الأفق الجديد.
في المرحلة الأولى (الأشهر9+10+11)
نفذ برنامج استشاري تفاعلي في الصفوف "بدائل العنف" وفيه وصل الطلاب، من خلال تجاربهم في الحياة اليوميّة إلى قناعات تعتبر الرّد على العنف بالعنف ضعفا شخصيّا وعدم تفكير بالبدائل وانقياداً وراء العنيف وتقليدا له. عدد كبير من الطلاب قال العنيف هو الضعيف شخصيّاً وتفكيراً لأنه استعمل يده ولم يستعمل تفكيره ومنطقه وشخصيته في إيجاد ردود فعل بديلة. أما الذي يرد على العنف بالعنف فإنه مسيطر عليه من قبل العنيف ومجرور وراءه، وهذا ضعف أيضاً. ونتاج هذه الصيرورة لغة أخرى تتألف من الّلاعنف وتبث لاعنف.
في المرحلة الثانية (الأشهر12+1+2+3)
أدخل إلى المدرسة برنامج s. o. s لمنع العنف مبني من ورشات عمل تعتمد على الفعاليات الحركية الهادفة التي تبدو مجموعة ألعاب ولكنها تدخل الطلاب في تجربة تجعلهم يختبرون الحدث أوّلا ثم يفكرون به ويناقشونه فيما بينهم بإرشاد الموجهة والمربية والمستشارة. من المواضيع التي يتناولونها: التعرف على شخصيّة الآخر، احترام المساحة الخاصة للفرد، قوة المجموعة في النجاح، الضغط الجماعي، التفكير بالغير وأهمّية المصلحة العامّة وغيرها.
يبدأ البرنامج بكشف طاقم المربينات على فحواه في لقاء أولي حيث ينفّذ الفعاليات نفسها ويتداولونها. ثم يجرى استطلاع رأي ( قبل وبعد) مع الصفوف المشتركة. وبعد ذلك يعيش الصف هذه الفعاليات ثلاثة أيام كاملة متواصلة بمرافقة الموجهة والمربية والمستشارة.
بعد الانتهاء من الورشات الصّفية تنفّذ الورشة الثّانية مع الطاقم وبعد شهرين ورشة متابعة تلخيصيّة تشكل آليّات متابعة ذاتية بين الطاقم والطلاب. والبرنامج يتابع ويرافق مجموعات طلاب داعمة تهتم بالمتابعة والتواصل بين الطاقم والطلاب.
في الأسبوعين الماضيين نُفّذت ورشة الطاقم، استطلاع الصفوف وورشة من ثلاثة أيّام في صف. وهذا الأسبوع تجري ورشة ثلاثة أبام مع صف آخر.
في المرحلة الثالثة (حتى نهاية العام الدراسي)
يتبنّى الطّلاب خطّاً أوجدوه بأنفسهم ولغة صاغوها بالتداول والحوار فيما بينهم ويعمل المبادرون المؤهلون منهم كأفراد على مساعدة الآخرين في تبني وتنمية وتطوير هذه الّلغة التي أنتجوها واختاروها لأنفسهم، وذلك بمساعدة ودعم مربيهم الذين تمرّنوا على لغة تداول لاعنفيّة خلال فعاليات مطابقة لفعالياتهم.