اتحاد ارباب الصناعة
قوانين العمل التي تسري على معظم العاملين في البلاد تشمل أيضا عمل طلاب الثانويات خلال العطلة
- د. محمد زحالقة:” مجالات الصناعة في البلاد تفتقر في العام الاخير الى العديد من الايدي العاملة وعمل طلاب الثانويات من شأنه ان يسد ولو بشكل مؤقت هذا النقص”
بدأ اليوم أكثر من 800 ألف طالب وطالبة من طلاب المرحلة الثانوية والاعدادية في البلاد العطلة الصيفية السنوية والتي ستمتد على مدار أكثر من شهريا متتاليين سيقضونها ما بين الاستجمام، والتنزه، والسفر، واللعب. هذا ومن المتوقع ان ينخرط قسم كبير من هؤلاء الطلاب خلال العطلة بالعمل لتوفير بعض المال لمساعدة رب الاسرة او جمع بعض النقود من أجل الاحتفاظ به للمصروف اليومي خلال أيام السنة.
وتتعدد أماكن العمل التي توفر فرص العمل لطلاب الثانويات منها الصناعية او الخدماتية او فرع البناء وما الى ذلك.
وفي بيان أصدره قسم العمل والقوى البشرية في اتحاد ارباب الصناعة لأرباب العمل مع حلول العطلة الصيفية، تم خلاله التشديد على عدد من الأمور المهمة التي يجب اخذها بعين الاعتبار بكل ما يتعلق بعمل طلاب الثانوية خلال عطلة الصيف. وجاء في بيان اتحاد ارباب الصناعة انه بشكل عام فان قوانين العمل التي تسري على معظم العاملين في المرافق الاقتصادية في البلاد، تسري أيضا على الطلاب العاملين الا إذا كان هناك أي بند آخر يتطرق الى عمل طلاب الثانوية.
وشدد البيان على المنع الجارف لتشغيل أي طالب ما دون سن الخامسة عشر عاما، في حين يتيح القانون تشغيل من بلغوا 14 عاما في العطلة الصيفية بما يتلاءم مع بند 2 من قانون عمل الأولاد. اما فيما يتعلق بالأعمال الخطرة، فيُمنع تشغيل حتى من بلغ جيل 15 عاما. وأضاف البيان أيضا انه يمنع تشغيل الفتيان منعا باتا ما لم يستصدروا تصريح طبي يتيح لهم العمل، وقع من قبل طبيب العائلة بعد الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة.
وأوضح البيان انه وبسبب التغييرات التشريعية التي طرأت في هذا المجال في السنوات الأخيرة فانه لا حاجة بعد باستصدار بطاقة عمل، انما بالإمكان الاكتفاء بنسخة عن صورة البطاقة الشخصية للطالب العامل او تصوير البطاقة الشخصية للأهل والاحتفاظ بها في مكان العمل.
اما فيما يتعلق بساعات العمل فانه يُمنع تشغيل من هم دون سن 16 عام أكثر من 8 ساعات عمل يومية أي ما يعادل 40 ساعة عمل أسبوعية. اما فيما يتعلق بالطلاب الذين تجاوزوا الـ 16 عام فانه بالإمكان تشغيلهم حتى 9 ساعات يوميا بحيث لا يتجاوز عدد ساعات عملهم الأسبوعي الـ 40 ساعة، في حين يمنع تشغيلهم لأكثر من 7 ساعات في اليوم الذي يسبق يوم العطلة الأسبوعي.
وفي سياق متصل أشار بيان اتحاد ارباب الصناعة انه يُمنع عامة تشغيل الطلاب الذين يشملهم قانون التعليم (الذين لم يُنهوا الصف العاشر) في ساعات الليل أي ما بين الثامنة مساء حتى الثامنة من صباح اليوم التالي. كما انه يُمنع تشغيل الطلاب الذين لا يشملهم واجب التعليم في ساعات الليل أي ما بين الساعة العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا. مع هذا واثناء العطلة الرسمية بالإمكان تشغيل الطلاب الذين استكملوا 16 عاما حتى الساعة 24.00 ليلا. وفي حال انتهت وردية العمل بعد الساعة 23.00 فانه يتوجب على صاحب العمل تامين عودة الطالب العامل الى بيته حالا بعد انتهاء وردية العمل. إضافة الى ذلك في حالات معينة بالإمكان تشغيل الطلاب الذين استكملوا سن 16 عاما حتى بعد الساعة 22.00 إذا ما تم استصدار تصريح خاص.
اما بخصوص أوقات الاستراحة، فانه يتوجب توفير مدة 45 دقيقة راحة للطلاب العاملين بعد ست ساعات عمل متتالية تكون على حساب العامل
وحول موضوع الأجور والرواتب لطلاب الثانوية العاملين حتى جيل 16 عام فانهم يستحقون 70% من أجر العامل البالغ أي ما يعادل مبلغ 3900.22 شيكل مقابل 40 ساعة عمل أسبوعية (22.54 شيكل لساعة العمل). اما فيما يتعلق بالطلاب العاملين ما بين جيل 16 عاما حتى 17، فانهم يستحقون ما نسبته 75% مما يتقاضاه الشخص البالغ أي مبلغ 4178.81 شيكل شهريا (24.15 شيكل للساعة). وبخصوص الطلاب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 حتى 18 عاما فيستحقون ما نسبته 83% من اجر الشخص البالغ وراتب يعادل 4624.55 شهريا (26.73 شيكل للساعة).
بالإضافة الى الحد الأدنى من الأجور الذي يستحقه الطلاب العاملين، فانهم يستحقون أيضا استرجاع رسوم السفر من والى مكان العمل بقيمة تصل حتى 22.60 شيكل ليوم العمل الواحد.
ويمنع القانون أيضا تشغيل طلاب المدارس خلال يوم الراحة الأسبوعية حيث يختار كل عامل يوم عطلة واحد من الأيام الجمعة السبت والأحد، حيث انه يمنع منعا باتا تشغيل الطلاب خلال يوم العطلة ولا يمكن استصدار أي تصريح بخصوص هذا الموضوع، كما يُمنع تشغيل الطلاب بساعات عمل إضافية.
ويترتب على صاحب العمل توفير المستندات والتفاصيل اللازمة للطلاب العاملين في مكان العمل (حتى إذا كانت مدة عملهن في مكان العمل لا تتعدى الـ 30 يوم) وتتضمن كافة المستحقات والحقوق خلال الأسبوع الأول من استيعابهم في مكان العمل.
وحول مستحقات التامين الوطني والتأمين الصحي فان أي طالب لم يبلغ سن الـ 18 عاما فانه يكون معفي من دفع رسوم التأمين الوطني والتامين الصحي، لذا لا يمكن استقطاع رسوم التامين من رواتبهم. بالإضافة الى ذلك فان اصاحب العمل ملزم بدفع رسوم التأمين الوطني ورسوم التأمين الصحي لكافة العمال الذين يعملون لديه حتى إذا لم يستكملوا سن الـ 18 عاما.
وقال د. محمد زحالقة رئيس لجنة المجتمع العربي في اتحاد ارباب الصناعة: “ان عمل طلاب المدارس الثانوية خلال العطلة الصيفية له فائدتين أساسيتين. أولا فان مجالات الصناعة في البلاد تفتقر في العام الاخير الى العديد من الايدي العاملة، خاصة بعد جائحة الكورونا. ان عمل طلاب الثانويات خلال العطلة الصيفية من شأنه ان يساهم ولو بشكل مؤقت في سد هذا النقص في الايدي العاملة وزيادة الإنتاجية من جهة، ومن جهة أخرى يساهم في تجهيز هؤلاء الطلاب الى مرحلة ما بعد الثانوية، خاصة إذا كانوا يودون الانخراط في مجال الصناعات. هذه الفترة من العمل خلال عطلة الصيف من شأنها ان تعرفهم على هذا المجال وتساهم في عودتهم في مرحلة ما بعد الثانوية الى العمل في الصناعة”.
وأضاف د. زحالقة:” هذا كله ناهيك عن خلق الشعور بالمسؤولية لدى هؤلاء الطلاب من خلال الوظائف والمهام التي تلقى على عاتقهم، وبالتالي تساهم بشكل كبير في صقل شخصيتهم وفتح آفاق عديدة اجتماعية وعملية أمامهم لمواجهة التحديات المستقبلية”.