في إطار الحملة التثقيفية، المكثفة، لمكافحة ظاهرة حرق النفايات في المجتمع العربي والتي أطلقتها وزارة حماية البيئة إلى رفع الوعي لدى المواطنين العرب لمخاطر الظاهرة وانعكاساتها الصحية والبيئية نتيجة حرق النفايات.
حول هذه الظاهرة أجرينا المقابلة التالية مع وزير حماية البيئة، جلعاد اردان بغية الوقوف على أهداف هذه الحملة والأسباب التي دفعت الوزارة ان تضع هذه الظاهرة على سلم أولوياتها.
1. معالي الوزير، ما هو حجم ظاهرة حرق النفايات في الوسط العربي؟
يستدل من خلال دراسة ميدانية قامت بها الوزارة في 80 سلطة محلية عربية، أن أكثر من 50% منها تشهد ظاهرة حرق نفايات كثيفة ومقلقة تستوجب معالجة فورية. في بلدات عربية كثيرة وفي القطاع الزراعي أيضا، تتم عملية حرق النفايات داخل البلدات نفسها أو بالقرب منها، مسببة بذلك ضررا جسيما بصحة المواطنين والبيئة.
2. لأية شرائح من الوسط العربي تتوجه هذه الحملة؟
الحملة ورسالتها موجهة بالتحديد لعدد من شرائح المجتمع والذين نرى بهم كمن يستطيعون قيادة التغيير:
1) المواطنون- والتي تمس ظاهرة حرق النفايات بصحتهم، ممتلكاتهم وجودة حياتهم.
2) أصحاب المصالح التجارية- والذين يعتقدون أنهم الرابحين من طريقة التخلص من النفايات بهذه الطريقة. بينما من يدفع ثمن التخلص من النفايات بطريقة غير قانونية هم السكان أنفسهم، زبائن المصالح التجارية وبشكل عام-أفراد عائلاتهم الذين يستنشقون الدخان الخطر.
3) المزارعين-الذين يقومون بحرق بقايا الأعشاب وفي اغلب الأحيان يحرقون مخلفات بلاستيكية، عبوات الأسمدة وغيرها، مسببين بذلك تلوث هواء خطير لمن يستنشقونه.
4) رؤساء السلطات المحلية- والذين بمقدورهم أن يحدثوا التغيير. للأسف، حرق النفايات على أنواعها: البيتية، الزراعية، البناء، الصناعية، نفايات الأعراس والمناسبات، تعتبر ظاهرة منتشرة في البلدات العربية وتتم في ساحات المنازل، في شوارع البلدة وبالقرب منها. لذا هناك دور كبير لرؤساء السلطات المحلية لمكافحة هذه الظاهرة.
3. لماذا اخترتم الوسط العربي لإطلاق هذه الحملة من خلاله؟
تشهد البلاد هذه الأيام ثورة حقيقية بكل ما يتعلق بعملية معالجة النفايات وتكريرها، ولا يمكن إبقاء الجمهور العربي في الخلف بعيدا عن التغيير. فقبل البدء بعملية التصنيف لمعالجة النفايات- من المهم أولا الاهتمام بالناحية الصحية .
الحق في استنشاق هواء نقي، يجب أن يقف على سلم الأولويات المتعلقة بمعالجة النفايات في الوسط العربي. فلا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء هذه الظاهرة الخطيرة والتي تمس بشرائح سكانية واسعة وبالأخص في الشرائح الضعيفة من المجتمع؛ كالأطفال، المسنين والمرضى.
بالمقابل، سنعمل على إرساء مبادئ التغيير فيما يتعلق بمعالجة النفايات بالتعاون مع السلطات المحلية، لذا فان موضوع معالجة النفايات لن يمر مر الكرام وسيشمل كافة قطاعات المجتمع في البلاد.
4. ما هو هدف الحملة التثقيفية؟
تكثر ظاهرة حرق النفايات بالأخص في البلدات العربية، لذا هذا هو جمهور الهدف الذي نتوجه إليه. المواطنين عاجزون عن التصدي لهذه الظاهرة، وحتى الآن لم يتم العمل بما فيه الكفاية لمكافحتها. الجيران يحرقون النفايات، أصحاب المصالح التجارية يحرقون، المزارعون أيضا يحرقون، أصحاب الأعراس والمناسبات يتخلصون من النفايات بواسطة حرقها في مركز البلدة والجميع لا يحرك ساكنا. السكان يتنفسون سماً ويصمتون. على الجمهور أن يبدي أكثر اكتراثا، فلا شك أن الوعي لدى المواطنين لأضرار الحرق سيحدث تغييرا وعليه، أطالبهم ألا يوافقوا على استمرار هذه الظاهرة.
على الجمهور أن يعلم أن حرق النفايات يمس به وانه خرقا للقانون. هدف هذه الحملة أولا إحداث التغيير في منظور المواطنين لرفع الوعي للأضرار الصحية والبيئية والمس بجودة الحياة التي تحدث نتيجة حرق النفايات إضافة إلى الرقابة والقوانين الصارمة بهذا الشأن.
5. ما هو دور السلطات المحلية لوقف هذه الظاهرة؟
الحملة التثقيفية من شأنها مساعدة رؤساء السلطات المحلية لتجنيد مؤيدين من أوساط المواطنين لمحاربة الظاهرة ولقيادة خطة لتغيير الوضع القائم، ويساعدهم على تحسين جودة حياة المواطنين في بلداتهم. ومن هنا أطالب جميع رؤساء السلطات المحلية العربية أن يضعوا يدهم في يدي لكي يقودوا معي هذه الخطة التي من شأنها أن تغيير الوضع القائم.
6. كم من الوقت ستستمر الحملة في الوسط العربي؟
الحملة التثقيفية ستستمر شهرا كاملا يتخللها حملة إعلانات في كافة وسائل الإعلام في الوسط العربي، الإنترنت، يافطات الشوارع، الصحافة والراديو. بالمقابل ستجرى نشاطات تثقيفية التي بدأت فعليا بعد دعوتي لرؤساء السلطات المحلية للانضمام ومكافحة هذه الظاهرة في بلداتهم.