احذر: الجلطات الدماغية قد تقودك إلى الموت…

مراسل حيفا نت | 03/12/2011

تصوير: واءل عوض

 

المخ = الزمن    و   الزمن = المخ
15,000 شخص في إسرائيل يصابون سنويا بالجلطات الدماغية ومنهم 3000 شخص مصيرهم الموت المحتم
الجهاز العصبي فريد في فعاليته التحكمية البالغة التعقيد، فهو يستقبل الملايين من المعلومات من مختلف الأعضاء الحركية والجسدية، ويربط فيما بينهما لتحديد الاستجابة التي يقوم بها الجسم  ويعتبر الدماغ «غرفة الكنترول» للتحكم والسيطرة، ولتسيير النشاط وإعطاء الأوامر لأجزاء الجسم كافة دون استثناء، فإن كل منطقة وجزء من مناطق الدماغ المختلفة لها وظيفة في التحكم والسيطرة على حركة وإحساس وتفاعلات مناطق أخرى في الجسم، فالدماغ يتكون من مراكز لكل منها وظيفته، فماذا يحدث عند وقوع أي إصابة للدماغ ؟

ومن خلال هذا اللقاء الخاص مع  الطبيب عايد محاجنة، مختص أمراض الأعصاب، ونائب مدير قسم الأعصاب في مستشفى بني تسيون – حيفا، سنلقي الضوء على مشكلة عصبية رئيسة في العالم، وتشكل السبب الثاني أو الثالث للوفيات وهي الجلطة الدماغية ..إضافة إلى حديثه الخاص عن مرض  "الشقيقة" المغرينا ..

مهم جدا التمييز بين الأمراض العصبية والأمراض النفسية
–         د. عايد محاجنة: يتضح لي أن كثيرًا من الناس، وخاصة في الوسط العربي، لا يفرقون بين ما يقدمه الطبيب النفسي وما يقدمه طبيب الأعصاب، والحقيقة أن الموضوعين متداخلان في تفكير بعض الناس. فهناك أخطاء تقع في طريقة تفكير البعض، وهذا يسبب لهم الإحراج أحيانًا، وعند التوجه للمريض بأنه يحتاج إلى دكتور أعصاب، يظن فورًا أنه بحاجة إلى دكتور نفسي، وثمة  مرضى يعانون من أمراض عصبية ولا يتوجهون إلى طبيب الأعصاب لأنهم يعتقدون أنه  طبيب نفساني. وهنالك حالات تصل إلى طبيب الأعصاب ولا تفهم ما يقوم به طبيب الأعصاب. إن المجالين مختلفان تماماً. صحيح أننا نشهد في السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في نسبة الوعي إلا أن هناك الذين لا زالوا يخلطون بين المجالين.
 
 
أنواع الجلطة الدماغية "معاناة المريض تتعلق بمدى الضرر الذي حدث في المخ" 
–         الجلطة الدماغية  هي عبارة عن خلل مفاجئ في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، والذي يساهم بدوره في إحداث خلل في مهام الجسد ووظائفه التي يقوم بها ذلك الجزء من الدماغ ويسيطر عليها. هناك نوعان من الجلطة الدماغية:
الجلطة الدماغية التي تتكون نتيجة انسداد أوعية دموية في الدماغ، ونتيجة هذا الضرر تظهر الأعراض، ومعاناة المريض تتعلق بمدى الضرر الذي حدث في المخ. 
وأما الجلطة النزيفية فتحدث عندما ينزف أحد الشرايين الدموية داخل الدماغ، وهذه جلطة دماغية محلية. وقد تأتي هذه الجلطة النزيفية من خارج الجسم، وحتى من القلب أو أي شريان رئيسي، فيحدث النزيف نتيجة ضغط الدم العالي الذي يسبب انفجارا في الشرايين. إذن الجلطة قد تكون انسداديه بسبب عائقِ دمّوي أو انسداد شريانِ يغذي الدماغِ بالدم، أو نزفية بسبب انفجار وعاء دموي .
العوامل المؤدية إلى حدوث السكتة الدماغية

–         العوامل المؤدية إلى حدوث السكتة الدماغية عديدة، ولكن من المسببات الرئيسية  ارتفاع ضغط الدم. فيعتبر ارتفاع ضغط الدم مسؤولاً  ومسببا لحالات من السكتة الدماغية، وكذلك التدخين الذي يزيد احتمال إصابة المدخنين أكثر من غيرهم، والمصابون بمرض السكري، حيث يعتبر ارتفاع نسبة الكولسترول من العوامل الرئيسية التي تزيد احتمال حدوث جلطة دماغية. إضافة إلى أمراض القلب واضطرابات نظم القلب، التي قد تسبب  هذه الجلطة، وللعامل الوراثي دور في الجلطات الدماغية، فيزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية إذا ظهر تاريخ مرضي في نفس العائلة، والمقصود قرابة عائلية أولى، وثمة أمراض أخرى عديدة إذا عولجت فقد نقلل من احتمالات حدوث الجلطات الدماغية .

يصاب 15,000 شخص في إسرائيل بالجلطات الدماغية
 
–         تشير الإحصاءات إلى أن 15,000 شخص في إسرائيل يتعرضون سنويا للجلطات  الدماغية. ومنهم 3000 يموتون نتيجة ذلك. وتأتي الجلطة  الدماغية في المرتبة الثانية أو الثالثة من مسببات الوفيات اليوم، كما تعتبر جلطة الدماغ من أهم أسباب الإعاقة لدى الجيل المتقدم وكبار السن، وخاصة الذين تجاوزوا الستين. وطبعا ممكن حدوثه لدى فئات أخرى. 

كيف نتعرف على أعراض الجلطة الدماغية؟
–          أعراض المرض مختلفة وغير متساوية، فالعلامات التحذيرية للجلطة الدماغية عديدة ومتنوعة. عندما تظهر الأعراض والعلامات التحذيرية في الوجه مثلا، الشعور بالتنميل أو التخدير، والتواء زاوية الفم أو شلل في الوجه أو جزء منه، وكذلك الانتباه إلى ضعف مفاجئ في اليد أو الرجل، التنميل في أحد الجوانب النصفية من الجسم، ويجب التوجه فورا لاستشارة الطبيب. وثمة علامات تحذيرية أخرى كمشاكل النطق الفجائية وصعوبات الكلام، كل هذه أعراض وعلامات لاحتمال حدوث جلطة دماغية.

ما أهمية الوصول المبكر إلى المستشفى؟ وكيف المخ يعادل الزمن والزمن يعادل المخ
–         ونحن في مرحلة تثقيف المجتمع وتوسيع مداركه، ومهم أن يتعرف كل شخص على أعراض الجلطة، وأن يصل إلى المستشفى في اقرب وقت ممكن. لأن العلاج يختلف في حالة الإصابة المبكرة عن المتأخرة، وخاصة خلال الساعات الثلاث الأولى، فيمكن تقديم العلاج اللازم وتذويب الجلطة الدماغية. وإمكانية العلاج والشفاء لمثل هذه الحالة أكثر نجاحا. العوامل تتعلق في المنطقة المصابة في المخ , من المهمِ معرِفة العلامات التحذيرية  للجلطة لأن سرعة مُعَالَجَتها أمر حاسم في الشفاء. وثمة منشور عالمي يشير إلى أن الزمن هو مخ والمخ هو الزمن فكلما تأخر الوقت للعلاج يزداد ضرر المخ، فالمخ يساوي الزمن والزمن يساوي المخ.

هل الإسبرين هو أهم الأدوية المناسبة لعلاج الجلطة الدماغية؟
–         الاسبيرين هو أقدم دواء معروف بشكل عام، ويوصف في مرحلة تدارك الإصابة، إنه الدواء التاريخي. وتبين أنه يقلل فعلا من خطر الإصابة بالسكتة القلبية والجلطة الدماغية الدموي ومن مخاطر التعرض للجلطة، ولكنه لا يمنعها مائة بالمائة. وللأسف لا يتوفر الآن دواء يمنع المرض كليا. والأدوية التي تعطى للمريض بعد الإصابة تساعد في منع حدوث جلطة أخرى.

معالجة المسببات أسهل من معالجة المرض
–         العلاج الطبيعي عامل مهم جداً لعلاج المصاب بالجلطة الدماغية، ومهم أن يخضع كل شخص في حياته اليومية إلى برنامج رياضي أو فعالية جسمانية منتظمة، وهذا بمثابة العلاج الطبيعي. والوقاية من السكتة الدماغية هي بدء علاجها والتقليل من احتمالات حدوثها. وتجنب السكتة الدماغية يكون بوعي لأسبابها وتخفيف مخاطرها واتباع نمط حياة صحي صحيح، وبالتوجه السريع إلى المستشفى فور ظهور أي أعراض أو إذا أدرك المريض علامات الإنذار قبيل حصول الإصابة.

وتوفر وسائل وطرق عديدة للوقاية من هذه الإصابات كعلاج المسببات الرئيسية، والتخلص من عوامل الخطر، وتخفيف تأثيراتها وتداعياتها. فمثلا يجب المحافظة على ضغط دم معتدل، الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول بكثرة، الفحص الدائم لنسبة الكولسترول، وممارسة الرياضة البدنية يوميا. والوقاية هي خير من العلاج. وإذا انتبه المرء لنفسه، يجب أن يدرك أن السرعة في التوجه إلى المستشفى قد يقيه من وقوع السكتة الدماغية بفضل العلاج الذي سيتلقاه في الساعات الثلاثة الأولى.
(وانصح النساء قبل الرجال بضرورة الاستشارة الطبية، خاصة من يعانين من داء الشقيقة. ويجب عدم الاكتفاء بالمسكنات. وثمة ضرورة للتشخيص واجتثاث الشقيقة وعلاجها جذريا.) 

ممكن أن يستمر الألم فترة تتراوح بين 4 ساعات وحتى 3 ايام متواصلة
–         المغرينا هو الاسم العلمي للكلمة العربية "الشقيقة". وهي عبارة عن نوبات صداع في الرأس، بحيث يستمر الصداع ما بين 4 ساعات وحتى 3 أيام. وترافق الشقيقة  اضطرابات بصرية وسمعية مثل كالحساسية من الضوء والضجيج، وقد تؤدي إلى اضطرابات في المعدة كالغثيان والقيء والدوار أثناء النوبة. وقد تكون العوامل الوراثية من مسببات الشقيقة.
تختلف حدة المرض من شخص لآخر

–         فعلا تختلف حدة الألم بين إنسان وإنسان، ولكن الذين يعانون من "المغرينا" أشدهم حساسية من المؤثرات الخارجية، كالضوء المبهر، أو الأصوات العالية، والتوتر النفسي، والإرهاق الجسدي. وقد يشعر المصاب أن الصداع عمومي وليس نصفي، فهذا لا يعني أن المغرينا لا تأتي بشكل نصفي، لأن النوبات قد تصيب أماكن مختلفة في الرأس، فيشعر أن الصداع عمومي.
20- 30% من النساء يعانين من الشقيقة

–         تفيد الإحصاءات أن حوالي 20- 30% من النساء يعانين من الشقيقة، وهي تصيب النساء أكثر من الرجال. مهم جدا تمييز الشقيقة عن بقية أنواع الصداع بعلاجها الخاص، وقد يشعر المصاب بأنواع أخرى من أوجاع الرأس. التي تأتي نتيجة ارتفاع ضغط الدم، أو التهاب السحايا، أو سرطان الدماغ أو نزيف في الدماغ. يجب عدم  التهاون في أوجاع الرأس.
الخيارات المتاحة لعلاج الشقيقة

–         إن المسكنات والأدوية الخاصة بالمغرينا تعمل بنجاعة في علاج الكثير من نوبات الشقيقة. وعندما تؤخذ الجرعة في وقت مبكر فإنها تقلل كثيرا من شدة الصداع أو توقفه تماما، وقد تعيد المصاب إلى حياته اليومية. ويعطى الدواء فقط بعد تشخيص طبيب الأعصاب بشكل أساسي للمغرينا. وتمتاز نوبات صداع الشقيقة بعدة مراحل، ويستطيع الطبيب المختص التوصل بمساعد المصاب تشخيص نوبات الصداع ونوبات الشقيقة.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *