سنة مرّت على حادث حريق الكرمل الذي الذي راح ضحيته 44 شخصا، من بين الضحايا الشاب السجان وسيم أبو الريش من قرية يركا وجلال بيسان السجان من قرية جت الجليل .
إخلاص أبو الريش الزوجة الثاكلة كانت حاملا في شهرها الثامن يوم أن وقع الخبر عليها كالصاعقة، لقد كان الحزن والغضب يلف كل جوارحها بالإضافة إلى أوجاع الحمل، إخلاص أنجبت طفلة (رهف) من خلال عملية قيصرية في مستشفى الجليل الغربي في نهريا، ولادة الطفلة زادت من الآلام والأحزان، ففي كل قطرة حليب من ثديها كانت إخلاص ترى زوجها الذي رحل قبل مشاهدة وليدته الجديدة.
مراسلنا التقى حينها بالزوجة الثاكلة ليسألها عن شعورها بعد ولادة الطفلة فقالت: وسيم يعيش معي في كل لحظة وفي كل دقيقة، ولا يفارقني أبدًا، ومنذ ولادة رهف، ازداد هذا الشعور لدي. لقد أطلقت اسم رهف على المولودة الجديدة بحسب وصية المرحوم الذي كان يقول دوما إن كانت أنثى فسنطلق عليها اسم رهف" .
لم يكن حظ الزوجة الثكلى بيسان أفضل من أبو الريش فهي الأخرى كانت حاملا حين رحل زوجها جلال وقد ولدت طفلا بعد رحيله ولم يمهله القدر لضم ولده إلى صدره.
سنة مرّت على الحادث الأليم، مراسل بكرا سافر إلى قريتي يركا وجت ليستشف مشاعر العائلتين بعد على رحيل أحبتهما.
كان بالإمكان تفادي الكارثة
صالح أبو الريش والد المرحوم وسيم قال لمراسلنا: الجمرة ما زالت ملتهبة، والحزن يتجدد يوما بعد آخر، هذه الجمرة لا تخبو ،كان من الممكن تفادي هذه الكارثة، وبات واضحا انه كان هناك فشلا ذريعًا، وكل جهة تحاول نقل الكرة إلى ملعب آخر، علمنا انه بعد شهر سيقوم مراقب الدولة بنشر تقريره حول الكارثة وسننتظر بفارغ الصبر معرفة نتائج التقرير ومن يتحمل مسؤولية الكارثة.
نصب تذكاري في الأرض المصادرة
ويتابع أبو الريش: أقل ما يمكن عمله لتخليد ذكرى ابني وسيم هو إنشاء نصب تذكاري لتخليد اسمه ،وبالمناسبة هذه الأرض التي سيقام عليها النصب التذكاري هي ارض الآباء والأجداد التي صادرتها الدولة منذ عشرات السنين ،فمن يظن أن حظ أبناء الطائفة المعروفية أفضل من غيرهم بقضية الأرض فقد اخطأ، دائرة أراضي إسرائيل سمحت لي بإنشاء هذا النصب بعد أن قدمت الخرائط المناسبة لذلك، بالإضافة لذلك سأقوم بنقش أسماء جميع الضحايا على النصب التذكاري وغرس 44 شجرة زيتون تخليدا لذكراهم.
ما زال الحزن يعصر قلوبنا
أما فلاح بيسان والد المرحوم جلال من قرية جت الجليل فقد قال: صحيح أن سنة مرت على رحيل جلال ،لكن المشاعر والحزن ما زالت تعصف بنا وتشق قلوبنا، لم يكن الأمر سهلا علينا ،من الصعب جدا وصف المشاعر بعد سنة ،لكنني حين انظر في عيون أطفال المرحوم اشعر بالغصة الكبيرة في قلبي وأكاد اجن ،أنا على قناعة انه كان تقصير وفشل ذريع في هذه الكارثة التي زهقت أرواح 44 إنسانًا، والغريب في الأمر أن لا احد يتحمل مسؤولية ما حدث، كلما نظرت في عيون أطفاله اشعر أن جلال ما زال بيننا.
أما والدة جلال بيسان فقالت: لم تنطفئ الجمرة ويبدو أنها لن تخبو أبدا، وكلما مرت الأيام يزداد لهيبها في قلبي ،اشعر بفقدان جلال لكن مواساتي هي أطفاله، فحين انظر في عيونها اشعر أن جلال ما زال بيننا. (موقع بكرا)