الجامعة العربيّة تستعد لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا

مراسل حيفا نت | 22/11/2011

 

فيما يتزايد الضغط الدولي على النظام السوري الذي يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسدن تستعد الجامعة العربية لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا تشمل 5 قطاعات منها السفر والتحويلات البنكية وتجميد الأموال في الدول العربية.

تستعد جامعة الدول العربية لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا، في خطة قالت إنها تستهدف "النظام نفسه"، من خلال شمول العقوبات 5 قطاعات إقتصادية مؤثرة.

وقال الأمين العام المساعد للشؤون الإقتصادية في الجامعة العربية محمد التويجري في تصريحات صحافية إنه "سيتم خلال الأيام المقبلة طرح عدد من العقوبات التي إقترحها خبراء الجامعة ومنها: السفر، التحويلات البنكية، تجميد الأموال في الدول العربية، إيقاف المشاريع القائمة في سوريا، المشاريع المشتركة، التعاملات التجارية، وتعليق عضوية دمشق في منطقة التجارة العربية الحرة".

وأشار التويجري إلى أن "أعضاء الجامعة متفقون على ضرورة ألا تطال العقوبات الإقتصادية الشعب السوري، وأن تستهدف بالدرجة الأولى النظام".

وكشف عن أن "إجتماعاً إستثنائياً للمجلس الإقتصادي الإجتماعي سيعقد خلال الأيام المقبلة، من المحتمل أن يكون في القاهرة، لإقرار العقوبات الإقتصادية على النظام السوري، التي تهدف إلى التضييق المالي لنظام بشار الأسد"، لافتاً الى أن إقرار هذه العقوبات يتطلب موافقة أغلبية الدول الأعضاء.

وقال "قد يطال الشعب جزء من تأثير العقوبات، ونهتم كثيراً بعدم تضرره في الغذاء، والدواء"، مضيفاً أنه يجب النظر إلى تأثير العقوبات الإقتصادية على سوريا في دول الجوار، مثل مصر ولبنان والأردن.

ولفت الأمين العام المساعد للشؤون الإقتصادية في الجامعة العربية الى أن الدول العربية لا ترغب في دخول تركيا في تطبيق العقوبات الإقتصادية على سوريا "بالنظر إلى أن الإتفاق يتعلق فقط بالدول العربية، من دون وجود تركيا حتى كعضو في تلك العقوبات".

وكان وزراء الخارجية العرب هدّدوا في وقت سابق بفرض عقوبات إقتصادية على سوريا ما لم توقّع حكومتها على بروتوكول يُحدّد الإطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب التي سيتم إرسالها إلى سوريا.

ويذكر أن وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماع سابق تعليق مشاركة سوريا في الجامعة العربية وفرض عقوبات سياسية وإقتصادية عليها، كما دعوا إلى سحب سفراء الدول العربية من دمشق، على خلفية الأحداث الأمنية التي تشهدها البلاد.

ميدانياً، تواصل قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل النظام السوري مع مقتل 12 مدنيا برصاص الامن الاثنين، في حين يتواصل الضغط الدولي على هذا النظام وتمثل بموقف شديد اللهجة من الحليف التركي السابق لسوريا.

ميدانيا قتل 12 مدنيا برصاص قوات الامن السورية الاثنين في سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل اربعة "ارهابيين" اثناء عملية قامت بها السلطات السورية في مدينة حمص.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان له "ان اربعة مدنيين قتلوا واصيب اخرون بجروح خلال حملة المداهمات التي تنفذها قوات سورية ترافقها ناقلات جند مدرعة في حي البياضة كما قتل اخر في حي وادي إيران في حمص". واشار المرصد الى تسلم ذوي ثلاثة معتقلين جثامين ابنائهم الذين قتلوا تحت التعذيب في احياء متفرقة من حمص.

وفي ريف حمص، اكد المرصد "مقتل مواطنين واصابة ثمانية اخرين بجروح صباح الاثنين في مدينة القصير (ريف حمص) قرب الحدود مع لبنان اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات امنية وعسكرية، كما سمعت اصوات عدة انفجارات هزت المدينة". واضاف المرصد "ان ثلاثة اشخاص قتلوا ايضا برصاص الامن خلال مداهمات في قرى الحولة".

وفي ريف حماة (وسط)، قال المرصد "ان بلدات كرناز واللطامنة وكفرنبودة شهدت انتشارا كثيفا للجيش النظامي السوري بعد ان وصلت اليها فجر الاثنين تعزيزات عسكرية تضم عشرات الاليات العسكرية" مضيفا انه "جرى اطلاق رصاص بالرشاشات الثقيلة عقب الانتشار ما اسفر عن مقتل شخصين بينهما سيدة".

واكد المرصد ايضا انه "يسجل اطلاق نار من رشاشات ثقيلة للجيش النظامي السوري المتواجد في قرية احسم في محافظة ادلب باتجاه قرية ابديتا يترافق مع استمرار قطع الاتصالات الارضية والخلوية وقطع للتيار الكهربائي منذ فجر الاثنين".

دبلوماسياً، خاطب رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان الرئيس السوري بشار الاسد قائلا له "لن تستطيع أن تبقى في السلطة بواسطة الدبابات والمدافع الا لفترة محددة فقط. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه انت ايضا".

واضاف "يظهر احدهم ويقول سأقاتل حتى الموت. ضد من ستقاتل؟ هل ستقاتل ضد اخوتك المسلمين الذين تحكمهم في بلادك؟"، في اشارة الى تصريحات للاسد في مقابلة نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" الاحد وتوعد فيها بالقتال والموت من اجل سوريا اذا واجه تدخلا خارجيا. وتتزايد انتقادات انقرة، التي كانت حليفا لسوريا، لنظام الاسد مع ارتفاع عدد قتلى حملة القمع التي يشنها النظام السوري الى اكثر من 3500 شخص بحسب احصاءات الامم المتحدة.

وكانت محطات تلفزيونية تركية افادت ان مواطنين تركيين اصيبا بجروح ليل الاحد الاثنين اثر اطلاق الجيش السوري النار على حافلة كانت تقل حجاجا عائدين الى بلادهم من مكة المكرمة اثناء مرورها قرب مدينة حمص (وسط).

ومن ناحيته، صرح الرئيس التركي عبدالله غول في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد هو حاليا في "مأزق"، لكن السوريين وحدهم يمكنهم ان يحققوا التغيير عوضا عن تدخل خارجي.

واوضح ان "سوريا في مأزق حاليا، وهناك تغييرات لا بد منها"، لكنه اشار الى "اننا لا نؤمن بان تدخلا خارجيا هو الوسيلة الفضلى لايجاد تغيير. على الشعب ان يقوم بهذا التغيير". ودعا الرئيس التركي نظيره السوري الى التخلي عن السلطة بدون عنف، مشيرا الى "ضرورة القيام بكل ما يلزم" لتجنب اندلاع حرب اهلية.

من جهتها، دعت السلطات السعودية دمشق الاثنين الى "التنفيذ الكامل لتعهداتها" الواردة في خطة العمل التي اعتمدها المجلس الوزاري في جامعة الدول العربية لحل الازمة في سوريا.

هذا وكشف المجلس الوطني السوري المعارض عن خطة لمرحلة انتقالية تستمر قرابة 18 شهرا إذا أطيح بالرئيس بشار الاسد لكن معارضين بارزين للأسد قالوا إن هناك حاجة إلى المزيد من الوحدة لإسقاطه.

وأعلن المجلس المؤلف من 260 عضوا برنامجه السياسي الأحد قائلا انه يخطط لقيادة حكومة انتقالية بمساعدة الجيش لضمان أمن البلاد ووحدتها بمجرد سقوط النظام. وكان المجلس شكل في اسطنبول في أيلول (سبتمبر) عندما كثف الأسد الحملة العسكرية على احتجاجات الشوارع المطالبة بسقوطه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *