أفادت تقارير إعلامية أنّ السلطات الإسرائيلية بدأت بترحيل الناشطين المشاركين في قافلة "أمواج الحرية" التي حاولت كسر الحصار المفروض على قطاع غزة والتي تم الاستيلاء عليها يوم الجمعة من قبل سلاح البحرية الإسرائيلية.
وذكرت إذاعة الجيش يوم السبت 5 تشرين الثاني أن بعض الناشطين الـ 27 قد تم ترحيلهم إلى أوطانهم والباقون سيرحلون يومي السبت أو الأحد.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الجمعة أن "قوات سلاح البحرية التابعة له صعدت على السفينتين الإيرلندية والكندية المتوجهتين إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه وسيطرت عليهما ومنعتهما من مواصلة طريقهما إلى القطاع".
لحظات وصول السفية إلى ميناء أسدود
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس الجمعة، على أن سفن "أمواج الحرية" وصلت إلى ميناء أسدود "أشدود" حيث تقوم الشرطة حاليًا بالتحقيق مع النشطاء الـ 27 وسيتم لاحقًا ترحيلهم من البلاد، وعلى الأغلب سيتم ذلك يوم الأحد القريب.
وعلم موقعنا على أن الشرطة قامت بإخلاء سبيل الناشط الحيفاوي مجد كيال، بعد ساعات متواصلة من التحقيق.
وأفاد الناطق بلسان الشرطة على أنه لم يتم العثور على السفن على أي نوع من السلاح.
سيطرة الكوماندوز الإسرائيلي على مراكب الحرية وكسر الحصار
هذا وتم السيطرة اليوم مساءً على مركبيّ حملة "أمواج الحريّة"، بعد أن قامت القوّات العسكرية البحرية الإسرائيلية بمحاصرة المركبين الأيرلندي والكنديّ وسط المياه الدولية.
وعلم عن إنقطاع الاتصال تمامًا مع المركبين ما يعني أنّه لا يمكن متابعة أحوال الناشطين الذين قد تتعرّض حياتهم للخطر، وفي حديث مع والد الناشط مجد كيال المتواجد على السفينة، مبدا كيال، قال لموقع "بكرا" على أنه لا معلومات عن مجد حتى الآن وأنه يترقب الإعلام لمعرفة مزيدًا من الأخبار.
وكان قد أمر قائد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، الجنود على متن السفن البحرية الإسرائيلية اعتراض سفينتين متوجهتان إلى غزة، اذا رفضتا الاستجابة إلى نداءات بالعودة.
وإدعى الجيش في وقت سابق ان الناشطين على متن أسطول "أمواج الحرية" المصغر يرفضون التعاون، في وقت قال فيه النشطاء على متن السفينتين إنهم "محاطون بالسفن الحربية الإسرائيلية."
وقد واصلت قافلة المساعدات الإنسانية "أمواج الحرية" إبحارها باتجاه القطاع الفلسطيني الجمعة، دون أن ترصد أي تحركات لسفن البحرية الإسرائيلية، باستثناء ظهور سفينتين إسرائيليتين في المياه الدولية، لفترة وجيزة، مساء الخميس.
هويدا عراف: في العاشرة صباحا القافلة كانت على بعد 100 ميلا من غزة
وقالت هويدا عارف، واحدة من منظمي القافلة البحرية، التي تضم سفينتي "التحرير" الكندية، و"الحرية" الأيرلندية، وعلى متنهما 27 متضامناً من تسع دول، إن القافلة أصبحت على مسافة حوالي 100 ميلاً من غرب قطاع غزة، في حوالي العاشرة من صباح الجمعة.
وكانت سفينتان تابعتان للبحرية الإسرائيلية قد اقتربتا إلى مسافة تقل عن ستة أميال من سفينتي المساعدات مساء الخميس، بينما كانتا تبحران على مسافة تبعد نحو 250 كيلومتراً (160 ميلاً) من شمال قطاع غزة.
شهادات النشطاء
وبينما تواصل السفينتان إبحارهما باتجاه القطاع الفلسطيني الذي تفرض عليه السلطات الإسرائيلية حصاراً شاملاً منذ خمس سنوات، قال الناشط الأمريكية، كايت كيتريدج، والمتواجد على متن السفينة "التحرير"، إنه "لم يتم رصد أي قوارب على الرادار."
وتابع المتضامن الأمريكي قائلاً: "نحن ننتظر ما قد تحمله لنا الساعات القادمة، وليس لدي أدنى فكرة واضحة عما يمكن أن يحدث."
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت، في وقت سابق، أنه لن يتم السماح للسفينتين الكندية والأيرلندية، اللتين انطلقتا مساء الأربعاء من ميناء "فتحية" التركي، بـ"خرق الطوق البحري" المفروض على غزة.
المحاولة رقم 11 لخرق الحصار …
وبحسب ناشطون فإن قافلة "أمواج الحرية" تُعد المحاولة الـ11 لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، نجحت خمسة منها في الوصول إلى القطاع الفلسطيني، خلال الفترة من أغسطس/ آب وديسمبر/ كانون الأول 2008، بينما منعت البحرية الإسرائيلية القوافل الأخرى من الوصول.
وفي أواخر مايو/ أيار 2010، قامت قوة كوماندوز تابعة للبحرية إسرائيلية بمهاجمة سفن قافلة "أسطول الحرية"، التي كانت تنقل مساعدات إنسانية لقطاع غزة المحاصر، مما أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك، الأمر إلى توتر العلاقات بين إسرائيل، وحليفها الإستراتيجي السابق، تركيا.
تنديدات فلسطينية بمنع المساعدات من دخول غزة
وفي غزة، وجهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، وخاصةً الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، من أجل التحرك الفوري والعاجل لضمان سلامة المتضامنين الدوليين، على متن سفينتي "التحرير" و"الحرية"، وضمان وصولهم الآمن إلى القطاع.
وفيما نددت الشبكة الفلسطينية بالتهديدات الإسرائيلية بمنع المتضامنين من الوصول إلى غزة، فقد أكدت أن قافلة "أمواج الحرية" تقوم بـ"مهمة إنسانية مدنية، هدفها التضامن مع الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على معاناته جراء الحصار الظالم واللا شرعي."
كما شددت الشبكة، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على غزة، على مطالبتها بضرورة تحرك المجتمع الدولي لرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وضمان تواصله مع العالم بكل حرية، والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار القطاع.
موقع بكرا