فمنذ ولادة هذه الصّحيفة في السّادس من تشرين الثّاني عام 2009 (2009/11/6)، لتنطلق وتحلّق – مع زميلاتها – في عالم الصِّحافة والإعلام؛ ونحن في امتحان أسبوعيّ.. نحاول أن نقوم بمَهَمَّتنا الصِّحافيّة بكلّ مصداقيّة ومهْنيّة ونزاهة، حريصين على احترام قرّائنا بما نقدّمه من مضمون، وما نطرحه من مواضيع، ولكن – في الوقت ذاته – تجدنا قلقين كلّ القلق – أسبوعيًّا – من أن نكون قد أخفقنا في عملنا.
وها نحن، اليوم، في عددنا الـ100، وعلى مشارف السّنة الثّالثة من عمر الصّحيفة، استطعنا أن ندخل كلّ بيت، أن نحاكي الشّارع والناس، أن نتحدّث إلى قلوبهم وننقل همومهم.. أثَرنا ضجّة، أحيانًا، وأخمدنا حرائق، حينًا؛ طرحنا مواضيع وعالجناها.. حاولنا أن نقوم بواجبنا، لا أكثر ولا أقلّ.
طرحنا أكثر من 100 موضوع، حاورنا أكثر من 100 شخصيّة، نشرنا عشرات الزّوايا ومئات الأخبار، وأكيد أنّنا وصلنا إلى أكثر من 100 بيت، وسهرنا أكثر من 100 ليلة، لنصل إلى العدد 100.
أفرحْنا كثيرين وأغضبْنا أكثر؛ فأكيد أنّنا لم نكن مع جميعكم 100%، وهذا طبيعيّ وصحّيّ جدًّا؛ فلا يُمكننا أن نُرضي القرّاء جميعهم؛ لأنّنا بذلك نكون قد حوّلنا النّزاهة الصِّحافيّة الجادّة وأخلاقيّات العمل الصِّحافيّ إلى صِحافة صفراء، فنصبح – بالتّالي – ملوَّنين منافقين مجارين للأحداث والأوضاع.
تحدّينا، أحيانًا، وتساهلنا، حينًا؛ أبكينا وأضحكنا، أزعجنا وأرضينا، ألم أقُلْ لكم إنّنا غير ملوَّنين ولا منافقين؛ فلم ننجح في أن نكون مع جميعكم 100%، ولكنّنا نجحنا – من دون أدنى شكّ – في أن نصل إلى الـ100.
والعدد بين أيديكم – أعزّاءَنا القرّاء! – وأنتم الحكَم.. لأنّ الصّحيفة هي منكم وإليكم، ومن أجلكم.. حتّى لو وصلنا الـ100 ولم نكن مع جميعكم 100%.
(عن صحيفة "حيفا" – العدد 100)