معمّر القذافي يصل جثة هامدة إلى مصراتة

مراسل حيفا نت | 21/10/2011

أعلن مسؤول في المجلس الوطني الإنتقالي الليبي وصول جثة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي إلى مصراتة. وأعلن المجلس الانتقالي أن جثة القذافي نقلت بواسطة مروحية إلى مصراتة.

واعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الخميس ان مقاتلات فرنسية "اعترضت" مجموعة السيارات التي كان القذافي موجودا فيها قبل ان تندلع مواجهات برية بين الليبيين ادت الى مقتل الزعيم الفار.

واوضح لونغيه للصحافيين ان الموكب الذي كان يضم "عشرات السيارات تم اعتراضه اثناء تقدمه فيما كان يسعى الى الفرار من سرت لكن العملية الفرنسية لم تؤد الى تدميره". واضاف ان مقاتلين ليبيين تدخلوا بعدها وقاموا بتدمير السيارات "التي اخرجوا منها العقيد القذافي".

وعثر على معتصم، نجل القذافي، ميتا في سرت حيث قتل والده الخميس، كما قال لوكالة الأنباء الفرنسية محمد ليث احد قادة قوات النظام الجديد التي كانت تقاتل في المدينة.

واضاف "لقد عثرنا عليه مقتولا. وضعنا جثته وكذلك جثة (وزير الدفاع في النظام المخلوع) ابو بكر يونس جابر في سيارة اسعاف لنقلهما الى مصراتة".

ولاحقاً أكدت الأنباء عن وصول جثة المعتصم إلى مصراتة. وترددت معلومات عن مقتل سيف الإسلام أثناء مطاردة موكبه في سرت.

والقذافي الذي اعلن المجلس الوطني الانتقالي مقتله اليوم الخميس، حكم ليبيا 42 عاما بقبضة من حديد.

وقد اضطرته انتفاضة دامت ثمانية اشهر مدعومة بتدخل من حلف شمال الاطلسي إلى الفرار من عاصمته طرابلس في اب/اغسطس ليحل محله المجلس الوطني الانتقالي.

واستمر القذافي (69 عاما) عميد القادة العرب والافارقة في السلطة، حتى النهاية يدعو الى "مقاومة الصليبيين" الغربيين والانتصار على "الثوار" الذين وصفهم بـ "الجرذان" وقال انهم موالون لتنظيم القاعدة.

وقد اعلن اولئك "الجرذان" مقتله في سرت مسقط رأسه التي كانت محاصرة منذ عدة اسابيع. ولد القذافي على حد قوله، في السابع من حزيران/يونيو 1942 تحت خيمة بدوية في صحراء سرت في عائلة رعاة فقيرة من قبيلة القذاذفة ونشأ على تربية دينية صارمة بقي وفيا لها، والتحق بالجيش في 1965.

وفي السابعة والعشرين من العمر، اطاح مع احد عشر ضابطا آخر في الاول من ايلول/سبتمبر 1969، بنظام الملك الليبي المسن ادريس السنوسي الذي كان في فترة نقاهة في تركيا دون إراقة قطرة دم واحدة. والقذافي الذي اعلن نفسه "ملك ملوك افريقيا" اصبح عميد القادة الافارقة منذ وفاة رئيس الغابون عمر بونغو في حزيران/يونيو الماضي.

أحد الثوار يشير إلى المكان الذي عثر فيه على القذافي

وفرض القذافي نفسه "قائدا للثورة" وحصل على دعم الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وفي آذار/مارس 1977، اعلن قيام "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" التي يتولى فيها الشعب "السلطة مباشرة" مع "مؤتمر الشعب العام" (برلمان) و"اللجنة الشعبية العامة" المكلفة تنفيذ تعليمات المؤتمر العام.

واثار القذافي استغراب من حوله لا سيما الغربيين بسبب غرابة اسلوب حياته وازيائه التقليدية وطريقته في ممارسة السلطة وتصريحاته ونظرياته المبتكرة.

واتخذ القذافي قراراته في اغلب الاحيان من خيمته المتنقلة في الصحراء بحماية وحدات امنية من النساء بالزي العسكري، والتي رافقته في معظم رحلاته الى الخارج. ويكتفي القذافي بالقليل من القوت لا سيما من حليب النوق.

وقد تميّز بسلوكه وتصريحاته التي أثارت ضجة ولا سيما انتقاداته لنظرائه العرب. ففي القمة العربية في 1988 ارتدى قفازا ابيض بيده اليمنى. وقال حينذاك انه لا يريد مصافحة "أياد لطخت بالدماء". وفي القمة السابقة، جلس قرب العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز وهو يدخن سيجارا وينفث الدخان في وجهه.

ويرى القذافي ان "كتابه الاخضر" يشكل الحل الوحيد للبشرية ويؤكد ان الديمقراطية لا يمكن إحلالها عبر صناديق الاقتراع، معتبرا ان "الانتخابات مهزلة".

وتحول القذافي الى احد "ألدّ أعداء" الغرب بعد اعتداءين، الاول على طائرة تابعة لشركة بانام الاميركية انفجرت فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية ما اسفر عن سقوط 270 قتيلا في 21 كانون الاول/ديسمبر 1988، والثاني على طائرة تابعة لشركة اوتا الفرنسية فوق صحراء تينيري في النيجر في التاسع عشر من تموز/يوليو 1989 (170 قتيلا).

وفي تسعينات القرن الماضي تحول القذافي الذي أضعف موقعه على الساحة الدولية وخيب شركاؤه العرب آماله، الى القارة الافريقية. لكن وبعد ان ظل لعقود ينعت بانه رئيس دولة "ارهابية مارقة"، قرر التصالح مع الغرب.

وفي 2003 اعلن بشكل مفاجئ تخليه عن برامجه السرية للتسلح ثم اقر بمسؤولية معنوية عن حادث لوكربي وحادث الطائرة الفرنسية ودفع تعويضات لعائلات الضحايا بهدف رفع الحظر الاقتصادي والجوي المفروض على بلاده.

واستقبل القذافي القادة الغربيين في حين خصّه مسؤولون في الغرب باستقبال رسمي كما كان الحال في باريس وروما ما اثار جدلا. كما نجح القذافي في 2008 في تنقية علاقاته مع ايطاليا، القوة المستعمرة لبلاده سابقا والتي حصل منها على اعتذار عن الحقبة الاستعمارية وخمسة مليارات دولار من التعويضات.

وحصل القذافي على الافراج عن عبد الباسط المقرحي الذي كان يمضي في اسكتلندا عقوبة بالسجن اثر ادانته باعتداء لوكربي، لاسباب صحية. كما زار الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس ليبيا واعتذر عن توقيف احد ابناء القذافي في جنيف في 2008. واصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه وابنه سيف الاسلام وصهره عبد الله السنوسي مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الانسانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *