يُتوقع أن تُفرج مصر في الأيام المقبلة عن إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية اتُّهم بالتجسس، مقابل الإفراج عن عشرات المعتقلين في إسرائيل، وذلك في أعقاب صفقة تبادل السجناء بين إسرائيل وحماس. وتفيد تقارير بأن غرابل كثيرًا ما كان يذهب إلى ميدان التحرير من دون أن يخفي جنسيته الإسرائيلية.
من المتوقع أن يُفرج خلال الأيام المقبلة عن إسرائيلي، اعتقلته السلطات المصرية في حزيران/يونيو الماضي، بتهمة التجسس مقابل الإفراج عن عشرات المصريين المعتقلين في إسرائيل.
يأتي الإفراج عن الإسرائيلي إيلان غرابل (27 عامًا) الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضًا، في أعقاب اتفاق تبادل السجناء بين إسرائيل وحماس اليوم الثلاثاء بوساطة مصرية.
وقال عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي غاري أكرمان إنه عمل من أجل الإفراج عن غرابل، الذي يعيش في دائرته الانتخابية في نيويورك منذ البداية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن النائب أكرمان قوله في اتصال هاتفي "اننا قريبون جدًا في هذا الاتفاق المعقد. وسنكون في غاية السعادة باستعادة مواطننا".
في مصر، قالت مصادر أمنية إن الاتفاق النهائي بين مصر وإسرائيل لن يتم إلا بعد إنجاز صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف فلسطيني في سجون إسرائيل. وامتنع المسؤولون الإسرائيليون عن التعليق، ولكن تقارير أفادت بأنه سيُفرج عن 80 مصريًا اعتقلتهم إسرائيل في المناطق الحدودية بتهم مخدرات ومخالفات أخرى مقابل الإفراج عن غرابل.
ودأب غرابل وعائلته على نفي تهمة التجسس. وكان غرابل تخرج من جامعة جونز هوبكنغز الأميركية، ودرس العربية، وخدم مظليًا في الجيش الإسرائيلي، حيث أُصيب خلال حرب 2006 على لبنان. وزار غرابل القاهرة في أيار/مايو للعمل مع منظمة غير ربحية تساعد اللاجئين، بحسب عائلته والنائب الأميركي أكرمان. وكثيرًا ما كان يذهب إلى ميدان التحرير من دون أن يخفي جنسيته الإسرائيلية. ونشر في صفحته على فايسبوك صورًا يظهر فيها بملابس الجيش الإسرائيلي.
وتقول عائلة غرابل إنه رجل مثالي وفضولي من أسرة علمانية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وإن غرابل فكر ذات مرة في الانضمام إلى فيالق السلام الأميركية.
وقال النائب أكرمان إن غرابل صاحب ضمير اجتماعي حي، وكان يريد أن يفعل خيرًا في العالم. وأضاف أكرمان إن قرار غرابل نشر صوره بملابس الجيش الإسرائيلي على فايسبوك سلوك بريء لشاب في العشرينات من العمر. وأكد النائب الأميركي أن نشر صور على فايسبوك ليس عملاً يقوم به عميل في الموساد، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
وقال دانيال غرابل والد إيلان إنه لمس مؤشرات قوية بشأن الإفراج عن ابنه، ولكنه لم يتلق تأكيدًا رسميًا من السلطات الأميركية أو الإسرائيلية. وأضاف إن العائلة لا تريد الخوض في تكهنات بسبب الأوضاع الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة.
ونفى دانيال غرابل ما سمّاه دعاية رائجة عن ابنه، بينها أن إيلان حاول أن يصوّر نفسه مسلمًا قبل إلقاء القبض عليه. وقال "إن شائعات وتلميحات من كل صنف سرت من دون أن تكون صحيحة".
حين أُلقي القبض على إيلان غرابل قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن التحقيق أظهر أنه كان يذهب إلى ميدان التحرير منذ كانون الثاني/يناير للتحريض على الفتنة وترويج الشائعات، ودفع المحتجين إلى الاحتكاك مع القوات المسلحة وارتكاب أعمال عنف.
واعترى التوتر علاقة إسرائيل بمصر منذ إسقاط الرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير، بتأثير الغضب الشعبي الموجّه ضد إسرائيل وعلاقتها الوثيقة بالرئيس المخلوع.
وفي أيلول/سبتمبر، اقتحم متظاهرون السفارة الإسرائيلية في القاهرة لأسباب، منها مقتل 5 من عناصر الأمن المصريين بنيران القوات الإسرائيلية أثناء ملاحقتها مسلحين نفذوا عملية إيلات، التي قُتل فيها 8 إسرائيليين.
واعتذرت إسرائيل رسميًا عن مقتل الجنود المصريين، الذي قالت إنه كان حادثًا عارضًا. وأسهم الاعتذار بقسطه في تمهيد الطريق لصفقة تبادل غرابل بسجناء مصريين في إسرائيل، بحسب نيويورك تايمز.
وقال النائب أكرمان إن غرابل سيُفرج عنه في وقت قريب. وكان أكرمان زار إسرائيل في حزيران/يونيو، وقال خلال الزيارة إنه التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، والسفير المصري لبحث قضية غرابل.