سلمان ناطور ضيف ملتقى “حكايا” في عمان

مراسل حيفا نت | 27/09/2011

 

 

 
 
أنا احيا بفضل ذاكرتي…
 
استضاف ملتقى حكايا الرابع في عمان الكاتب سلمان ناطور في أمسيته الحكائية "ذاكرة أو ما تيسر من سيرة شيخ مشقق الوجه" وذلك في قاعة مسرح البلد وقد رافقه الثنائي ناصر وغسان بعزف موسيقي على الكلارنيت والايقاعات.
ويذكر أن هذا الملتقى ينظم للمرة الرابعة في عمان في اطار مشروع حكايا العربي المتوسطي وبقيادة الملتقى التربوي العربي ومقره الاردن ومؤسسة تامر في رام الله ومسرح البلد وفرقة الورشة المسرحية في الاسكندرية  وشارك فيه حكواتيون وممثلون وساردون من بلدان مختلفة بينها لبنان وفلسطين ومصر والمغرب وتونس وموريتانيا كما قدمت عروض أوروبية من فرنسا وايرلندا وشارك في ندوات الملتقى باحثون وفنانون من بريطانيا والسويد والدانمرك طبعا إضافة إلى المشاركة الأردنية التي تنوعت وتداخلت في معظم فعاليات الملتقى، كذلك تميز هذا الملتقى بانتشار فعالياته في أماكن مختلفة بالمدينة وخارجها في مخيمات اللاجئين.
شارك أيضا من البلاد الفنان عامر حليحل في مسرحيته "ذياب" التي كتبها علاء حليحل وأنتجها مسرح الميدان وقد عرضت في قاعة مسرح البلد واستقبلها الجمهور بحفاوة بالغة وتركت عليه أثرا كبيرا لما فيها من سخرية سوداء وتمثيل راق .
وعن العرض الذي قدمه سلمان ناطور لذاكرة كتب خالد سامح في صحيفة الدستور: "استلهم ناطور نصه من الموروث والذاكرة الجمعية للفلسطينيين، إضافة إلى حكايا من سيرته الشخصية والنضالية في مقاومة الخطط الصهيونية لمحو الهوية العربية للفلسطينيين، ذلك بأسلوب عفوي مشوق، تراوح بين اللغة الشعرية الرشيقة، وفضاءات القصة القصيرة، التي يمتزج الخيال فيها بالواقع. وفي حكاياته عن النكبة روى قصصا عن شخصيات شعبية فلسطينية شهدت المأساة منذ الانتداب البريطاني وثورة عام 1936، وقد فاضت هذه  القصص بالعبر والحكم، بعضها بأساليب ساخرة، ما قربها من أجواء الكوميديا السوداء، واختتم معظمها بمفارقات وأسئلة صارخة، ومنها قصة الشيخ عباس، الذي أكلته الذئاب لأنه فقد ذاكرته، وختمها بمقولته: «ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة». ومن تجربته الشخصية روى الناطور ما حصل معه أثناء زيارته إلى بريطانيا، حيث استوقفه الأمن، في مطار هيثرو، واحتجز من حقيبته كيس زعتر، ظناً أنه بارود، هنا يتخيل الراوي أن الحياة كلها، في لندن، توقفت في تلك اللحظة، وأنه بات (المطلوب رقم واحد)، وفي النهاية يتساءل: «أنا مش فاهم، كيف الانجليز احتلوا بلدنا ثلاثين سنة وهم ما بيعرفوا يفرقوا بين الزعتر المطحون والبارود ؟ أو أنهم يعرفون أن الزعتر يقوي الذاكرة وهم يريدون أن يمسحوها عن بكرة أبيها؟».

وفيما يشبه القصائد النثرية سرد سلمان ناطور شذرات أخرى من سيرته الذاتية، وفيها: «أنا والحرب توأمان، لذا لا أحتفل بعيد ميلادي، ولدت في وطن يتآكل يوما بعد  يوم، فكيف أحتفل بعيد ميلادي؟ ولدت مرتين، في المرة الأولى  يوم  كنت في الثالثة من عمري، وسقطت عن سلم يرتفع ثلاثة أمتار، ولم أمت، وولدت مرة ثانية عندما كنت في الرابعة عشر ، وغرقت في البحر، ولم أمت، فأنا أحيا بفضل ذاكرتي».

وفي اليوم التالي قدم ناطور ذاكرة في مخيم غزة الواقع قرب مدينة جرش بحضور كبير من أبناء وبنات المخيم الذين أعادت لهم الحكايات روح الوطن الذي هجروا منه عام النكبة إلى غزة وفي حرب 67 هجروا ثانية من غزة إلى الأردن وهم ينتظرون العودة إلى مدنهم وقراهم الأصل. كما شارك في الندوة الأولى للملتقى والتي تمحورت حول عملية تحويل الحكاية من الرواية الشخصية إلى أعمال أدبية، تحدث فيها أيضا البروفيسور شريف كناعنة والدكتورة فيحاء عبد الهادي والباحثة اللبنانية ربيع ناصر والصحفي البريطاني ريتشارد هاملتون مؤلف كتاب "آخر الحكواتية في المغرب" تطرق كل مشارك إلى تجربته في التعامل مع الحكاية.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *