لاسحركم إذا غنيت
نايف خوري
لاسحركم إذا غنيت، قالتها سيدة الغناء الفلسطيني فيوليت سلامة، لجمهور مختلط من العرب واليهود، بلغ نحو 500 شخص. كما كان رائعا، أن نرى أعضاء فرقة النور وهم نحو 25 عازفا، يقدمون أجمل الألحان والمعزوفات الطربية، التي أقامت وأقعدت الجمهور.
استهل الحفل بمعزوفات موسيقية، ثم قدمت ريهام حمادة مجموعة من الأغاني الكلثومية، وقد أجادت وأبدعت بصوتها القوي الجميل، وأدائها المبهر حتى أنها استحوذت على الجو العام في القاعة، فصفق لها المستمعون، وتمايلوا وغنوا معها وتفاعلوا طربا من حسن غنائها وأدائها.
ثم قدم مدير الفرقة المطربة الأولى، الكبيرة، سيدة المسارح والمنابر الغنائية فيوليت سلامة، التي سحرت بإطلالتها الحضور، بملابسها وتسريحتها ووجهها المشرق، وإضفاء الأنوار على حضورها رونقا. وما أن شرعت بالغناء، حتى تناولها الجمهور بالتصفيق الحار، واخذوا يرددون المقاطع التي تغنيها.. أنها كلثومية الحضرة والحضور، فكما كانت تفعل سيدة الغناء العربي بجمهورها في مصر وفلسطين ولبنان، وفي كل مكان قدمت أغانيها، كذا فعلت سيدة الغناء الفلسطيني فيوليت سلامة.
إن الجمهور كان يتراقص طربًا، ويتمايل انسجامًا، ويصفق حماسًا كلما قدمت مقطعا من الأغنية التي تؤديها. وكم مرة شاركها الجمهور بالغناء وهي تبتسم فرحا وترى ما فعل صوتها بهذا الجمهور وما فعلته الموسيقى والغناء.
فيوليت سلامة عرفتها في حفلاتها المتعددة، وقدمت لها أمسيات كثيرة، ففي كل أمسية، بما فيها الليلة الماضية، تقدم شيئا جديدًا بالأداء والحضور والطرب، وكأنها تغني كل مرة من جديد، وتبدع بفنها وصوتها مع جمهور مغاير ومختلف. ومهما تغيّر الجمهور وتبدّل، فإنها تسحره وتسكره وتستقر في قلبه، تسيطر عليه وتمسك بمشاعره وتحركه كيفا شاءت وكيفما رغبت.. والجمهور ينصاع لكل نبرة وكل همسة وكل صوت تطلقه هذه المطربة الكبيرة.
إن فيوليت سلامة تناعمت مع أداء الفرقة الموسيقية الشرقية، هذه الفرقة التي أتقنت وأجادت وفتحت للجمهور آفاقا موسيقية واسعة، تمكنت من مجاراة مطربة عظيمة الشأن مثل فيوليت سلامة، ومثل سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
التحية والتقدير والإعجاب لهذه الفرقة الموسيقية والتخت المتكامل، وللمطربة ريهام حمادة، وللجمهور الذي يتقن الاستماع والتفاعل مع الطرب الأصيل، والتحية الخاصة والتقدير والاحترام لسيدة الغناء الفلسطيني، سيدة المسرح والأغنية الطربية فيوليت سلامة..