يُقال ويُكتب الكثير عن علاقة الغذاء بالجنس. ولا ريب في أن الجنس كثيرا ما يُمارس بعد وجبات الأكل ، كما يؤكد خبراء مشيرين الى أن الانسان عادة يتناول ثلاث وجبات وبالتالي فإن احتمالات الجنس بينها تكون دائما قائمة. ولكن استخدام الوجبات للإيحاء بأجواء حسية دليل جهل ، بحسب هؤلاء الخبراء. فالعشاء على ضوء الشموع مثلا لا يكون استعارة لأي شيء سوى العشاء في أجواء لطيفة دون ايحاءات جنسية.
بمناسبة صدور موسوعة المواد المثيرة للشهوة الجنسية في بريطانيا في تشرين الأول (أكتوبر) من تأليف مارك دوغلاس هيل يقول الناقد جاي رينر في صحيفة الاوبزرفر ان صاحب الموسوعة يقدم الكثير من الأكلات اللذيذة لكنه يسهب في الإنشاء وكأنه فتى ولهان. فالموسوعة زاخرة بالإشارات الى ثمرة المانغو والتغزل بالمحار. كما أنها حافلة بالتاريخ الملفق والسيكولوجيا المبتذلة والعلم الكاذب، بحسب رينر واصفا الأدلة التي تسند القول بوجود مواد غذائية تثير الشهوة الجنسية بأنها أدلة لا يُعتد بها.
ويعترف المؤلف في موسوعته عن المواد المثيرة للشهوة الجنسية بقضيتين اساسيتين. الأولى انه إذا كانت الوجبة حسنة الإعداد ، لن يكون هناك جنس بعدها. فان كل ما يريده المرء من الفراش بعد وليمة مترعة بما لذ وطاب هو النوم فيه. وان الشخص الذي يطهي وجبة لأنه يعتقد انها ستحقق له ممارسة جنسية ممتعة وليس طعاما ممتعا لن يحقق أياً منهما.
ويعتبر رينر ان القضية الثانية التي يسجلها لصالح المؤلف هي ان الغذاء الوحيد المثير للشهوة الجنسية هو العنب ولكن بعد تخميره الى نبيذ. إذ يمكن التغني بفوائد المحار والتين وفاكهة البحر ولحم السحالي وغيرها من الحيوانات الغريبة. ولكن إذا كان هناك جنس بعد التهام كل هذه الطيبات فالسبب، بحسب رينر ، هو النبيذ الذي ساعد على إشاعة أجواء مشجعة وليس الطعام نفسه.
وكانت صحيفة نيويورك بوست نشرت تقريرا عن ممارسة الجنس في المطاعم. ولكن الثابت في كل هذه القصص ان أبطالها من الجنسين كانوا في حالة انتعاش بما تناولوه من كحول وليس بما التهموه من طعام.
وفي الختام يقول رينر ان هناك سحرا بالفعل في تناول وجبة مع آخر ذي جاذبية جنسية ولكنه سحر لا يمت بصلة الى الطعام نفسه بل له كل صلة بحميمية الفعل نفسه وطبيعيته البدائية. فالأكل مثله مثل الجنس فعل غريزي. وعلى المرء ان يمارسه بحمية وعاطفة ليعود الى طبيعته الأولى. فهذا وليس المحار ولا التوت البري بكل انواعه ، هو المثير للشهوة الجنسية أكثر من أي مادة أخرى ، كما يقول الناقد جاي رينر.