بمبادرة من المركز اليهودي العربي – بيت الكرمة في حيفا، وضمن مشروع قصة حيفاوية الذي بادرت اليه بلدية حيفا، التقى يوم أمس عدد من المؤرخين والأدباء العرب واليهود الحيفاويين في قاعة بيت الكرمة للحديث عن تاريخ هذه المدينة في عهد الانتداب البريطاني.
وقد حضر العشرات من سكان المدينة هذه الأمسية المميزة، التي تجمع بالفعل بين قصص العرب واليهود قبيل النكبة في عهد الانتداب البريطاني. فتحدث بداية جاي شاحر – مؤرخ في تاريخ التصوير، عن الصور التي التقطت لحيفا الانتدابية، بشكل خاص من المصوّر فايجين، والذي التقط صورا لعربا ويهودا على حد سواء.
في الوقت الذي تحدثت فيه الأديبة والباحثة راحيل هيرتس لازروفيتش عن تاريخ حي الهدار في حيفا، وعن قصتها الشخصية، مؤكدة أن والديها استأجروا دارا من رجل الأعمال السوري صرقبي الذي سكن حيفا، مشيرة الى أنها كانت ضمن أجمل مجمع سكني بني في حيفا الانتدابية، وتحدثت عن أحداث النكبة وكيف "هرب مالك البيت وعماله الى لبنان في النكبة، تاركا البيت والمجمع السكني خاليين، فدخلت عليه العائلات اليهودية لترى مدى فخامة المكان"!
بينما تحدث د. ماجد خمرة – أديب ومدير وحدة النهضة بالتعليم العربي في بلدية حيفا، عن قصص من حيفا العتيقة، أي البلد التحتى في حيفا، مشيرا الى أنه بعد النكبة وبأمر من بن غوريون نفسه تم هدم غالبية المباني والعمارات في هذا الحي العريق، فاختفت مثلا كنيسة السيدة وراء بنك اجود وعمارته الكبرى، في حين أقيم بدلا من حمام الباشا مبنى عملاقا وبالقرب منه مبنى لشركة الكهرباء سابقا، مشيرا الى اختفاء معالم المدينة الفلسطينية في تلك المنطقة.
وتحدث عن خرافة الجن "جرجميش" التي كانت ترويها "أم ضريط" كما أطلق عليها السكان، والتي كانت احدى الأساطير والخرافات التي يرويها أهل حي حيفا العتيقة…
من جهته تحدث المهندس المعماري وليد كركبي – مؤرخ الهندسة المعمارية الحيفاوية ومدير قسم الحفاظ على المباني في بلدية حيفا، عن تاريخ العمران في حيفا الانتدابية وعن تميّز العمران في حيفا في هذه الفترة بالدمج بين العمران الفلسطيني والأوروبي الذي أحضره المهندسون المعماريون الأوربيون الذين قدموا الى حيفا مع اليهود..
يذكر أنه توّلى عرافة الأمسية مدير مركز بيت الكرمة أساف رون.