شاهين نصّار
تسّلم صباح اليوم الاثنين اعضاء مجموعة الاستثمار للقنال العربي الجديد "هلا تي في" (الاسم مؤقت) ترخيصا رسميا من وزير الاعلام والاتصالات في اسرائيل، موشيه كحلون، لتشغيل القنال.وقد حضر حفل تسليم الترخيص، والذي تم في مكاتب الوزارة في تل ابيب، أعضاء المجموعة الفائزة في المناقصة لتفعيل القنال، أعضاء مجلس الكوابل والفضائيات برئاسة نيتسان حين، بالاضافة الى مدير عام القنال جوزيف أطرش، ومديري الشركتين المنتجتين للقنال، جعفر فرح – مدير شركة "بيسان" للانتاج، وأودي ميرون – مدير شركة "عناني تكشورت" للانتاج.وتم تسليم الترخيص اليوم بعد أن قامت مجموعة المستثمرين بتحويل التزاماتها لرأس مال بقيمة 5 ملايين شاقل، وتحويل ضمانات بقيمة 3 ملايين شاقل.
من جهته طالب رئيس مجلس ادارة "هلا تي في" رجل الأعمال زياد عمري، الوزير كحلون بتحويل ميزانية الأخبار المحلية باللغة العربية والتي تصل الى 5 ملايين شاقل للقنال الجديد، علما أن "هوت" تقوم حاليا بانتاج نشرة الأخبار المحلية باللغة العربية.كما أكد عمري أن القنال جزء لا يتجزأ من خارطة البث الاسرائيلية، ولذلك طالب الوزير بأن يضمن أن يكون من بين أول عشرين قناة في شبكتي الاعلام "هوت" و "يس" بالاضافة الى كونه سيعمل على البث عبر الفضائيات. من جهته يقول جوزيف أطرش – مدير عام القنال العربي المستقل – هلا تي في: "مررنا برحلة طويلة حتى وصلنا الى هذه المرحلة! اليوم نملك كتابا (ترخيصا) ما زلنا لا نملك محطة.. العمل للوصول الى محطة تلفزيون كثير. نحن نأمل أن نبدأ البث من شهر كانون ثاني المقبل، وأن تكون هذه القنال تمثل الوسط العربي، تتحدث عن الوسط العربي، وان تكون قنال ناجحة. نستفيق الصبح نشاهدها، نعود من العمل نشاهدها، أن نشاهد هذه القنال طوال الوقت"!
وقال في رد على سؤال حول كون البث يقتصر على اربع ساعات فقط بحسب الترخيص: "بالرخصة هذا ما هو مكتوب. ولكننا سنعمل أن يكون لدينا قنال فعّال بشكل كامل من اليوم الأول"!نيتسان حين – رئيس السلطة الثانية للتلفزيون، الكوابل، والفضائيات قال من جهته: "أعتقد أن هذا القنال سينجح، يملك كل القدرات للنجاح! هذا قنال كنا نفتقد له حتى اليوم في المنظر متعدد القنوات في اسرائيل. فمن بين جميع القنوات الموجودة من الهام جدا أن يكون أيضا قنال عربي تجاري، من ناحية تجاه المجتمع العربي الذي يمثل مليون ومئتي ألف شخص في دولة اسرائيل، وايضا في الجو الشرق أوسطي، بين كل مئات القنوات الفضائية، فمن المهم أن يكون أيضا قنال أبيض – أزرق اسرائيلي"!!
وعندما سألته حول اذا ما كان هذا القنال فعلا اسرائيليا، اذ أنه معروف أن الأقلية العربية في اسرائيل تعتبر نفسها أقلية قومية فلسطينية، قال حين: "لا أعتقد أن هذا القنال سيكون "جالي تساهال" أو "صوت اسرائيل" وانما سيكون قنالا يمثّل عرب اسرائيل، كما أن إذاعة الشمس تمثّل العرب في اسرائيل، وهي (القناة) لا تتلقى التعليمات والاملاءات من مكتب رئيس الحكومة ولا من وزارة الخارجية! ولكن ما زال له مكان في الجو الاعلامي، وأعتقد أن قنالا كهذا سينجح أيضا في المنظومة الثقافية العربية الاسرائيلية، ولكن ايضا تجاه الخارج! لا يجب أن يكون القنال تفسيريا ودعائيا، بل يمكنه أن يكون قنالا ثقافيا"! بينما في رده على سؤال حول، لماذا تطلب الأمر 63 سنة لافتتاح قنال عربي مستقل، قال حين: "سؤال ممتاز. وأعتقد أن محقّ.. نحن الآن نصلّح ظلما تاريخيا، دام بحسب قولك 63 عاما، ولكني أقول أنه دام 20 عاما. ولكن لا شك أننا نصحح هنا غبنا وظلما تاريخيا"!!
من جهته قال جعفر فرح – مالك شركة "بيسان" للانتاج، والتي تنتج جزءا من البرامج للقنال العربي المستقل الجديد: "في مركز مساواة عملنا خلال السنوات العشر الأخيرة عليها، أن تخرج مناقصة لقناة عربية مستقلة، وقد تم إصدار المناقصة، واليوم تسلمت مجموعة المستثمرين الترخيص لها، وآمل أن يبدأ البث بشكل مباشر خلال فترة قصيرة.. أعتقد أن هذا كان حلما لمجتمعنا، وبوسعنا أن نحقق هذا الحلم عبر العمل الجدي، على أن نقيم قناة تكون صوتا للجماهير العربية وتعطي أيضا صورة"!وأكد فرح: "نحن لا نطلب دعما من وزارة الاعلام والاتصالات ولكننا نطلب حصتنا من الاعلانات. المطلوب هو فتح سوق الاعلانات على الوسط العربي. فنحن نستهلك منتجات كل الشركات، ولكننا لا نحصل على حصتنا من الاعلانات لأن الشركات تستهر بنا كقوة استهلاكية! نحن لا نطلب مساعدات من الوزارات. ولكننا نريد أن يحترم السوق الخاص قدرتنا الاستهلاكية وقدرتنا أن نشاهد تلفزيون وان يدعم انتاج البرامج التلفزيونية!
نحن لدينا ثقافة كمجتمع، ويجب أن يدعم انتاجها! اليوم تخصص 100 مليون شاقل للاعلان في الوسط العربي من بين 3,7 مليارد شاقل، وما نرغب به هو أن تصبح المئة 150، وأن يكون الاعلام العربي أقوى. وليس أن يكون الحديث مجرد شعارات في النضال، وانما نحن الآن في مرحلة خلق الطرق الصحيحة للانتاج التلفزيوني. أن يشعر الانسان أنه يسمع ويشاهد المواضيع التي تهمه ويرى أبطال يحبهم"!