افتتاح مخيّم العودة الى كفر برعم الـ22

مراسل حيفا نت | 10/08/2011

 

شاهين نصّار

قد تكون قضية قريتي كفر برعم واقرث المتشابهتان جدا أفضل مثال للتشبث بالأرض وبحق العودة، عودة الشعب الفلسطيني الى أرضه التي هجّر منها..
فبعد تهجير قرية كفر برعم التي تقع في أقصى الشمال، في تشرين ثاني 1948، أي خمسة أشهر بعد قيام دولة اسرائيل، ما زال فلسطينيو هذه القرية الذين تهجّروا في الداخل، وسكنوا في الجش، حيفا، عكا، المكر، والناصرة، يأملون بالعودة في يوم من الأيام الى قريتهم الأم التي تهجروا منها كفر برعم ويعملون على ذلك وعلى توعية الجيل الصاعد من أبناء هذه القرية على حق العودة الذي لا تراجع عنه!

من جهته يقول جورج غنطوس: “كفر برعم هي قضية قرية فلسطينية هُجّرت في شهر تشرين ثاني في العام 1948، بعد قيام دولة اسرائيل، وهُدمت القرية في العام 1953، أبيدت بالطيران، قُصفت القرية ودُمّرت وبقي ما بقي منها.

ومثلنا مثل بقية أهالي شعبنا، جزء تهّجر وبقي هنا، وجزء تهّجر لمخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا، والبعض هّجر الى الخارج والولايات المتحدة وأوروبا، الأغلبية بقيت في البلاد، وهناك تركيز للأهالي في حيفا، الجش، عكا والمكر وهناك تواجد في الناصرة.. اليوم يصل عدد أهالي برعم الى حوالي 3000 شخص! علما أنه بحسب احصاء الانتداب البريطاني كان عدد سكان القرية في العام 1948 حوالي 1080 شخص، الأغلبية بقيت في البلاد وتهّجروا داخل فلسطين”.

ويضيف: “شعارنا الأساس هو شعار العودة، الحركة التي تنظم المخيّم هي حركة العودة، التي أقيمت في العام 1982، ونظّم المخيّم الأول في العام 1984، وهذا المخيم الـ22 لنا. هنا المخيم اليوم هو مخيّم ليس فقط لأهالي برعم وانما أيضا بشكل تاريخي شارك متضامنون مع أهالي برعم وقضية برعم. كما ننظم المخيمات التطوعية بشهر أيلول سنويا، نأتي الى هنا نتطوّع للحفاظ على ما تبقى من القرية وإعمارها… ايماننا بقضية العودة دائم وانشاءلله سنعود بالقريب الى كفر برعم! كل من يؤمن أنه سيعود لن يضيع حقّه.. فلا يضيع حق وراءه مطالب! وكما نرى اليوم ما لم نكن نتوّقع أن يحدث حدث، فالايمان كبير”!

أما نضال جريس – مرّكز مخيّم برعم الـ22 فيقول: “تاريخ المخيم حافل بالبرامج القيّمة والتوعوية والغنية، وهو مخيّم هادف هدفه واضح جدا وكما نعرف جميعا هو العودة لقرية كفر برعم واستعادة أراضينا في القرية. على هذا الأساس تربينا، ولذلك أقمنا المخيّم على مدار السنين وهذا النمط الذي نكمّل عليه.

أذكر نفسي منذ سن الخامسة أو السادسة وما تعلمته طوال السنين سنربي عليه الأجيال القادمة، فأذكر نفسي أشارك وأتعلم وأستفيد وأوثق محبتي لكفر برعم وللأرض ولأهالي كفر برعم، وهذا أحد أسس المخيّم وحبنا لأهالي كفر برعم، وليس فقط للأرض.. فنحن نجتمع هنا لنلتقي جميع أهالي كفر برعم من كل أنحاء البلاد وليس فقط، وإنما أيضا من كل أنحاء العالم حتى! العلاقة التي تربط أهالي كفر برعم ببعضهم البعض ليست موجودة في أي مكان آخر، وليست سدى، وإنما هي وليدة تربية وتوطيد هذه العلاقة عن طريق المخيم بالذات”!

ويؤكد جريس أن "حركة العودة قررت أن يكون الموضوع الأساسي للمخيّم التواصل عبر شبكات الارنترنت والشبكات الاجتمعية وحتى عبر البريد العادي أوالهاتف أو التلفاز مع جميع أهالي كفر برعم المشتتين في جميع دول العالم، وبالأخص المشتتين في مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان ولبنان عامة. ولذلك بنينا سلسلة من البرامج، وأمسيات نتواصل معهم فيها وأن نطلب من اطفالنا وشبيبتنا أن يتواصلوا معهم عبر البريد والرسائل، كي يكونوا على علم بما يحدث معنا وما نحن نعمله لاسترجاع أرضنا ولحقنا بالعودة! فلا تراجع عن حق العودة هو شعارنا، وهكذا نشجعهم على العودة الى البلاد، ونكون أقوى مع بعض واكثر وأن بكون طلبنا مسموعا أكثر! البرنامج يتخلله فقرات ترفيهية مختلفة، عروض كوميدية، رحلات ولكننا نحاول أن نمركز فعالياتنا في برعم وأن نقلل من الرحلات، نحن نصل لبرعم لنعيش في برعم وليس للترفيه”!

 

وينهي حديثه بالقول: “انشاءلله ستبقى مخيماتنا حلوة ولكن ألا تكون كثيرة، كي نعود في النهاية، وأن يدوم المخيم الأخير طوال العمر لنعمّر بيوتنا بأيدينا"!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *