دخل علاء مبارك في نوبة بكاء شديدة، بعدما علم أنه تقرر نقل والده من شرم الشيخ للقاهرة لحضور محاكمته بقاعة المؤتمرات بأرض المعارض بمدينة نصر في الثالث من شهر أغسطس المقبل، وأن المحاكمة التي ستضمه هو وشقيقه جمال ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وست من قيادات وزارته إضافة إلى صديق والده حسين سالم، ستكون علانية وسوف تذاع على الهواء مباشرة.
علاء مبارك يشعر بالحزن الشديد على مصير والده |
قال مصدر مطلع لـ"إيلاف" إن علاء مبارك النجل الأكبر للرئيس المصري السابق حسني مبارك المحتجز في سجن مزرعة طرة على ذمة قضايا فساد والإشتراك بالتحريض على قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير التي أطاحت بوالده، بكى بشدة بعد صلاة العصر، مشيراً إلى أن النجل الأكبر للرئيس السابق يعاني من الإكتئاب، لكنه يحاول التغلب عليه بقراءة وحفظ القرآن، ومطالعة الكتب الإسلامية، ولفت المصدر إلى أن جمال النجل الأصغر للرئيس السابق والذي كان يستعد لخلافة والده في الحكم، يلتزم الصمت دائماً، ولا يتحدث مع أحد على الإطلاق، ولا يداوم على الصلاة في وقتها بعكس شقيقه علاء، لدرجة أن بعض من يعرفونه يخشون عليه من الموت كمداً.
ونوه المصدر الى أن علاء يشعر بالحزن الشديد، ليس على مصيره فقط، بل حزناً على ما آل إليه كصير والده في نهاية العمر، لاسيما أنه يبلغ 83 عاماً، ويرى أن نقل والده من مستشفى شرم الشيخ الدولي يمثل خطورة على صحته، وأنه قد يكون مقدمة لنقله إلى مستشفى السجن غير المجهز بوسائل الراحة والأجهزة الطبية اللازمة، ولا يقدم الخدمة الطبية التي تقدم في شرم الشيخ. مشيراً إلى أن علاء يعتقد أن والده كان يستحق التكريم وليس السجن و"البهدلة" على حد قوله، معتبراً أنه قدم لمصر ما قد يغفر له ما حدث من الشلة التي أحاطت بشقيقه جمال الذي كان طامعاً في الحكم خلال السنوات القليلة الماضية، لكن المصدر قال تعقيباً على تمنيات علاء إنه لا يدرك أن الأعمال بخواتيمها.
وأشار المصدر إلى أن جميع رموز النظام السابق المحتجزين في سجن مزرعة طرة، لا يحظون بأية معاملة مميزة عن باقي السجناء، بإستثناء أنهم محتجزين في زنازين متسعة بعض الشيء، وقد يرجع ذلك إلى أنها لا تضم عدداً كبيراً من النزلاء.
يذكر أن ثورة 25 يناير أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود من الحكم بقانون الطواريء، ويحاكم مبارك وإثنين من رؤساء حكومته هما عاطف عبيد وأحمد نظيف، إضافة إلى رئيسي مجلسي الشعب والشورى فتحي سرور وصفوت الشريف، فضلا على عدد من الوزراء السابقين وقيادات الحزب الوطني المنحل الذي كان يحكم البلاد، وقيادات مؤسسة رئاسة الجمهورية وعلى رأسهم زكريا عزمي رئيس الديوان السابق، وجمال عبد العزيز سكرتير الرئيس السابق، فضلاً على مجموعة من رجال الأعمال. وتعتبر الثورة المصرية أول ثورة عربية تحاكم الرئيس وأقطاب نظام حكمه في التاريخ.