خاص بصحيفة "حيفا"
يونا ياهف: مدرسة المتنبي لن تبقى يتيمة! وكنت أتمنى لو استوفت المربية أفنان إغبارية الشروط لتعيينها مديرة ثابتة!
فلسطينيو حيفا… مفخرة هذه المدينة!
شاهين نصّار
يبدأ المحامي يونا ياهف، رئيس بلدية حيفا، بذكر الانجازات التي حققتها البلدية للمجتمع الفلسطيني العربي في مدينتنا الحبيبة، عروس البحر، حيفا، ويقول في مطلع حديثه عن انجاز حديث العهد نجح في تحقيقه: "نحن حاليا بصدد بناء مركزين جماهيريين في حيي الحليصة والكبابير… حاليا الأمر بات في مراحل متقدمة من التخطيط، ولكن التخطيط المعماري الذي أحضروه كان من سنوات الخمسين، ولا يلائم هذا العصر، فطلبت منهم العمل على تخطيط جديد، لأن المنظر مهم جدا، وأول ما يراه الانسان هو المظهر الخارجي، ويجب أن يكون المبنى جميلا من الخارج، لذلك سنباشر بإعمارهما فور المصادقة على التخطيط الجديد”!
هذه البشرى سارة لسكان حيي أو كما يحلو للبعض تسميتهما بقريتي الحليصة والكبابير، القائمتين في قلب حيفا، حيث أنه لم يكن لهذين الحيين أي مركز جماهيري أو رياضي في السابق! علما أن عضو بلدية حيفا عيدنا زاريتسكي كانت قد طالبت ياهف واثر نضال جماهيري بإقامة مركز جماهيري في حي الحليصة، وكذلك قام أيمن عودة قبلها في حي الكبابير.. وحينها كان قد أكد رئيس البلدية أن سبب التأخير في ذلك هو توفير الميزانيات المطلوبة لذلك، ليؤكد لنا اليوم أنه نجح بتجنيد المبالغ المطلوبة من "مفعال هبايس" وجهات أخرى لتحقيق هذه المطالب الجماهيرية وترجمتها على ارض الواقع!
وبضمن ذلك يؤكد ياهف أنه صودق على بناء مركز "بايس" جماهيري في حي الكبابير بتكلفة 4 ملايين شاقل، ومركز "بايس" جماهيري في حي الحليصة وقاعة رياضية محاذية لمدرسة عبد الرحمن الحاج بتكلفة 4,5 مليون شاقل، اضافة الى تطوير مدرسة المسار للتعليم الخاص بتكلفة 4,5 مليون شاقل، وإضافة بناء في مدرسة حوار الابتدائية بتكلفة 700 ألف شاقل، عدا عن إقامة حضانة للأطفال في حي الكبابير في حيفا بتكلفة حوالي مليون شاقل، وتهيأة مدرسة المتنبي لاستقبال المعاقين وبناء مصعد فيها بتكلفة حوالي 800 ألف شاقل. بالمجمل ستستثمر البلدية حوالي 15,5 مليون شاقل خلال السنين القادمة لتحسين ظروف وبناء المراكز الجماهيرية والمدارس العربية في حيفا! إضافة الى بناء مركز للشبيبة في حي وادي النسناس والذي انتهى العمل عليه بتكلفة 2 مليون شاقل، والذي من المتوقع أن يفتتح خلال الأشهر القادمة!
تطوير غير مسبوق في حيفا
ويتابع ياهف حديثه قائلا :”مستوى التطوير في المدينة غير مسبوق في مدينة أخرى في البلاد! حيفا تشهد انقلابا في السياحة، ففي السنوات الأخيرة افتتح في حيفا 31 فندقا جديدا، في هذه السنة لوحدها افتتح اثنين، وهناك تخطيط لبناء العشرات الاضافية، ولذلك منحت وزارة السياحة لحيفا مقام مدينة تطوير في السياحة أ لحتى عام 2012…. استثمرنا أكثر من 100 مليون شاقل في متنزه العلوم الحياتية وملايين اضافية في استاد "سامي عوفر" جنوبي حيفا… عدا عن ذلك، هناك مفاوضات مع كلية روبين لأن تنقل حرمها الجامعي الى الحرم الجامعي الميناء، ونحن نعمل على تطوير هذا الموقع وتسويقه كحرم جامعي ضخم وتحويل المدينة لمدينة سياحية، مركز تعليمي عملاق، وأجمل مدينة في البلاد”!
ويؤكد ياهف أن البلدية استثمرت أكثر من خمسة ملايين شاقل في تطوير الأحياء العربية في المدينة على مدار السنتين الماضيتين، من تشييد الحديقة الجماهيرية في شرق حيفا (ايفن جفيرول) بتكلفة حوالي 400 ألف شاقل، عدا عن تعبيد الشارع من جديد وتطويره ليصبح شارعا رئيسيا، والحديقة الجماهيرية في الحليصة التي وصلت تكلفتها الى 250 ألف شاقل، وتصليح العديد من الجدران في شارع هتسلبنيم (الصليبيون) والخنساء (حي الحليصة) والتي وصلت تكلفتها الى أكثر من مليوني شاقل بالمجموع، أعمال بستنة في شوارع عسفيا، هجيبوريم، وادي النسناس، وغيرها الكثير. ترميم درجات بين شارعي المتنبي وعبّاس، وبين شارعي شيفات تسيون (ستانتون سابقا) والراهبات (هتشعيم فشلوش) بتكلفة أكثر من 150 ألف شاقل. عدا عن تعبيد ثمانية شوارع في حي وادي النسناس بتكلفة أكثر من 800 ألف شاقل. وغيرها الكثير..
الحرم الجامعي الميناء وتوّسع مستقبلي… مفخرة ياهف
إضافة الى ذلك هناك حديث مع مدرة الهجرة للانتقال للحرم الجامعي الميناء (كامبوس هنمال)، وهذه المدرسة هي عمليا تدرّس لقبا حول دراسات الهجرة (أي انتقال السكان من مكان الى آخر) في العصر الحالي، وهذا موضوع عليه طلب كثير في أوروبا خصوصا مع الهجرات من شرق أوروبا والدول العربية والاسلامية الى الدول الأوروبية، ونحن سنسعى لتطوير هذا الموضوع وتعليمه في المدينة، وسنحضر كبار المختصين والمحاضرين بهذا المجال من المدن الشقيقة لحيفا في أنحاء أوروبا أجمع. فمن حيث الهجرة نحن الأكثر نجاحا في العالم أجمع.. الشعب اليهودي نجح في إحضار 7 ملايين شخص الى هذه البلاد وتوطينهم فيها!!
فلسطينيو حيفا… مفخرة هذه المدينة!
ويقول ياهف في رد على سؤال حول كونه رئيس البلدية الوحيد الذي يدعو العرب في اسرائيل بالفلسطينيين، في الوقت الذي يتحفظ فيه الساسة والدبلوماسيون ورؤساء البلديات من هذه التسمية: "أنا طوال الوقت أقول أن المجتمع الفلسطيني في اسرائيل، هو مجتمع هام وجزء لا يتجزأ من هذه البلاد… أنا أؤمن بكامل قواي، أن الفلسطينيين واليهود هم أشقاء وإخوة، واذا توقفنا عن الحرب ومحاربة بعضنا البعض ونبدأ بالعمل سوية سنبني هنا جنّة عدن بحق وحقيقة! الفلسطينيون هم شعب ذكي جدا، تماما كاليهود، ويؤسفني أن أرى العقول تهاجر الى الخارج، ولو بقيوا هنا وعملنا معا من كلا الطرفين، سنبني أجمل البلاد”…
واضاف: "ولذلك أرى أنه من واجبي أن أخلّد ذكرى الشخصيات العربية الفلسطينية الحيفاوية البارزة، فهم جزء من مجتمع حيفا وطابعها الفريد. فقد خرّج المجتمع الفلسطيني الحيفاوي شخصيات مرموقة وقيادية لا بد لنا أن نكن لها الاحترام والتقدير. أنا فخور جدا بعرب حيفا الذين برزوا على مرّ التاريخ”!
بينما في رده على سؤال حول انتماء بعض العرب الى أحزاب صهيونية، في الوقت الذي يقول عنهم فلسطينيون قال: “أنا لا أفرّق، وأحترم كل شخص يقدم من وقته ونشاطه لأجل المجتمع، ولا يهمني لأي حزب انتمى أو اذا كانت أوافق دربهم وآرائهم أو لا، طالبما يقدمون من نفسهم للمجتمع الذي انتخبهم ويمثلوه، فهذا مقبول عليّ ولا بد لي أن أحترمهم لذلك. وكما تعلم في عهدي قمنا بتخليد ذكرى العديد من الشخصيات الحيفاوية الفلسطينية البارزة، وسيكون الشهر القادم حفل تدشين ميدان اميل حبيبي في الدوّار الاعلى على مدخل وادي النسناس”.
لم يصلني اقتراح لتخليد ذكرى درويش في المدينة
وفي رد على سؤال حول مطالبة عضو البلدية وليد خميس تسمية احدى الميادين على اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، قبل أكثر من عامين، قال ياهف: “لم أسمع عن هذا الأمر بتاتا. كنت في الكنيست كما تعلم، وهناك فرق كبير بين اقتراح قانون وتصريح قانون! فالاقتراح الفعلي لم يتم بهذا الخصوص، الحديث في الصحف مغاير جدا عن التقدم باقتراح فعلي، ولم يصلني أي اقراح بهذا الشأن. كما تعلم خصصنا شهر الثقافة والكتاب العربي العام المنصرم لذكرى درويش، ورغم الانتقادات من جانب بعض الجهات اليهودية هذا لم يمنعني من المشاركة في احتفالات شهر الثقافة وذكرى درويش نفسه في حيفا، فأنا أقدّر وأحترم هذا الشاعر كثيرا. في البلدية هناك لجنة التسمية، وهي المسؤولة عن تسمية ميادين وشوارع المدينة. عادة لا نقوم بتسمية الميادين على أسماء شخصيات الا اذا تبّرع شخص ما بالمال مقابل ذلك. واذا وصل تبرع لتخليد ذكرى شخصية ما أو بلد ما نقوم بتسمية الميدان بالاسم المطلوب. ميدان اميل حبيبي هو حالة مميزة وفريدة لا مثيل لها"!
فقاطعته قائلا: “اذا تبرعت مثلا بنصف مليون شاقل، هل ستسمي ميدانا على اسم شاهين نصّار"؟
فأجابني: “بالطبع لا مشكلة لدي"!
ميدان إميل حبيبي حالة خاصة
وواصل حديثه: “ميدان اميل حبيبي كما قلت حالة مميزة وفريدة، وقررنا تخليد ذكراه واطلاق اسمه على هذا الميدان بسبب خدمته وعطاءه للجماهير العربية الفلسطينية عامة والحيفاوية خاصة، وكونه ابن هذه المدينة وحاصل على جائزة اسرائيل في الأدب، وجوائز كثيرة أخرى. وسنضع في الميدان تمثالين لفنانين. تخليدا لذكراه. فأنا عرفته شخصيا بشكل جيد وأحببته وقدّرته واحترمته كثيرا"!
ويقول ياهف في رد على سؤال حول ما مقتل الفنان الحيفاوي الراحل جوليانو مير خميس: “أكبر صدمة تلقيتها هذا العام كانت مقتل الفنان جوليانو مير خميس، كان صديق لي، وأنا كنت قد نعيته من على منبر المجلس البلدي في حيفا، فقد عمل لدي عندما كنت مديرا للمسرح البلدي في حيفا. ويؤسفني جدا ما حدث له”!
ويواصل حديثه قائلا: “نحن نحب المجتمع الفلسطيني في هذه المدينة. وطالما بقيت فيها فأنا ملتزم بالدفاع عنه"!
وليد خميس يعمل بتلوّن سياسي!
من هنا انتقلنا للحديث عن القضية الشائكة والأكثر حداثة على الساحة العربية الحيفاوية وهي قضية المربية أفنان إغبارية وفتح مناقصة لتعيين مدير جديد للمدرسة الثانوية الرسمية البلدية العربية الوحيدة في المدينة، مدرسة المتنبي، فيقول ياهف أن سبب عدم تعيين المربية إغبارية كمديرة ثابتة للمدرسة هو عدم خوضها في دورة إدارة للمدارس الثانوية، مؤكدا: “انا طلبت منها أن تذهب، وكنت أوّد أن أراها مديرة ثابتة لمدرسة المتنبي. لم يهمني انتمائها السياسي، تجمع أو جبهة أو غير ذلك، هي مرية قديرة وتستحق أن تكون مديرة، ولكن لا يمكنني أن أعمل بعكس القانون! فالقانون يحتم أن يكون مدير المدرسة قد خاض في دورة إدارة، ولا يمكنني تمديد الادارة المؤقتة، لذلك القانون يحتم عليّ أن أفتح مناقصة لمنصب المدير، وهذا ما كان"!
ويضيف ياهف: “من قبل عضو البلدية وليد خميس هذا تلوّن! فهو طوال الوقت يضغط لافتتاح مدارس ثانوية خاصة في الوسط العربي.. وفقط الآن تجنّد للدفاع عن المدرسة الثانوية الرسمية الوحيدة في المدينة؟؟ برأيي فقط المدارس الثانوية الرسمية القوية، والتي يمكن فيها الاستثمار بالطلاب وفي جهاز تعليم صحيح وقوي من شأنه أن يرفع من قيمة التعليم في الوسط العربي ومن قيمة المجتمع العربي عامة.. وأنا شخصيا ضد التعليم الخاص.. لذلك فما باله يتجند للدفاع عن التعليم الرسمي في المدينة الآن"؟
المتنبي لن تبقى يتيمة!
ويقول ياهف في رد على سؤال حول احتمال ألا يتقدم أي شخص للمناقصة لإدارة المدرسة: “لن تبقى المدرسة يتيمة! نحن نرغب بتثبيت المدرسة الثانوية المتنبي، وأن نحوّلها لمدرسة ثانوية نموذجية ولائقة بالمجتمع العربي أجمع وحتى الثري منه في حيفا"!
وأضاف: “يؤسفني أن أفنان لا تفِ بالمتطلبات، فهي شخص محترم ويمكنها أن تدير المدرسة بشكل ممتاز. حاليا نحن نخوض مناقصة ونؤمن أننا سننجح باختيار مدير جيد وممتاز للمدرسة. كل المدارس العربية في حيفا ترفع الرأس، وكذلك مدرسة المتنبي يجب أن نفتخر بها"!
المتنبي نموذجا يحتذى به
ويتابع ياهف حديثه قائلا: “أنا متأكد لأعماق روحي أنني قدمت كل ما أستطيع لتحقيق المسواة بين العرب واليهود في المدينة… وكما قلت في أكثر من مناسبة المساواة تبدأ من التعليم ومن جيل صفر.. لذلك عملنا وسنعمل كا ما بوسعنا كي يحصل الطلبة العرب على فرصة الدراسة والتعلّم بارتياح وبمستوى جيّد. مدرسة المتنبي ستصبح نموذجا ومثالا يحتذى به"!!!
ويفصّل ياهف المشاريع التي تديرها البلدية في جهاز التعليم العربي والتي تصل تكالفتها أكثر من 2,4 مليون شاقل، ومنها برنامج الجهاز الداعم لمساعدة طلاب المدارس الابتدائية (كنا قد نشرنا تقريرا مفصلا عن الموضوع في الماضي)، مشروع "أوميتس" لمنع التسرب من المدارس وتقليص الفجوات بين تحصيل الطلاب، مشروع "أشاليم" الذي يعمل في كافة الحضانات العربية الرسمية، مشروع "أمنات هشيبور" (وثيقة التحسّن) لتقليص الفجوات بين الطلاب في المدارس الابتدائية، مشروع "رياضة التحدي" في مدرسة المتنبي الثانوية، وغير ذلك.
عدا عن كل يؤكد ياهف على أهمية النشاطات التربوية والمهرجانات التي تشهدها المدينة والتي تخدم كافة شرائح المجتمع وتأتي لرفاهيتهم كمهرجان استقبال السبت في البلد التحتى، مهرجان عيد الأعياد في وادي النسناس، مهرجانات الشبيبة الصيفية التي تتم كل نهاية اسبوع في شاطئ دادو وشواطئ جنوب حيفا كـ"مهرجان البيرة" ومهرجان "مدينة الشبيبة"، بالاضافة الى متاحف حيفا ومسارحها ونشاطاتها ودعم مسرح الميدان، إضافة الى حديقة الحيوانات الجماهيرية في المدينة. كما أنه تم هذا الأسبوع مهرجان نافيه يوسيف للمسرح الجماهيري (اقرأ خبرا منفصلا) وتخللته مسرحيات عربية ايضا. هذا عدا عن المخيمات الصيفية التي تنظمها البلدية للوسط الفلسطيني في حيفا.