يبدو أنّ المدعو زئيف غروبنر (35 عامًا)، وهو من سكان بلدة "نيشر" قرب حيفا، لم يسمع بالوصية القائلة "احترم أباك وأمك"!
ففي أحد الايام، قبل ثلاث سنوات، اشترك هذا الزئيف (ذئب- بالعبرية) سوية مع رفيقين من أمثاله في السطو على منزل في حيفا كانت أمه تخدم فيه.
ويُعتقد أنّ الابن سمع من أمه أنّ العائلة التي تقوم على خدمتها هي عائلة ثرية، فنوى في قرارة نفسه أن يسطو على المنزل ليسرق منه ما تيسّر من مناع ومال ومصاغ. وفعلاً نفّذ رغبته مصطحبًا رفيقين له، وحين دخل الثلاثة إلى المنزل الذي كانت الوالدة فيه، ذُهلت لدى رؤيتها ابنها، لكنه لم ينبس ببنت شفة، ولم يُبدِ أية إشارة إلى أنه على معرفة بها، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين عمد إلى تكبيلها وتوثيقها، سوية مع أحد أفراد الاسرة التي تقوم على خدمتها (حتى لا يظن أحد أن فعلته "مقصودة"!).
الحكم على الابن بالسجن الفعلي ست سنوات
وبذلك تمكن اللصوص الثلاثة "بهدوء" من انتزاع خزنة مليئة بالمال والمجوهرات والهروب بها، لكنهم فوجئوا بسيارة الجيران تعترض سيارتهم، وبينما هم "يتشاورون" في كيفية الخلاص من هذه الورطة قامت الوالدة بالاتصال بالشرطة، وعندما تناهت إلى أسماعهم صافراتها فرّوا هاربين مخلّفين الخزنة وراءهم، لكن الشرطة تمكنت بعد وقتٍ قصير من القبض على رفيقيّ "الذئب" وألقت القبض عليه هو بعد عام ونصف!
ونفى خلال التحقيق ما نُسب إليه وادعى أنه لم يكن هاربًا بل كان ينهل العلم والأخلاق في مدرسة دينية بصفته تائبًا وعائدًا إلى الدين، لكن الشهود والأدلّة كانت أقوى وأبلغ قولاً من كل ادعاء، فأصدرَ قاضي مركزية حيفا، ابراهام الياكيم (في الصورة) على الابن الضال حكمًا بالسجن الفعلي لمدة ست سنوات، علمًا بأنه سبق أن حُكم على كل واحد من رفيقيه بالسجن الفعلي أربع سنوات!