تظاهر عشرات الأشخاص بباريس معبرين عن مساندتهم لركاب "سفينة الكرامة" الفرنسية التي تعد الباخرة الوحيدة من "أسطول الحرية 2" التي أفلحت في الإبحار من المياه اليونانية باتجاه قطاع غزة.
وطالب المشاركون في التجمع أمس الأربعاء الحكومة الفرنسية بتوفير حماية دبلوماسية للسفينة، منددين بما أسموه "التناقض الفاضح" لسلطات بلادهم التي شجبت استمرار الحصار على غزة وفي نفس الوقت طالبت المواطنين الفرنسيين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي بعدم المشاركة في الأسطول.
وتجمع المتظاهرون بمحاذاة وسط شارع الشانزليزيه الشهير رافعين لافتات تطالب حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي بمنع إسرائيل من اعتراض سفينة "الكرامة" أو الاعتداء على ركابها الاثني عشر الذين يتصدرهم الزعيم السابق للحزب الجديد المناهض للرأسمالية أوليفيه بيزانسنو والنائب الأوروبي عن حزب الخضر المحلي نيكول كيل نيلسنسن.
واستمع المشاركون في التجمع إلى خطب ألقاها ممثلون عن الأحزاب والجمعيات التي ساهمت في الحملة الفرنسية من أجل أسطول "الحرية 2".
التواطؤ المخزي
وقال رئيس جمعية التضامن الفرنسي الفلسطيني جان كلود لوفور إن هدف المظاهرة هو حث الحكومة الفرنسية على اتخاذ ما أسماها كافة إجراءات الحماية "ركاب فرنسيين يوجدون على متن سفينة فرنسية ترفع العلم الفرنسي".
وأضاف الناشط الفرنسي أن المظاهرة ترمي أيضا إلى التنديد بـ "الموقف المشين للحكومة اليونانية والتواطؤ المخزي مع إسرائيل الذي أبدته أغلب الحكومات الأوروبية والأمين العام لـلأمم للمتحدة" بشأن أسطول "الحرية 2".
واعتبر لوفور أن الموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية يتسم بـ"تناقض فاضح"، مشيرا إلى أن شجب باريس لاستمرار الحصار على غزة لم يمنعها من محاولة صد المواطنين الفرنسيين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي عن المشاركة في الأسطول.
ازدواجية المعايير
في سياق ذي صلة، رأى القيادي في حزب اليسار الفرنسي أريك أوكريل أن حكومة بلاده تنهج سياسة قائمة على ازدواجية المعايير بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان.
ولفت إلى أن باريس تغض الطرف منذ عقود عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهالي الفلسطينيين "بينما لم تتردد في إرسال طائرات لحماية السكان المدنيين في ليبيا".
وانتقد السياسي الفرنسي بشدة حجز السلطات اليونانية لسفن المتضامنين الدوليين، معتبرا أنه كان من الأولى على حكومة أثينا "أن تنصت لشعبها الرافض لخطط التقشف التي فرضها صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي بدل الخضوع لإملاءات الإسرائيليين بشأن أسطول الحرية".
إعفاء إسرائيل
أما الناطقة باسم الحملة الفرنسية من أجل أسطول "الحرية 2" نهلة الشهال فأكدت أن "المواقف الدولية أظهرت درجة عالية من التواطؤ مع المحتل".
وشددت على أن تلك المواقف ترمي إلى "إعفاء الجيش الإسرائيلي من القمع" عن طريق منع السفن من الإبحار باتجاه الشواطئ الفلسطينية.
وفي معرض ردها على سؤال للجزيرة نت، كشفت الشهال أن ممثلين عن الأحزاب والجمعيات الفرنسية المناصرة للقضية الفلسطينية التقوا بمسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية وطلبوا منهم رسميا التعهد بحماية سفينة "الكرامة".
وأضافت الكاتبة اللبنانية أن "الرد كان سلبيا"، مشيرة إلى أن أولئك المسؤولين الفرنسيين عارضوا مواصلة رحلة سفينة "الكرامة" إلى غزة وطالبوا بعودة الباخرة وركابها إلى فرنسا.