شاهين نصّار
يسكن في حيفا حوالي 11,93% من سكان الدولة، على مساحة توازي 4% من مساحة الدولة أجمع، وفي ظل هذا الاكتظاظ السكاني، الذي يصل الى 1016,2 نسمة لكل كيلومتر مربع، نسبة الى 315 نسمة للكيلومتر وهو المعدل القطري في الدولة، فان مخاطر الهوائيات المنصوبة على سطوح العمارات والبنايات الحيفاوية، تزيد جدا!!
في شارع الراهبات الحيفاوي، تيقظّوا مؤخرا لمخاطر هذه الهوائيات الخلوية، التي تحيط بهم من كل حدب وصوب، في البلد التحتا وفي شارع "هعتسمؤوت" ما يقارب الثلاثة هوائيات التي بالامكان رؤيتها من أي منزل في الشارع. بالقرب من برج الأنبياء (مجدال هنيفئيم) وعلى سطح عمارة الهستدروت أكثر من هوائية فعّالة، عدا عن تلك المنصوبة على سطوح عمارات أخرى في المنطقة.
عبر موقع وزارة حماية البيئة بالامكان رؤية خريطة للمواقع المنصوبة بها هوائيات خلوية ولأي شركات تتبع، فيتضح لنا أن الصورة بالفعل سوداوية جدا!!
من جهته يقول أحد سكان الحي عطالله شقور: “نحن موجودون اليوم تحت رحمة شركات تجارية التي تركب الهوائيات للخلويات والمحمولات وغيرها، والتي تسبب لنا اشعاعاتها الأمراض. في هذا الحي توفيّ 12 شخصا خلال أربع أو خمس سنين اثر اصابتهم في مرض السرطان. وعينا متأخرين بعض الشيء أنه لدينا هوائيات. واليوم بعد أن وعينا بدأنا نصيح ونحكي، وعندما يصيح الانسان فقط بعد أن يصاب، ونحن أصبنا ولا نريد أن نصاب وننضر زيادة على ذلك. لدينا في المنطقة العديد من المدارس، مدرسة أورط الكرمل، حوار الرسمية، مار يوحنا، حضانة قلب يسوع، والعديد من الحضانات في المنطقة. لذلك ضميريا، وللحفاظ على أنفسنا نريد أن نعمل على إزالة الهوائيات. من حولنا العديد من الهوائيات، هنا في البلد التحتى على العديد من العمارات، على مبنى الهستدروت هناك العديد من الهوائيات التي يدعون أنها غير فعّالة، ولكن كيف يعقل ذلك؟ طالما هي منصوبة لا بد أن تصدر الاشعاعات، مثلي أنا قد أكون فعالا طوال مئتي سنة، ولكن عندما يضعوني بالتابوت حينها أكون قد صرت غير فعال. وهكذا نريد أن يحصل للهوائيات. اذا لم أمرض أنا سيمرض حفيدي، واذا لم أمرض أنا سيمرض جاري، وأنا وجاري واحد”.
ويضيف جاره جورج أبو شقارة: “كلام جارنا صحيح مئة بالمئة. كل ما يمكنني أن أضيفه هو أننا بحاجة لهمة رئيس البلدية وأعضاء الكنيست ليتدخلوا لازالة هذه الهوائيات”…
ويتابع شقّور في رد على سؤال حول أساليب النضال التي سيتبعونها: “نحن انتخبنا لجنة وهذه اللجنة اتصلت بكم، حاليا نركز نضالنا عبر توعية الناس عبر الاعلام، ورسالة الصحافي نقل الخبر بأمانة، واذا كنتم مخلصين عملكم فعّال أكثر منا كلجنة”.
أما ابراهيم أبو الرب فيقول حول الملام لذلك: “نحن كل الحي ملامين، فحين سمعنا أنه يوجد هوائيات لدينا في الحي الأمر أثّر على الجميع، مباشرة بدأنا نطالب بايقاف عملها، ونطالب كل المسؤولين عنها بايقاف عملها وإزالتها. لأن هذه الهوائيات تسبب أمراضا للسكان. يكفينا أن يواصل البرميل التدحرج على الجبل، علينا أن نوقفه. المدرسة مهمة جدا، سنتوجه للمدارس حولنا لتوعية المعلمين والمديرين والطلاب أيضا. فلا يعقل أن يأتي المعلم، يلقي بالدرس على الطلاب لأربع أو خمس ساعات ويعود الى منزله، عليه الاهتمام أيضا بسلامة طلابه”!
ويضيف: “هل يعقل أن يجلس شخص ما وقبالة منزله على سطح عمارة أخرى تنصب الهوائيات؟ هل يعقل أن يبقى ساكتا ليموت منها؟ هذا أمر لا يعقل! نطالب بإزالة الهوائيات، وليس فقط هنا بل في كل مكان”!
في حين يقول أبو شقارة: “في عسفيا على سبيل المثال وقعت حوالي 30 حالة اصابة بالسرطان في حي واحد، فما كان من السكان هناك الا أن أزالوا الهوائيات بقواهم الذاتية! نحن لا نريد أن نصل لهذه الحالة، ولا نريد استخدام القوة”!
وينهي شقّور بالقول: “لا نريد أن نستعمل القوة ولا نريد أن نتهم أننا مخالفون للقانون، لنعطى عقابا بحسب القانون”.
ويؤكدون أنهم لم يتوجهوا بعد لأي شركة من شركات الهواتف الخلوية، وانما ما زالوا في بادئ الطريق، ويعملون بداية على التوعية لمخاطر الهوائيات، آملين أن تتحول اللجنة الى لجنة شعبية على مستوى حيفا أجمع.
ليضيف شقّور قائلا: "نحن نحترم القانون، ونحن نحترم الدولة، التي من المفروض ان تدافع عنا. عندما يعطون مريض السرطان حقنة وصل ثمنها الى 90 ألف شاقل، هذا عبء على الدولة، هذا على حسابنا، لماذا يجب أن نصل لهذه المواصيل"؟
ويختتم أبو شقارة ملخصا مطالب اللجنة التي أقيمت: “نريد أن نحل الموضوع بالخير، لا نريد أن نصل لحالات بلطجة أو عنف. نحن لن نستعمل القوة ولن نصعد أي سطح لإزالة الهوائيات. لذلك نطلب العون من أصحاب السلطة لمساعدتنا بإزالتها بطرق سلمية”!