رغم أن العديد من الشخصيات في الوسط العربي وحتى ربما المجتمع في البلاد عامة، وبالأخص وسائل الاعلام، نست أو تناست قضية الشباب الشفاعمريين السبعة المتهمين بمحاولة قتل الارهابي المخرب اليهودي نتان زادة في آب 2005، بعد أن أطلق النار على ركاب حافلة كان يستقلها في قلب شفاعمرو مرديا أربعة قتلى، الا أن القضية ما زالت تتداول في المحكمة المركزية في حيفا.
وبعد أن نجحت النيابة العامة في إقناع محامي الدفاع عن المتهمين الخمسة المتهمين بالاعتداء وتشويش عمل رجال الشرطة في الملف ذاته، والذي تداولت فيه محكمة الصلح، بقبول صفقة الادعاء، بحسبها يكون الحكم فقط بالقيام بأعمال خدمة للجمهور بدل السجن الفعلي.
يبدو أنها أيضا تسعى لعقد صفقة ادعاء أيضا مع محامي الدفاع عن المتهمين السبعة في الملف الذي يتداول في المحكمة المركزية في حيفا.
هناك 160 شاهدًا بانتظار الاستجواب
من جهته يقول المحامي ماهر تلحمي، والذي يمثّل أحد المتهمين في القضية، والذي تابعها منذ البداية، حول آخر التطوّرات: “حتى الآن حققنا مع 20 شاهدا، علما أنه ما زال بانتظارنا شهادات العشرات (160 شاهدا)، حاليا وبسبب عطلة المحاكم توقفت جلسات المحكمة، وسنعود للاستماع للشهود خلال شهر أيلول المقبل”.
أما حول صفقة الادعاء التي عرضت فقال: “الصفقة التي عرضوها علينا، هي التراجع عن تهمة محاولة القتل، وبدل أن تكون التهمة محاولة القتل، يتهمون بالاعتداء عليه وسط ظروف مشددة فقط ومهاجمته. وكان شرط النيابة لإبرام هذه الصفقة هو موافقة على الأقل خمس متهمين على هذا البند والاعتراف به.
تلحمي: النيابة لا تريد ان تصل معنا الى اتفاق
حاليا لم يوافق المتهمون على هذه الصفقة، لأن الأدلة بينهم تتفاوت، فهناك بعض المتهمين الذين لا أدلة تثبت إدانتهم وهناك البعض الذي توجد أدلة قليلة ضدهم والبعض الأدلة ضدهم قوية، فلا يوجد توافق في هذا المجال. عدا عن ذلك النيابة ليست مستعدة أن تتصل معنا لاتفاق حول العقاب الذي يطلبونه، بالنسبة لهم كل طرف يطرح إدعاءاته أمام المحكمة وهي التي تقرر في نهاية الأمر. طبعا القرار في نهاية الأمر بخصوص قبول الصفقة أم لا يعود للمتهم نفسه، أنا كل ما أقوم به هو عرض الموضوع وتقديم النصيحة للزبون، القرار النهائي يعود له”.
وتابع حديثه قائلا : “بالنسبة لهذا الموضوع بدأت قضية جديدة، برأيي قد تؤثر كثيرا على قضيتنا، هي قضية مستوطن يدعى دافيد مزراحي من كريات أربع، والذي قدمت ضده لائحة اتهام بداية العام الحالي بتهمة محاولة قتل شاب فلسطيني (مخرب كما تسميه النيابة) كان قد طعن زوجته وشاب آخر في محطة وقود، وبعد أن أطلق عليه الجنود النار برجليه (أي الشاب الفلسطيني) وكانوا يحيطونه، فقام مزراحي بركوب سيارته الميرسيدس وقام بدهس الشاب الفلسطيني أكثر من مرة.
المطالبة بالمساواة
وكان ادعائنا دوما بما يخص المساواة بين العرب واليهود في الدولة، خصوصا وانه قد يعتبر هذا الملف ملاحقة سياسية ضد العرب، ولكن كونهم (أي النيابة العامة) قد قدموا لائحة اتهام ضد مزراحي في المحكمة المركزية في القدس، هذا الأمر أضعف ادعائنا قليلا. بالنسبة لدافيد مزراحي قبل أقل من شهر، اعترف مزراحي بالاعتداء على الشاب الفلسطيني بناء على صفقة ادعاء بينه وبين النيابة، على أن تخفض التهمة من محاولة القتل الى الاعتداء. ولكن لم يكن اتفاق على العقاب، وبالتالي نحن بانتظار قرار المحكمة والذي من المتوقع أن يصدر بهذا الشأن في أيلول المقبل. لأن هذا الملف قد يؤثر على قضيتنا، بمن حيث حيثيات القضية، الملفين مشابهين”.
وأضاف في رد على سؤال: نحن سنواصل العمل على الملف حتى النهاية، حتى تثبت براءتهم أو حتى تعرض علينا النيابة صفقة يقبلها المتهمون.
الملف سيستغرق سنوات طويلة
فهذا الملف قد يحتاج سنين طويلة لينتهي، واليوم المتهمون موجودون بحالة صعبة ماديا ونفسيا، فهم يجب أن يتواجدوا في المحكمة ثلاث مرات في الأسبوع وطوال فترة المحكمة، وبالتالي فكثيرون منهم خسروا أماكن عمل، وبات بعضهم يعاني الفقر، فهذا أمر يصعّب عليهم حياتهم بشكل كبير جدا..
وتابع في رد على سؤال حول الدعم الذي يتلقاه المتهمون: “لا يوجد دعم بتاتا، المحامين الذين كانوا في الملف، أعطوا كل ما بوسعهم. اليوم خمسة من أصل سبع متهمين يمثلهم محامين من الدفاع العام. بالنسبة للملف ضد الشبان الخمسة بتهم الاعتداء على شرطي في محكمة الصلح، هناك جميع المتهمين يمثلهم محامي من الدفاع العام ما حدا أحدهم الذي فضّل أن يمثّله نفسه بنفسه.
وفي ذاك الملف توصّلوا لصفقة مع النيابة العامة بحسبها يقومون بخدمة لصالح الجمهور، وقد توصلوا لهذه الصفقة بعد أن تراجعت النيابة عن إصرارها بأن يكون الحكم بالسجن الفعلي…. نحن سنواصل الترافع عن المتهمين، على أمل النجاح والتوصل للنتيجة التي ترضي الشباب المتهمين"!!