شاهين نصّار
استقبلت الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا، نهاية الأسبوع الماضي الوزير د. بنيامين زئيف بيغين، في محاضرة مميزة حول الهزات الأرضية التي قد تضرب البلاد.
وسبق المحاضرة استقبال حار للوزير بيغين في قاعة مجلس الأمناء والادارة في الكلية حضره العديد من أعضاء الادارة وأعضاء مجلس الأمناء في الكلية.
المحامي زكي كمال – رئيس مجلس أمناء وإدارة الكلية العربية الأكاديمية للتربية في حيفا قال في كلمته: "بالنسبة لهذا المعهد الأكاديمي هو صديق، ولكننا نرى به الشخص الذي يمثلنا ويعمل لأجلنا في الحكومة وايضا في الكنيست. وأعتقد أنه بمساعدة شخص كبير كهذا يمكننا أن نتقدم. كون الدكتور بيغين يزور معهد أكاديمي كهذا والذي 99,9% من طلابه هم عرب، بالضبط كما الانتخابات في سوريا (مازحا) قبل الانقلاب، هذا يدل كم يرى الدكتور بيغين وسكان دولة اسرائيل على جميع أطيافهم، يؤمنون بالمساواة، وهذا أمر نفتخر به".
وأكد انه من مصلحة دولة اسرائيل أن "نعيش معا، نتعلم معا، نتعرف على بعضنا البعض. ولذلك أستغل هذه المناسبة وأقول لدولة اسرائيل أنه هناك حاجة بأن نتعرف على بعضنا البعض، نحن نختلف ولكن يجب ألا يكون الاختلاف سببا للكراهية، بل هذا الاختلاف يجب أن يكون جسرا للتعارف. رسالة هذا المعهد الأكاديمي هي أننا جزء فعّال من دولة اسرائيل، نحن نبنيها تربويا وتعليميا، تثقيفيا، علميا، اقتصاديا، نحن جزء منها، ولن نكون أبدا على الجدار، ولن نكون أبدا خارج المتعارف عليه وخارج هذه الدولة التي نحن جزء منها". مطالبا بدعمه بالاعتراف بالكلية الأكاديمية العربية كأول جامعة عربية في دولة اسرائيل.
الوزير بيغين شدد من جهته على أنه سعيد بوجود نساء في مجلس ادارة ومجلس الأمناء في الكلية، ومحاضرات في الكلية، مشيرا الى أن الأم هي أساس المجتمع. وقال: "في المرة السابقة وصلت بدعوة منك، ولكن هذه المرة اتصلت بك أستاذ زكي وقلت لك أنني أريد أن أحضر وألقي محاضرة في الكلية امام الطلاب، وليس فقط عن المواضيع السياسية العامة وانما عن موضوع اختصاصي وهو الجغرافيا، في محاولة لمنحهم بعض المعلومات حول مخاطر الهزات الأرضية".
وأضاف: "المشاكل في مجتمعنا، وعندما أنظر لقضية العلاقات بين العرب واليهود، واليهود وغير اليهود عامة، كإحدى المواضيع الرئيسية، بعض هذه المشاكل هي سوفييكتيفية، تخص الأحاسيس، للمشاعر، مشاعر تاريخية، وتخص غضب له مكانة تاريخية من جهة الى أخرى، ولكن بعض هذه المشاكل هي موضعية (أوبييكتيفيت). هناك مجموعة كبيرة من البشر في بلادنا، والتي خلال التطوّر، وقبل 63 عاما كنقطة رئيسية، لم يحظوا بعد كمجموعة بالتعليم المناسب بالقرن الواحد والعشرين، وهذه مشكلة مضاعفة. أولا من ناحية التكامل الشخصي والشعور الشخصي للانسان الذي يعرف أكثر، وحينها يرغب أكثر بالعلم، هذا دعم كبير للانسان، خصوصا اذا كان شابا. ولهذا الأمر أهمية فعلية في التعليم والذي يشكل الآلية الرئيسية لتقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين مجموعات شتى في المجتمع. ويجب الاستثمار بالتعليم"!
وأضاف في رد على سؤال حول قضية الاعتراف بالكلية كأول جامعة عربية في البلاد: "لا دخل لي بهذا الموضوع، ولكني أعرف أنه يتم التباحث بهذه القضية. حاولت خلال السنة الماضية أن أساعد ولو قليلا بهذا الموضوع. كما عملت على إقامة فرع لجامعة تل أبيب بالتعاون مع مركز التطوير والأبحاث في كفر قرع، وزرت المكان أيضا. ولكن في هذه المرحلة تم رفض الطلب من قبل مجلس التعليم العالي، حاليا أدعم أقوال رئيس الكلية حول دمج الفعاليات بين الطلاب العرب واليهود وأن يتعلموا معا. لا شك أن معاهد التعليم العالي هامة جدا، والبرنامج الذي قدمه مجلس التعليم العالي للسنين القادمة والذي حظي بميزانية محترمة من الدولة وبمساعدة من وزير التربية والتعليم جدعون ساعر، تضم أيضا مقطعا ممولا جيدا يطلب التسهيل على الطلاب العرب بالاندماج في معاهد التعليم العالي"!
وقال د. بيغين في رد على سؤال لمراسلنا حول عمل الحكومة للتسهيل على دمج الأكاديميين العرب (حوالي 12 ألف أكاديمية و 5 آلاف أكاديمي) العاطلين عن العمل في قطاع الخدمات العامة: "لا يمكنني أن أعد بشيء. وأتفاجأ جدا من التفائل الكثير في سؤالك وطلبك أن أعد بدمجهم في سوق العمل والقطاع العام، وتفاؤلك أنه خلال أسبوع سيطرأ تطوّر بهذا المجال. خلال أسبوع لا يحدث الكثير لدى أحد. الحديث يدور عن عمليات طويلة الأمد والتي تتطلب وقتا كثيرا، تتطرق لمجمل الأسباب التي منعت حتى الآن دمج العرب في القطاع العام. أولا يجب أن يكون النية الصافية والحسنة، وهذا مطلب هام وضروري ولكنه غير كافٍ. الحكومة السابقة حددت نسبة 10% كنسبة العرب الذين سيتم توظيفهم في قطاع خدمات الدولة حتى العام 2012، نحن على ما يبدو لن نصل الى هذه النسبة حتى ذلك الوقت، ولكن على ما يبدو لن نكون بعيدين عن ذلك. ويجب النظر للصيرورة حتى الآن، والصيرورة هي ارتفاع ايجابي، ويجب العمل كثيرا، والتوصل كما يقوم عضو الكنيست طيبي في اللجنة التي يترأسها الى الحواجز التي تقف ضد البشر، وبعد إزالة هذه الحواجز ستفتح الطريق، ولكن الحديث يدور عن عملية تتطلب سنينا طويلة، وكل ما يمكنني القيام به هو الأمل أن يطرأ تحسّن"!