حاوره: شربل هلّون
«لم أتمنّى لابني محمود، لدى ولادته، بأن يصبح لاعب كرة قدم!» – هذا ما قاله موسى عبّاس (والد لاعب كرة القدم النجم الموهوب محمود)، والّذي وقّع مؤخرًا على عقد لمدّة 4 سنوات في أحد أفضل فرق كرة القدم الإسرائيليّة (هپوعل تل أبيب).
«منذ نعومة أظفاره، عشق محمود الكرة المستديرة» – هذا ما قالته لي والدته سوسن، وأضافت: «عندما كان محمود في الرابعة من عمره، كنت ألاحقه وأطارده في البيت لدى لعبه للكرة، خوفًا من أن يلحق أضرارًا في أثاث المنزل أو أن يحطّم التّحف والزجاج داخل المنزل، فقد كان يسدّد الضربات بقوّة، لا تلائم ضربات أطفال بعمره».
كلّ من شاهد الطفل محمود، وهو يلعب بالكرة ويركلها ويتغزّل بها في شوارع وأزقّة وادي النسناس، توجّه إلى أبيه موسى، مُطالبًا إيّاه دمجه في إحدى مدارس كرة القدم المحترفة، إلى أن استجاب أخيرًا عبّاس الأب، وأدخله إلى مدرسة كرةالقدم التابعة لبطل إسرائيل اليوم مكابي حيفا.
هذا وكان قد اندهش، إيلي عاسور مدرّب أولاد الفريق الحيفا ويّحينها من قدرات وموهبة محمود وتوقّع له مستقبلًا زاهرًا في كرةالقدم.
تعلّم محمود أسس كرة القدم في أولاد مكابي حيفا، وكان كل ّمن والده، عمومه، وأخواله – بالتناوب – يرافقونه، كل يوم جمعة إلى ملعب التدريبات«كيتسيڤ» لمساندته ودعمه في خطواته الأولى على العشب الأخضر، كلّذلك على الرغم من عدم رغبة والده بأن يحترف ابنه فنّ لعب كرة القدم، ليصبح لاعب كرة قدم.
وعندما بلغ عبّاس الـ12من عمره، تلقت عائلته دعوة مفاجئة من أكاديميّة فريق فاينورد الهولنديّ، الّتي عبّر تعنر غبتها فيضمّ عبّاس إلى الأكاديميّة؛ إلّا أنّوالدة محمود سوسن رفضت، حينها، هذا العرض، مبرّرةً رفضها بالقول: لقد كان محمود صغيرًا في السنّ، ولن أكن أسمح له بالعيش بعيدًا، لوحده في الغربة
تابع الطفل محمود مشواره الرياضي الممّيز مع الفريق الحيفاوي الأخضر، إلى أن وصل إلى عمر الـ15سنة، فانتقل لمدّة نصف عام فقط إلى شبيبة هپوعيل حيفا، ومن ثمّ إلى شبيبة «ناڤيهيوسف»، إلى أن بلغ الـ18من عمره.
على الرغم من طموحات محمود وتألّقه، لم تأتِه بسهولة العروضات والفرص من فرق البالغين في كرة القدم الإسرائيليّة، مع العلم بأنّه كان واثقًا من قدراته الكرويّة.. فأصاب محمود حينها إحباط شديد، لأنه يعلم بأنّه لاعب جيّد، ويحتاج فقط إلى فرصة ومنصة ملائمة لينطلق عبرها ويثبت من خلالها قدراته وموهبته
ويقول إلياس سعادة صديق محمود المقرب، بهذا الخصوص: توجّهت حينها إلى صديقي مجدي خلايلة حارس مرمى هپوعيل أم الفحم، وطلبت منه بأن يطلب من مدربالفريق،سميرعيسى، بأن يمتحن محمود في التدريبات،ويمنحه فرصة الاندماج في صفوف هپوعيل أمالفحم ،لأنّه لاعب ممتاز.. وكنت واثقًا بأنّ محمود سيترك انطباعًا جيّدًا، وتأثيرًا مميّزًا على سمير
وهذا ما تمّ لاحقًا.. فقد مارس عبّاس تدريباته في صفوف هپوعيل أم الفحم، ولعب في صفوفه في موسم08/2007. كان عبّاس من أفضل لاعبي الفريق، إذ سجّل 5 أهداف، وطبخ 23هدفًا آخر، مساهمًا، بشكل مباشر، في ارتقاء الفريق الفحماويّ إلى الدرجة الممتازة.
وبعد ذلك بسنة، تابع محمود نجاحه وتألّقه مع المدرّب سمير عيسى، ولكن ضمن صفوف الأخوّة عرّابة، وارتقى معه، أيضًا، إلى الدرجة الممتازة
استمرّ عبّاس للعب ضمن صفوف عرابة في الدرجة الممتازة سنةً إضافيّة، سجل فيها 7 أهداف وطبخ 18هدفًا آخر.. فكان من أبرز وأهمّ لاعبي الفريق الذي أنهى موسمه في المرتبة السادسة المشرّفة.
لعب عبّاس في الموسم المنصرم مع هپوعيل أشكلون، وكان هو نقطة الضوء الوحيدة في الفريق من جنوبي البلاد؛ إذ سجّل 8 أهداف، وطبخ4أهداف أخرى، ولكن ّكل ّذلك لم يمنع فريق هپوعيل أشكلون من الهبوط إلى الدرجة الممتازة.
وهاهواليوم النجما لمتألّق عبّاس، يوقّع عقدًا مع أفضل فرق كرةالقدم الإسرائيليّة – هپوعيل تل أبيب..
طاقم صحيفة حيفا وموقعحيفانت،والوسط العربي بأكمله، يتمنّى لك نجاح والتقدّم والتألق.
شاهد داڤيد بيزنتي اللاعب السابق ومكتشف المواهب في مكابي نتانيا حاليًا محمود عبّاس في مباراة الارتقاء أمام هپوعيل هرتسليا، والّتي قدّم فيها محمود اداء ًرائعًا، وتميّز بشكل خاصّ، فسجّل هدفًا وطبخا لآخر (2–1). فدعا بيزنتي محمود إلى ممارسة التدريبات مع فريق نتانيا، ومدرّبه – حينها – الأسطورة الألمانيّة، لوثار ماتيوس؛ وبعد تدريب واحد طَلب ماتيوس من الإدارة التعاقد مع عبّاس فورًا لمدّة ثلاث سنوات!! إلّا أنّ نسيم الصح – رئيس إدارة عرابة حينها، رفض كل ّمحاولات محمود وأفراد عائلته لتحريره من فريق عرّابة إلى فريق نتانيا
مشاركة المحتوى عبر: