فيلم "الرحلة المميزة" من سنوات الستين والذي يدخل فيه علماء بغوّاصة الى جسم الانسان يتحوّل الى حقيقة! هذه المرة لا يدور الحديث عن بشر مصّغرين… فقد عرض أمس بروفيسور موشيه شوهام من التخنيون في مؤتمر صحافي مشترك بين معهد العلوم التطبيقية – التخنيون، ومديرية التجارة الايطالية العهد الجديد من الرجال الآليين الطبيين، والذين سيدخلون الجسم!

وتقوم شركة "ميكروبوت مديكال" بتطوير الرجل الآلي الصغير على أساس تطوير بروفيسور شوهام من كلية هندسة الماكنات والآلات في التخنيون ورئيس مختبر الرجال الآليين، بالتعاون مع بروفسور مناشيه زعرور – ندير قسم الجراحة العصبية (نويروخيرورغيا) في المركز الطبي رمبام وعوديد سلومون. وكانت شركة جونسون اند جونسون قد استثمرت مئات آلاف الدولارات في شركة ميكروبوت.

ولا يتعدى قطر الرجل الآلي الصغير الميليمتر الواحد وطوله حوالي 10 ميليمترات، وهو مبرمج لينجح في دخول الأوعية الدموية وجهاز التنفس، والقيام بفعاليات داخل الجسم كتنظيف الأوعية الدموية، أو نقل مواد كيموترابية مباشرة الى الورم السرطاني.

من جهته يقول بروفيسور شوهام: “الاستخدام الأول سيكون بتنظيف القنوات المزروعة لدى مرضى يعانون موه الرأس (هيدروتسوبولوس)، مشكلة التصريف في الدماغ. القنوات المزروعة لدى المرضى من صغرهم تبقى طوال العمر في دماغهم. ولكن عادة ما تميل أنسجة الدماغ الى اجتياح القنوات المذكورة وسدّها (SHUNT OCCLUSION).. ويضطر المرضى لإجراء تصوير اشعاعي CT كلما يعانون من صداع أو آلام في الرأس، واذا اتضح أن إحدى القنوات مسدودة يجب اجراء عملية جراحية دماغية وزرع أنابيب وقنوات جديدة"!

وعمليا يقوم الرجل الآلي الصغير المزروع داخل القنوات التصريف، بتنظيفها، اذ يتم تشغيل الرجل الآلي عن بعد من خارج الجسم عبر حقول الكترومغناطيسية، وبالتالي ليس بحاجة الى بطاريات وقد يخدم المريض طوال عمره، حتى حوالي 80 عاما.

يذكر أن التخنيون وبروفيسور شوهام على وجه التحديد قد تعاونوا كثيرا مع مؤسسات أكاديمية في ايطاليا على تطوير أجهزة حديثة في مجال البيوتكنولوجيا، وبضمن كونسورتسيوم تابع للاتحاد الأوروبي في المعهد البولي – تقني في ميلانو، قام بروفيسور شوهام بتطوير منظومة آلية لجراحات الدماغ التي تستخدم الرجل الآلي "سباين اسيست"، الذي تسوّقه شركة مزور.

من جهتها تقول د. مارينا سكونياميليو، رئيسة مديرية التجارة الايطالية، أن التخنيون يتعاون مع حوالي 50 مؤسسة ايطالية في 34 مشروعا، بالأساس ضمن مشاريع الاتحاد الأوروبي. وتضيف: “نحن فخورون بعرض هذا المشروع واقتراح بنى تحتية تشكل أساسا واسعا للتعاون بين الشركات والباحثين من ايطاليا بمواضيع الطب، بيوصيدلة، وعلوم الحياة وبين باحثين ورجال صناعة في اسرائيل، وذلك لأننا نرى أهمية كبرى في تجنيد الموارد المخصصة لانتاج تحديثات عالمية عبر التعاون بين اسرائيل وايطاليا".