حيفا- من أسامة مصري- "تفانين"-
احتضن مسرح الميدان في مدينة حيفا مساء الأمس، الخميس، العرض الأول للفنان الفلسطيني المهجر والمقيم في الدنمرك والذي تعود جذوره إلى قرية الدامون في شمالي البلاد.
العرض الأول ضمن سلسلة عروض منودرامية شعرية، تحمل عنوانا ذا دلالة فنية راقية وهو: "وتر روح كلمة"، سيقدمها في البلاد، تحت رعاية كلية الناصرة للفنون، وهي المستضيفة له.
دخل إلى المنصة عازف العود الفنان خضر شاما وهو الوتر ثم دخلت المغنية ميرنا متّى وهي الروح، وكانت لحظة صمت مؤثرة ودخل شاعر الحرية بلال عبد الله. وظهر التأثر عليه ودمعت عينيه وطال التصفيق، وقال: هذا أهم عرض لي، فقد كلفني أكثر من عشرين عاما حتى التقي بكم فأنتم أهلي وأقاربي وأنا فخر بكم، أنا من هنا من الدامون، من حيفا من الناصرة من شعب ولأعتز بأني فلسطيني من هنا.
كانت مقدمته مؤثرة جدا وعفوية بدون تكلف أو تحضير فقد خرجت من القلب صادقة فدخلت إلى قلوب الحاضرين، وبالفعل كان بينهم عدد كبير من أقاربه، رأوه للمرة الأولى.
أنشد مع صوت أوتار العود بعض القصائد الوطنية والملتزمة بعمقها الإنساني باللهجة العامية الفلسطينية المطعمة بالعامية اللبنانية أو الخليجية بما يتناسب مع مضمون القصيدة، وقد بدأها بقصيدته عن جدته التي ربته وتوفيت بعيدة عنه. كما وأنشد بعض القصائد العاطفية، وتخللت قصائده أغنيات له، قامت ميرنا متّى بغنائها بصوت ملائكي شجي.
وانتهت الأمسية وبدأ اللقاء المباشر مع أقاربه من عناق ودعوات وكلمات إطراء في مشاهد مسرحنا الفلسطيني الواقعي والمؤثر جدا وحتى النخاع.
نالت الأمسية إعجاب الجميع، وقرر بعضهم حضور العرض الثاني في الناصرة.
يشار إلى أن الفنان بلال عبد الله متعدد المواهب في الغناء والتمثيل والإخراج والكتابة المسرحية والغنائية والشعرية، وقد حصل على العديد من الجوائز على مستوى الدولة في الدنمرك، منها بطولته في فيلم "باي باي بيروت" ومسرحيته "ثلاث رسائل إلى بغداد".