توقفت مفاوضات السلام بين عباس ونتنياهو رغم الجهود الأميركية |
طالبت القيادة الفلسطينية خلال اجتماعها الذي عقد في مدينة رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس بضرورة تحديد جدول زمني لتنفيذ ما طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما من أفكار على أن لا تتجاوز أيلول القادم.
وشددت القيادة على أن المفاوضات هي خيارها، معتبرة في نفس الوقت أن إغلاق الأبواب أمام العملية السياسية سوف يدفعها إلى دراسة جميع الخيارات الأخرى لا سيما الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في أيلول المقبل.
أكدت القيادة الفلسطينية خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي انعقدت أمس، بمدينة رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس التزامها ببرنامجها الوطني والاتفاقيات التي وقعتها وقراراتها السابقة.
وشددت القيادة على أن المفاوضات هي خيارها، معتبرة في نفس الوقت أن إغلاق الأبواب أمام العملية السياسية سوف يدفعها إلى دراسة جميع الخيارات الأخرى لا سيما الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في أيلول المقبل.
وأكدت أنها ستتابع هذا الأمر خاصة على ضوء نتائج لجنة المتابعة العربية التي ستنعقد يوم السبت المقبل في دولة قطر، من أجل الوصول إلى موقف عربي ودولي موحد إزاء جميع الاحتمالات المقبلة والمخاطر الجديدة التي تهدد بتعطيل عملية السلام.
وبحثت القيادة في اجتماعها التوجهات القادمة لمناقشة كافة الخطوات السياسية المتعلقة بشأن المصالحة وخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما ومواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وطالبت بضرورة وضع آلية فعلية وجدول زمني محدد لا يتجاوز أيلول القادم من قبل مجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية الدولية، لتنفيذ أفكار الرئيس أوباما وجميع المرجعيات السياسية الأخرى التي تستند إلى الشرعية الدولية حتى تنطلق عملية سياسية جادة.
ورحبت القيادة في بيان استعرضه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، بموقف الرئيس أوباما الذي تطرق في خطابه لحدود الدولة الفلسطينية وقضايا الوضع النهائي وخاصة القدس واللاجئين التي ستكون على جدول أعمال المفاوضات، وأن تبدأ المفاوضات ببحث مواضيع الحدود والأمن.
واستنكرت خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي، وقالت: "إن هدفه الواضح هو خلق أجواء من الاستفزاز وقتل جميع الفرص لبدء عملية سلام حقيقية"، كما رأت القيادة وجوب موافقة الحكومة الإسرائيلية على المبدأ الذي حدده الرئيس أوباما بحل الدولتين على أساس حدود عام 1967.
وبحسب البيان، فقد أكدت القيادة أن اتفاق المصالحة يستند إلى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، كما أكدت ضرورة التنفيذ الدقيق والعاجل لهذا الاتفاق وتصميمها على السير قدما في عملية تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني.
مواقف متباينة للرئيس الأميركي
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد المجيد السويلم، في لقاء خاص مع "إيلاف": "إن الموقف الأول الذي طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما كان ايجابيا حيث تحدث للمرة الأولى عن دولة فلسطينية بحدود واضحة ومحددة مع كل من إسرائيل ومصر والأردن وتجاوز الأطروحة الإسرائيلية التي كانت تحاول اقتطاع حوالي 23% من مساحة الضفة الغربية وهي المساحة التي يشغلها غور الأردن".
وأضاف: "اعتبر معظم المراقبين أن هذا الموقف هو موقف إيجابي، ثم عندما تحدث عن تبادل الأراضي قال أوباما إن تبادل الأراضي يجب أن يتم على قاعدة متفق عليها بالنسبة والمكان والزمان وهي مسألة خاضعة للتفاوض والاتفاق المتبادل أو الاتفاق الثنائي".
وتابع: "عندما ذهب أوباما إلى مؤتمر ايباك في محاولة للتصدي للحملة التي بدأها اليمين الأميركي والإسرائيلي ضده تراجع حيث تحدث عن الكتل الاستيطانية بطريقة غير مباشرة عندما ذكر أنه مع أخذ الوضع الديموغرافي الجديد بعين الاعتبار وهذا يعني موافقته الضمنية وإن كانت غير صريحة على ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية الثلاث وهو ما كانت تطالب به إسرائيل أساسا ويعد هذا التراجع الأول لأوباما عن خطابه السابق".
وأوضح السويلم أن التراجع الثاني تمثل في قوله إن الحدود القديمة "حدود 67" ليست هي بالضرورة وليست مقدسة وبالتالي فإن عملية التبادل ستكون على نطاق واسع ويعد هذا محاولة لاسترضاء الإسرائيليين أو اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
وأكد أن الرئيس أوباما ليس قويا في هذه المرحلة بما فيه الكفاية، ليواجه هذا الحلف اليهودي القوي، ولكن في نفس الوقت ما زال يفصل بموقفه عن موقف إسرائيل وإن كان قد تراجع وهو قابل للتراجع وقابل للضغط وهذه مسألة مؤسفة.
وبين السويلم، أن الرئيس أوباما عندما تحدث عن موضوع اللاجئين تحدث بلغة التأجيل وإن كان إيجابيا بعض الشيء، كما تحدث أيضا بلغة التأجيل عن موضوع القدس وهي مسألة خطيرة.
وقال: "يجب أن لا نخضع لهذا الابتزاز لأن القدس جزء من الأراضي المحتلة عام 67 وبالتالي محاولة فصل القدس عن أراضي 67 يجب أن لا تنطلي علينا ويجب أن لا نعتبرها إلا تراجعا في موقف الرئيس الأميركي".
ولفت إلى أن خطاب أوباما الخميس الماضي حمل جديدا في طياته لكنه سرعان ما تراجع عنه أمام مؤتمر إيباك، مؤكدا أن الموقف الأميركي الصلب في الدفاع المستميت عن إسرائيل يعد خطاب نفاق للوبي الصهيوني.
ونوه السويلم إلى أنه لا يوجد في ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة عزل لإسرائيل لو كانت إسرائيل دولة طبيعية، وإنما العزل هو للسياسة اليمينية الإسرائيلية.
وقال: "لا يجوز للسيد أوباما أن يلبسنا موقفا وكأننا لا نفرق بين إسرائيل وما بين السياسية اليمينية الإسرائيلية المتطرفة التي تقودها، نحن بصراحة مع عزل هذه السياسة اليمينية ولا يوجد لدينا نية لعزل إسرائيل إذا كانت إسرائيل لا تريد أن تعزل نفسها".
وأضاف: "بالتالي فإن حجة الرئيس أوباما هي حجة ضعيفة وهشة وهي تذلف سياسي لإسرائيل ولم يكن الرئيس أوباما مضطرا لهذا التذلف وأعتقد أن الموقف الأميركي لا زال هشا".
وعن احتمالية العودة للمفاوضات إذا ما قدمت إسرائيل بعض التسهيلات، قال السويلم: "يجب عدم العودة إلى المفاوضات إلا بوقف الاستيطان، وبتحديد المرجعية حسب الشرعية الدولية، ومن الآن فصاعدا طالما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يقولون جميعا إن حدود 67 هي حدود الدولة لتسلم إسرائيل مسبقا بهذا الموقف وبعدها نذهب للمفاوضات".
وأضاف: "إذا سلمت إسرائيل بحدود 67 فإن هذا يعني أن موضوعي الاستيطان والحدود يصبحان قابلان للنقاش، وبدون أن تسلم إسرائيل مسبقا بأن هذه الأراضي هي أراض فلسطينة محتلة وأنه فيما إذا جرى التفاوض يتم التفاوض على إجراءات نقل هذه الأراضي إلى السلطة مع الأخذ بعين الاعتبار مسألية تبادل الأراضي بما لا يجحف بحقنا في التواصل الجغرافي الكامل وبما لا يهدد الوحدة الجغرافية الفلسطينية".
وأكد السويلم أن هذه مسألة يجب أن تكون واضحة، وأنه وحسب الخبراء الفلسطينيين الذين يثق بوجهة نظرهم "إذا زاد التبادل عن 1.5% فإن من شأن ذلك أن يهدد الوحدة الجغرافية الفلسطينية في الضفة الغربية".
وعن الخطوة الفلسطينية الأكثر أهمية في هذه المرحلة، شدد السويلم على ضرورة التوافق الفلسطيني على برنامج سياسي واقعي يمكن من خلاله مجابهة التراجعات الأميركية والدعاية الإسرائيلية.
وقال: "يجب المحافظة على الوحدة وعدم التردد في الذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية والحصول على قرار بحقنا الكامل في إقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي التي احتلت عام 67 وعلى الذهاب إلى حل قضية اللاجئين على قاعدة قرار 194".
وأضاف: "بذلك فقط يمكن أن يتحقق سلام حقيقي وإذا رفضت إسرائيل وأصرت على مواقفها التوسعية والعدوانية تجاه شعبنا فإن شعبنا قادر ويحمل الوسائل التي من شأنها مجابهة هذا الاحتلال ولا يوجد أي سبيل آخر".
ردود فلسطينية منددة بخطابي أوباما ونتنياهو
وقال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبد الرحيم ملوح إن الجبهة لا تعلق آمالاً على خطابي الرئيس الاميركي باراك أوباما، لأن كلا الخطابين فسرا ماذا تريد اسرائيل من هذا الامر؟ وصب في جوهرهما في خانة المصالح الاسرائيلية.
وأكد ملوح خلال مؤتمر صحافي عقد في رام الله مؤخرا، أن الجبهة الشعبية ترى أن خطاب أوباما صب في مصلحة بقاء إسرائيل وتعزيزها وأمنها، ويحاول أن يركب موجة الحركة الشعبية العربية التي تحدثت بشكل واضح وصريح وغيرت بعض النظم الدكتاتورية في بعض البلدان العربية.
هذا واعتبرت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين وإصراره على لاءاته حول اللاجئين والقدس والدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران واستمرار الاستيطان وإصراره على الاعتراف بيهودية دولته هو بمثابة "إعلان حرب".
ونددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تصريح صحافي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال فيه: "إن إسرائيل لا يمكنها أن تنسحب إلى حدود عام 67 التي وصفها بأنها "غير قابلة للدفاع".
وقال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد في خطابه مجددا عدم جدية حكومته في تحقيق السلام الشامل والمتوازن القائم على حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وفي إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها وفق القرار 194".
وأكد أبو ظريفة أن نهاية المشاكل لا تكون إلا بالاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها، وإطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون قيد أو شرط.
بدوره، رفض الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) المنطلق الذي ورد في خطاب الرئيس باراك أوباما أمام مؤتمر "أيباك" والذي اعتبره تراجعا عما سبق وصرح به في خطابه السابق حول "الثورات العربية" وانحيازا سافرا لإسرائيل ورضوخا لاملاءاتها.
وقال لؤي المدهون عضو المكتب السياسي لـ فدا في بيان صادر عنه حصلت "إيلاف" على نسخة منه: "إن "فدا" رأى فيما جاء في الخطاب الأول لأوباما بخصوص حدود عام 67 للدولة الفلسطينية خطوة في الاتجاه الصحيح إلا أن ما أتبعه في خطابه الثاني في مؤتمر إيباك كان نسفا لذلك.
إلى ذلك قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات صائب عريقات، إن :"الحكومة الإسرائيلية ليست شريكاً في عملية السلام".
وأضاف: " أن حكومة إسرائيل ليست شريكة للجنة الرباعية أو للفلسطينيين في عملية السلام"، وجاء ذلك أثناء لقاء عريقات مع مدير عام وزارة الخارجية الألمانية أندرياس ميكيايليس والقنصل الإسباني العام الفونسو بورتابلس، وممثل الإتحاد الأوروبي في فلسطين كريتشيان بيرجر، في مدينة أريحا.