مطانس فرح
في أعقاب النشر عن البناية رقم 16 و 18المحروقة والمُهمَلة القائمة في شارع الخوري (حيّ وادي النسناس)، في العدد الماضي من صحيفة "حيفا"، والتي نسيها أصحاب العقار والمسؤولون والزمن.. وعدنا قرّاءنا بالتأكّد من المعلومات المختلفة، والمتضاربة، التي وصلتنا من جهات عدّة.. وكنّا قد أكّدنا أنّه لا بدّ من وجود مسؤول واحد – على الأقلّ– عن هذا الإهمال!!
وقد وصلتنا معلومات كثيرة لها علاقة بموضوع البناية ذاتها، إلاّ أنّنا لم نستطِع التأكّد من صحّة هذه المعلومات والتُّهَم كافّة، الموجَّهة إلى أصحاب العقار؛ لذا نورد – هنا – بعضًا من هذه الادّعاءات، معلِنين أنّه لن يهدأ لنا بال إلاّ عندَ وصولنا إلى المسؤول عن هذا الإهمال والمُتسبِّب بإزعاج هذا العدد الكبير من السكّان، ضاربًا بالقوانين عُرْضَ الحائط، ومتنصّلًا من المسؤوليّة.
ومتابعةً للموضوع، هاتفني عبّاس زين الدين (أبو عصام)، ليعلمني بتلقّيه اتّصالَا – في أعقاب تقديم العريضة إلى مكتب مهندس بلديّة حيفا، أريئيل ڤطرمان – من مساعد مهندس البلديّة، يدّعي فيه أنّ الموضوع قَيْد المعالجة، وأنّ
البلديّة قامت بإرسال طلب إلى أصحاب العقار يقضي بترميم البناية وتمكينها، فضلاً عن إرسال غرامات ماليّة وصلت إلى 15 ألف شاقل جديد، من جرّاء الإهمال الحاصل وغض الطّرف عن المشكلة.
ولدى استفسار عبّاس زين الدين عن أصحاب العقار الّذين تلقَّوا رسائل في خصوص الترميم، أو أولئك الّذين وصلتهم غرامات ماليّة، رفض مساعد مهندس البلديّة التعقيب والإدلاء بأيّ اسم أو التصريح بأيّ جهة.
هذا وقد أكد عدد كبير من سكّان البناية أنّهم لم يتسلّموا إنذارات بالترميم، أو أيّ غرامات ماليّة من البلديّة!!
وبما أنّه – وحسَبَ الادّعاءات شبه المؤكّدة – يعود قسم من هذه البناية إلى مطرانيّة الروم الكاثوليك، حاولت الاتّصال بالمطرانيّة على مدار ثلاثة أيّام متتالية؛ لهدف التأكّد من صحّة الادّعاءات، وسماع تعقيبهم في هذا الخصوص، كما للتأكّد من أنّ البلديّة قامت، فعلًا، بإرسال إنذار يُجبر أصحاب العقار – إن كانوا هم، فعلًا، يملكون قسمًا من هذه البناية – بترميم البناية وتمكينها، وممّا إذا كانت قد وصلتهم، فعلًا، غرامات ماليّة؛ حفاظًا منّي على المصداقيّة والنزاهة الصِّحافيّة والجِدِّيّة في العمل والتعامل، ومن أجل منح المطرانيّة الفرصة لشرح الموضوع، لتوضيح الصورة، وتفنيد بعض الادّعاءات.. إلّا أنّي – وللأسف الشديد – لم ألقَ تعاونًا ولا أُذُنًا صاغية!! وكأنّي عدوّ لهم!!
فبعد ثلاثة أيّام متتالية من محاولة الحصول على أيّ تعقيب في خصوص البناية رقم 16 و 18، المحروقة والمُهمَلة القائمة في شارع الخوري، والّتي – حسَب الادّعاء – تعود بقسم منها إلى مطرانيّة الروم الكاثوليك، والاستفسار حول ما إذا كانوا يملكون هذا العقار فعلًا، أو ما إذا كانوا قد تلقَّوا إنذارات وغرامات من بلديّة حيفا.. جاءني الردّ عبر الأمينة (السكرتيرة) لمى شقّور: "لا تعقيب"!!!
رفضَ أيّ مسؤول في المطرانيّة، كبيرًا كان أو صغيرًا، الردّ على سؤال "بسيط" أو استفسار صغير موجّه من صحافيّ؛ تخبّطوا على مدار ثلاثة أيّام، وعندما تمخّض الجبل ولد فأرًا، فجاء الـ"لا تعقيب"!!
إنّ "التهرّب" من الإجابة يُثير تساؤلات كثيرة، ويضع المطرانيّة في موقف لا تُحسد عليه!! فما السبب من وراء عدم تعقيبها، فعلًا؟! وأتساءَل بدوري: إن لم يُفلح المسؤولون في الإجابة عن سؤال بسيط، أو في التعامل مع استفسار صغير، فكيف يتعاملون، إذًا، مع مشاكل أبناء الرعيّة، التي هي – بدون أدنى شك – أكبر بكثير وأصعب – ربّما – من استفساري أو سؤالي؟!!
لا أدري ما هو سبب التقوقع والانغلاق! فلكلّ مؤسّسة، دينيّة كانت أو سياسيّة أو اجتماعيّة أو صحيّة، منسّق إعلاميّ؛ فنحن في الألفيّة الثالثة، فيي عالم الصِّحافة والاتّصال والعَوْلَمة والـ"إنترنت"، وقد وصلنا المَرّيخ؛ ألمَ يحِنِ الوقت المناسب – في اعتقادكم – للخروج من وراء جدران المطرانيّة وأسوارها العالية؟!! فهناك عالم خارجيّ يا أصدقائي! أيضًا.
سنتابع الموضوع إلى أن نصل إلى إجابات وافية وحلول شافية.. فلن ننسى تلك البناية كما يتناساها أصحاب العقار والمسؤولون..!!