افتتاح عروض “الليلة الأخيرة” في شهر الثقافة والكتاب العرب في حيفا

مراسل حيفا نت | 17/05/2011

شاهين نصّار

افتتحت مسرحية "الليلة الأخيرة"، آخر انتاجات مسرح "بيت الكرمة"، عروضها أمس الجمعة في مسرح الكرمة في حيفا، بحضور المئات من متذوّقي الفن والمسرح العرب في حيفا.

تروي المسرحية قصة "ألف ليلة وليلة"، التراثية المعروفة، والتي تنتج لأول مرة باللغة العربية في البلاد، وما أجمل ان تعرض هذه المسرحية في ظل الثورات العربية الأخيرة التي تجري في أقطاب البلاد العربية جمعاء، وفي ظل تحرر المرأة ودورها البارز في هذه الثورات. حيث أن المسرحية التي تبرز دور المرأة وتطيح بالملك في النهاية، كما تأتي في الرواية أيضا، لا بد لها أن تثير المشاعر لدى مشاهدها..
تبادر شهرزاد – ابنة الوزير، الى دخول قصر الملك شهريار لتخليص النساء من الموت، بعد أن عهد الملك على زواج شابة عذراء بشكل ليلي، فتنجح بذكائها الفائق وبحنكتها التي تعلمتها من والدها الوزير، بتمديد ليلتها التي من المفروض أن تعيشها مع الملك، لتلقى حتفها على سيف شهريار مع بزوغ الفجر، فتنجح في ترويضه لزواجها ولتلقّنه درسا في الأخلاق والآداب والحياة عامة، على مدار ألف ليلة، لتأتي الليلة الأخيرة ليعود فيها شهريار الى سابق عهده بعد أن يرى زوجته تعانق الوزير، فيجّن جنونه ويرغب بقتلها كما قتل زوجته الأولى لرؤيتها تعانق شابا (أخوها)، لتواجهه بحقيقة كونه والدها.
المسرحية لا تكف عند هذا الحد، بل أنها تنتهي الى إدانة الحكّام والرجال بشكل خاص، لكونهم طغاة وظالمين متعطشين للدماء ولدماء النساء خاصة.. ويا للمصادفة أن يختار مسرح بيت الكرمة انتاج هذه المسرحية في ظل الثورات العربية، والإطاحة بالرؤساء والملوك وقادة الدول العربية، وتغيير سدة الحكم. كما تحمل المسرحية معاني كثيرة، دور المرأة هو أساسها كما أسلفنا، فهي التي تقود الانقلاب: في المسرحية تقضي شهرزاد بأن يذوق شهريار طعم سيفه، وفي الثورات العربية للمرأة دور هام في إنجاحها…
اللغة العربية الفصحى السليمة تضيف رونقا خاصا للمسرحية، التي تعالج أيضا مشكلة الشك لدى الرجال بنسائهم، وهي ظاهرة آخذة بالانتشار في العالم العربي، حيث ارتفعت نسبة الطلاق لهذا السبب في الدول العربية عامة وفي بلادنا أيضا…
ولكن في النهاية كما هي العادة… تكون الغلبة للحق والحب والعدل!!!
"الليلة الأخيرة" من إنتاج مسرح بيت الكرمة، إخراج رياض مصاروة، تأليف فرحان بلبل (من سوريا)، تمثيل: خالد عوّاد، أسامة مصري، لبنى بقاعي، ميساء خميس، منال حاج، وميلاد مطر، موسيقى ريمون حداد، ملابس كيتي أيوب، تصميم ديكور ساغيت جولدا، حركة أوديليا كوفيبرغ، تقنيات عنان أبو حاطوم وعمر تيم، إدارة الانتاج قاسم شعبان وإلهام بيراخ.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *