لم تتعاوني مع الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين طويلاً على الرغم من أن أفلامكم حققت نجاحًا؟
لكل منا اللون الخاص به ولكن من لم يعمل مع اسماعيل ياسين في هذا الوقت كأنه لم يعمل في السينما حيث كانت له شعبية جارفة في مصر وعمل مع كافة الفنانين وقتها، وهو صاحب أكبر عدد أفلام في السينما وتعاوننا لم يستمر طويلًا نظرًا لأن الروايات كانت تكتب خصيصًا له وبعد ذلك يأتي أسم البطلة، ففي فيلم "ابن حميدو" وجد صناع الفيلم انه من الصعب أن يكون هناك قصة حب بيني وبين إسماعيل، لذلك وجدت شخصية أحمد رمزي في الفيلم، كما اننا لم نشترك سويًّا في فيلم إلا وحقق نجاحًا باهرًا في السينما.
لماذا لم تقدمي أي عمل مسرحي أو إذاعي؟
المسرح فن مستقل بذاته وله اربابه مثل سميحة أيوب، وسهير البابلي، وسناء جميل، كذلك لا أجيد العمل في الإذاعة فهي تريد من يحبها ولم تكن تستهويني.
والتلفزيون؟
في التلفزيون كان أمامي قصة مسلسل ولكني اختلفت مع المنتج على الأجر، لأني طلبت أن يكون أجري أعلى من أجر فاتن حمامة التي كانت قد قدمت مسلسلاً في ذلك الوقت، وبعد ذلك عرضت عليا أحد الدول العربية أن أقدم مسلسلًا لديهم بالأجر والقصة التي أحددها، ولكني رفضت أن يكون المسلسل الوحيد الذي قد اقدمه في غير بلدي وفضلت أن يكون بمصر وندمت على هذا القرار بعد ذلك.
على ذكر فاتن حمامة للمرة الثانية، هل كانت الغيرة موجودة بين النجمات في زمن الفن الجميل ؟
بالتأكيد الغيرة كانت موجودة، ولكن عن طريق الأداء فكل ممثلة تريد أن يكون مشهدها هو الأفضل، وكان ذلك في صالح العمل والجمهور في النهاية، حيث تم تقديم العديد من الأفلام الجيدة.
اعتذرت عن فيلم "أبي فوق الشجرة" على الرغم من أنك لم تشتركي مع عبد الحليم في أي فيلم ؟
هذا الفيلم له ظروف استثنائية، فلقد وافقت عليه في البداية خصوصًا انه كان سيجمعني مع عبد حليم، وكان الكاتب إحسان عبد القدوس قد كتب شخصية البطلة لي وعندما قرأتها لم أجد فيه سوى أحضان وقبلات، على الرغم من أنني كنت أريده أن يعرض في توقيته، ليس فقط لأنني سأتعاون مع عبد الحليم، وإنما لأنه خلال العام نفسه كان سيعرض فيلم "الخروج من الجنة" مع فريد الأطرش، وبذلك كنت سأقدم عملين مع فريد الأطرش وعبد الحليم، لكن لم يتحقق ذلك لأن الفيلم لم يكن به سوى قبلات فقررت أن اعتذر عنه.
لماذا لم تدخلي إلى السينما العالمية على الرغم من نجاحك في مصر؟
عرض علي ذلك قبل أن اعتزل بفترة وجيزة، وكنت أرغب في تقديمه، ولكن عدم اتقاني اللغة الأنكليزية وبعض الظروف الإنتاجية حالت دون أن أصور هذا الفيلم.
سينما يوسف شاهين لم يفهمها الجمهور لماذا غامرت بالعمل معه خصوصًا وان فيلم "باب الحديد" فشل جماهيريًّا؟
يوسف شاهين أدخل السينما المصرية إلى العالمية، وفيلم "باب الحديد" فشل جماهيريًّا على الرغم من انه حقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه في الخارج، وشخصية "هنومه" في الفيلم أجهدتني جدًّا نظرًا لأن الملابس لا تتغير وأماكن التصوير كانت صعبة جدًّا.
لكنك رفضت الجزء الثاني من الفيلم؟
لم ارفضه، لكن الاتفاق نص على أن فريق العمل في الجزء الأول سيقوم بالجزء الثاني، ولكني وجدت باقي الابطال قد إعتذروا فقررت أن أعتذر أنا ايضًا، لاسيما أنني كنت اتخذت قرارًا بالاعتزال ووافقت فقط على تقديم جزء ثانٍ من الفيلم بناءً على رغبة شاهين.
هل ترين أن جمهور السينما تغير الآن مع تغير نوعية الأفلام؟
بالتأكيد الجمهور من قبل كان هدفه أن يذهب إلى السينما من أجل أن يشاهد الفن، لكن قبل الثورة كان الجمهور يذهب لكي ينسى مشاكله وهمومه ويضحك، كما أن الأفلام القديمة كان بها رسالة تريد إيصالها إلى الجمهور وأعتقد أن الوضع سيختلف فيما بعد.
لماذا لم تكتب قصة حياتك؟
أرفض ذلك تمامًا لان مذكراتي لا أملكها وحدي، وهناك أسرة خلفي وأرفض أن تقدم على الشاشة، الناس عرفتني كفنانة ولا يجب أن تعرف أكثر من ذلك.
كيف ترين الأجور الخيالية التي يحصل عليها النجوم حاليًا؟
المنتج لن يدفع لفنان لا يحقق من وراءه مكاسب، وبالتالي الأجور تخضع لعملية العرض والطلب وهو امر منطقي ولا توجد فيه مشكلة، فطالما المنتج يربح يجب أن يحصل الفنان على المبلغ الذي يستحقه.
كنت فتاة أحلام كل الشباب، ما كانت مواصفات فتى أحلامك في ذلك الوقت؟
لم يكن لدي مواصفات خاصة، كنت فتاة عادية ابحث عن رجل يحبني، وخلال عملي لم يكن لدي وقت للحب فالفن كان كل حياتي، وإذا أحببت أحدهم كانت ساحتاج إلى وقت للخروج معه، وهذا كان غير ممكن وقتها نظرًا لإنشغالي بالسينما حيث كنت اقضي كل حياتي في التصوير.
بعد انفصالك عن المخرج حسن رضا هل كانت ابنتك "بسنت" تقف حائلاً دون ارتباطك؟
ليس بالضبط لكننا لم نوفق لذلك انفصلنا سريعًا، وعندما ارتبطت بالدكتور فياض شعرت بسعادة كبيرة وكان يتعامل مع "بسنت" على أنها ابنته وهي أيضًا كانت تكن له معزة خاصة وتعتبره بمثابة والدها وحزنت عليه كثيرًا لدى وفاته.
ما هو أصعب أيام حياتك؟
يوم وفاة زوجي.
يبدو أنك تزوجت الدكتور فياض عن قصة حب شديدة؟
تضحك، الحب جاء بعد الزواج، زواجنا كان تقليديًّا، التقيته خلال عشاء وكنت برفقة أحدى صديقاتي التي أخبرتني بعد ذلك أنه يرغب في الزواج والاستقرار ومعجب بي ويريد أن يرتبط بي، وافقت على الزواج لاني كنت بحاجة الى الاستقرار وعشت معه أجمل قصة حب يمكن أن يعيشها أي زوجين، وكان يعمل على تحقيق السعادة لي بكل الطرق وأنا أيضًا لكن الموت فرق بيننا.
بمناسبة الحديث عن الاسرة، الم تفكري في أن تقتحم ابنتك مجال التمثيل؟
إطلاقًا، تركت لها حرية العمل فيما تريد، وهي تعشق الرسم ونجحت فيه ولم اتحدث معها في هذا الأمر.
كيف تقضين وقتك الان؟
التقي بأبنتي بإستمرار، وحفيدي دائمًا ما يزورني في أيام اجازته، أخرج قليلاً لأتسوق، وأسافر بإستمرار الى باريس ولندن.