هموم مسرحية:ما بعد المهرجان الآخر!-أديب جهشان

مراسل حيفا نت | 18/01/2009

لقد مرّ على قيام الدولة 60 عاما، ومرّ على وضع الأسس للحركة المسرحية العربية في البلاد خمسة وأربعون عاماً.

إن الأنشطة الفنية العبرية في البلاد بدأت تتطور مع مرور السنين حتى قبل قيام الدولة أي ما قبل النكبة عام 1948 وأعني بالمسرح الإسرائيلي "هبيما" يوم تأسس في موسكو أربعون عاماً قبل قيام الدولة.

adeeb_gahshan1_512

وما حصل بعد عام 1960 يوم تأسس "المسرح البلدي" في حيفا وقبله مسرح "الكاميري" بتل أبيب، ومع مرور السنين بدأت بوادر الانتشار الفني بالوسط العبري، مسارح أقيمت بالقدس العبرية وبئر السبع والمدن الصغيرة وهناك مسارح للصغار والكبار وجميع هذه الفرق تعمل وتنتج الأعمال المسرحية والدولة ترصد لها مئات الملايين من الشواقل سنوياًَ وهذه الفرق تشارك في مهرجانات مسرحية محلية وعالمية وتعمل وما زالت ناشطة في تطوير المسرحية المحلية أي العبرية وهي النافذة إلى العالم.

نحن الفنانون العرب الأوائل أصحاب الحلم الفني بالوسط العربي ما زلنا نحلم ونعيش في هموم الحياة والفن وجميع المشاريع الفنية كانت مبادرات شخصية سعى إليها أهل الفن وأنا اقصد هنا جميع الفنون مثل الفن التشكيلي، الموسيقى،المسرح،السينما الخ….

وأصبح الفنان الفلسطيني بالداخل له مكاناً مرموقاً في أجنحة الفنون محلياً وعالمياً.

لنا سفراء فنانين في الولايات المتحدة وأوروبا مثل الموسيقار سيمون شاهين وفي السينما إيليا سليمان وهاني أبو أسعد وأزيدور مسلم وميشيل خليفة وآخرون.

رسومات الفنان عبد عابدي وأسد عزّي ووليد أبو شقرا وغيرهم تزين معارض العالم ونصيب الممثلين لا يقل عن ذلك أمثال محمد بكري وعلي سليمان ومحمود أبو جازي وآخرون.

وهكذا بالنسبة للفرق المسرحية التي أثبتت بجدارة عن مكانتها الفنية المرموقة محلياً وعالمياً وأعني بذلك مسرح الميدان والجوال والسرايا في يافا وفرق أخرى.

وهذه الأنشطة وغيرها لم تولد من الهواء بل كانت لها أعمال ونشاط وإستراتيجية باشر فيها فنانون هدفهم الصعود بالفن الفلسطيني إلى أعلى المستويات محلياًَ وعالمياً ناهيك عن الأدباء الخالدين أمثال محمود درويش وغسان كنفاني و أميل حبيبي وإدوار سعيد وشكيب جهشان، وأخص المبدعين الكبار سميح القاسم وسليمان ناطور وحنا أبو حنا وكثيرون آخرون وهذا يثبت أننا شعباً متنوراً ذات حضارة عالية على المستوى المحلي والعالمي.

وهناك أسئلة عديدة علينا أن نجد لها حلاً وأهمها ما هي الوسائل التي عليها رعاية الأنشطة الفنية والعمل على دعمها حتى نستطيع الاستمرار بنشاط أكثر وأكثر.

ومع هذا أرى ضرورةًَ حتميةًَ مع تقدم الحركة المسرحية العربية في بلادنا ومع تكاثر الكوادر الفنية إيجاد الوسائل الناجعة لتامين حياة الفنان العربي.

إن للفن دوراًَ هاماً في رسم خريطة الحياة الثقافية والفنية في بلادنا لذلك على الوزارة رصد الأموال المستحقة لجميع الفنون وخاصة في الوسط العربي ونحن الفنانون العرب ما زلنا نعمل وننتج الأعمال الفنية الجميلة ولكن دون أن يكون لنا مستقبلاً في الحياة الفنية والمعيشية في احتراف الفن.

هذا الباب أفتحه للمرة الثانية لكل من يهمه الأمر:

أخص بذلك وسائل الإعلام والكتاب والمثقفون والباحثون وأعضاء الكنيست العرب ودورهم في دعم الأنشطة الفنية والمؤسسات الحكومية والغير حكومية الخ.

 إن شعوب العالم تقاس حسب أنشطتها الفنية ونحن مثل باقي الشعوب نعمل من أجل شعبنا وتراثنا ورفع الحضارة الفلسطينية إلى مقدمة المنصة محلياً وعالمياً لأننا بحاجة إلى ذاك الوقود الهام والضروري والذي يتيح للفنان الاستمرار بالعطاء والإبداع حتى لا يبقى الفنان يعمل في مصانع المشروبات وبناء البيوت أو المطاعم،

نحن بحاجة أن تتاح الفرص للفنان للعمل بمهنته الفنية لأنه لا يعقل أن يعمل الطبيب في البناء والمحامي سائق تاكسي والمهندس في بيع الخضار.

حتى نصل إلى الضمانات المستحقة للفنان لأن عدد الفنانين العرب يزداد سنة بعد سنة، وحتى نعمل على إزالة الهموم والتفرغ للإنتاج الأدبي والفني ورصد المبالغ وتوظيفها للمصلحة الفنية أقترح على الوزارة بأن يكون لها قرار وزاري مبني على أسس داعمة للحركة المسرحية والفرق المسرحية مثال على ذلك رصد ثلاثة ملايين شاقل لكل فرقة عاملة وناشطة تعمل على الإبداع وذات المستوى الفني العالي والفرق المسرحية المقترحة هي:

مسرح الميدان في حيفا

مسرح الجوال في سخنين

مسرح السرايا في يافا

ودعم وإقامة فرقة مسرحية في الناصرة

إن مبلغ اثنا عشر مليون شاقل سنوياًَ لأربع فرق مسرحية المذكورة سوف تزيل المزيد من هموم الفنان العربي وتعمل هذه الفرق بشكل شبكة بالتعاون الفني.

و لكل فرقة مسرحية يكون لها كادرها الفني والتقني والإداري وكل فرقة مسرحية تعمل بشكل مستقل من حيث الإدارة الفنية والهيئة الإدارية

هذه الفرق تعمل بتنسيق إداري وفني وجماهيري وإذا تحقق ذلك عندها تستطيع هذه الفرق تقديم أعمالها الفنية للجمهور الصغير والكبير ومن خلال الإبداعات والأنشطة الفنية المستمرة. سوف يزداد عدد المشاهدين إلى أكثر من نصف مليون مشاهد سنوياًَ وعندها سوف يكون الإبداع الفني ذات مستوى عالٍ وتعمل على دعم وتطوير المسرحية المحلية

وأكثر وهذه ليست مهمة مستحيلة لذلك المطلوب قرار يتخذه الوزير لإخراج هذا الاقتراح إلى حيز التنفيذ، وعندها سوف يكسو نور المصابيح المشعّة على خشبة المسرح ويكون العرض ويكون التمثيل ويكون المهرجان ويكون الإبداع،

هذا حق لنا ولشعبنا.

 

أديب جهشان- المدير الفني لمسرح السرايا العربي- كانون ثاني 2009 يافا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *