بعد إصابته بڤيروس كورونا
رامي إبراهيم بياضي لموقع “حيفانت”: “أنا ملتزم بتعليمات وزارة الصّحّة”
* سأقاضي كلّ مَن تنمّر عبر وسائل التّواصل ونشر أخابير وأقاويل مغلوطة! *
مطانس (طوني) فرح
رفع المحامي الحيفاويّ رامي إبراهيم بياضي، يوم الاثنين ظهرًا، منشورًا (پوست) متوجّها به إلى أصدقائه الأعزّاء، يخبرهم من خلاله أنّه وبعد أن أجرى فحصًا لڤيروس كورونا المستجد (COVID-19)، تبيّن أنّه يحمل الڤيروس (مُصاب بالكورونا)، وطلب من كلّ من كان على مقربة منه أو صلة معه، خلال الأسبوعين الأخيرين، إعلام الطبيب بذلك، مؤكّدًا عبر المنشور على تواجده في الحجر الصحّي ومزاولة أعماله من البيت كالمعتاد؛ ومنذ تلك اللحظة هاجت وماجت مدينة حيفا، بخبر إصابة المحامي رامي بياضي بڤيروس كورونا، وانتشرت أخابير وإشاعات كثيرة، عن تواجده في عدّة مناطق وتجمّعات، ومن بينها جنازة المرحوم طوني سامي ديبي وجنازة المرحوم نزار مسَلّم حمام، كذلك.. هذا إضافة إلى الرسائل النّصيّة والتسجيلات الصوتيّة المُسيئة والمغلوطة المنتشرة عبر تطبيقات مختلفة.
ولهدف استيضاح الأمر ومعرفة الحقائق، وجدت من النزاهة الصّحافيّة الاتّصال هاتفيًّا برامي بياضي بشكل مباشر، لاستيضاح الأمر منه ومعرفة الحقيقة وتفنيد الإشاعات وعزل البلبلة..
– هل لك أن تحدّثني، بدايةً، متى وكيف تأكّدت من إصابتك بڤيروس كورونا؟
لقد علمت بإصابتي فعليًّا بڤيروس كورونا، وبشكل رسميّ، ظهر أمس الاثنين، قبل رفع المنشور (الپوست)، بنصف ساعة تقريبًا! بعد مضيّ يوم على إجراء الفحص في مستشفى الناصرة (المستشفى الانچليزي).
– لِمَ قرّرت إجراء فحص لڤيروس كورونا، هل كنت تعاني من عوارض مرضيّة، أو على اتّصال بمُصاب؟
عانيت مساء السبت الأخير من ارتفاع بدرجة الحرارة، حيث وصلت حرارة جسدي إلى 38 درجة مئويّة ولم تزِد عنها درجة واحدة أو نصف درجة، إلّا أنّ الحرارة كانت مُصاحبةً بآلام في البطن. وبما أنّ طبيبي الشخصي، د. عيسى نقولا، لم يتواجد صباح اليوم التالي (يوم الأحد) في عيادته، اتّصلت بصديق لي يعمل في وزارة الصحّة، مستشيرًا حول ما يمكن فعله. طلب منّي الصديق التوجّه إلى مدينة الناصرة، وتحديدًا إلى مستشفى الناصرة (المستشفى الانچليزي) لإجراء فحص لڤيروس كورونا.
أجريت الفحص ظهر الأحد، وعدت بعدها إلى المنزل والتزمت الحجر الصحّيّ، ولم أغادر المنزل منذ تلك اللحظة.
– إذن، أنت تؤكّد التزامك المنزل وعدم مغادرته، وعدم مشاركتك البتّة بأيّ جنازة أو بتقديم العزاء، كما لم تتواجد منذ ظهيرة الأحد، بأيّ تجمّعات أخرى..
صحيح جدًا. أتقدّم بأحرّ التعازي لعائلة ديبي وعائلة حمام للفقدان الأليم. كان من واجبي المشاركة وتقديم التعازي، إلّا أنّ التزامي بتعليمات وزارة الصحّة والحجر الصّحّي منعاني من ذلك. وبخلاف الإشاعات والأخابير التي نُشرت فأنا لم أغادر المنزل منذ يوم الأحد كما سبق وذكرت. لذا قمت برفع المنشور (الپوست) من دون تردّد أو تخوّف.
– أين تواجدت خلال الأسبوعين الأخيرين؟
بحكم عملي وانشغالاتي، تواجدت في عدّة أماكن، فأنا كثير التنقّلات والانشغالات.. لا أعلم تحديدًا متى كنت حاملًا للڤيروس قبل ظهور أيّ عوارض، كما لا أعلم كيف انتقل إليّ ڤيروس كورونا.
– هل كنت محافظًا على تعليمات وزارة الصحّة، وملتزمًا بارتداء الكمّامة في “زمن الكورونا”؟
في أغلب الحالات كنت ملتزمًا جدًا.. كنت مواظبًا على ارتداء الكمّامة في 95% من الحالات، وعلى اتّباع تعليمات الحفاظ على البُعد والنظّافة.. للأسف، وعلى ما يبدو وقعت في فخّ الـ 5% من الحالات التي لم أتوخَّ عاقبتها.. أصبت من حيث لا أدري، كيف وممّن ومتى..!
– ما هو وضعك الصّحيّ الآن، وما هو وضع أفراد عائلتك المصغّرة؟
لا أعاني اليوم أيّ عوارض تُذكر.. لا أعاني من درجة حرارة مرتفعة أو أيّ آلام أخرى أو وهن عام. أنا ملتزم بالحجر الصّحيّ ومنعكف في غرفتي المنعزلة. يتواجد أولادي وزوجتي في حجر صحّيّ في المنزل، لحين إجراء الفحوصات اللازمة من قبل وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء، للتأكّد من إصابتهم أو عدمها.
– هل من المفترض أن تمرّ بفحص إضافيّ للتأكّد من صحّة نتيجة الفحص الأوّل؟
لقد طلبت إعادة الفحص للتأكّد من صحّته، إلّا أنّ تعليمات وزارة الصّحّة تحتّم إعادة الفحص الإيجابيّ بعد مضيّ 7 أيّام على الأقل.
– علم موقع “حيفانت” بأنّ أحد أولادك، شارك يوم الأحد الماضي، بجنازة المرحوم طوني ديبي؟ لِمَ لم يلتزم المنزل؟
نعم.. لقد شارك ابني بجنازة المرحوم طوني ديبي، في الوقت الذي كنت أجري فيه فحصًا لڤيروس كورونا في مستشفى الناصرة، حيث لم أكن أعلم بعد أنّي مُصاب.. وفي اليوم التالي، ظهيرة الاثنين، لدى حصولي على النتيجة المؤكّدة طلبت من جميع أفراد العائلة المصغّرة التزام الحجر الصّحّي، وهذا ما فعلوه. غالبًا ما يلتزم جميع أفراد العائلة بتعليمات وزارة الصّحّة. لم يلتزم ابني المنزل لأنّ الأمر لم يكن معروفًا بعد، والعوارض التي عانيتها لم تكن عوارض نموذجيّة للإصابة بڤيروس كورونا.
– كلمة أخيرة..
لقد تعرّضت خلال الساعات الأخيرة إلى تنمّر غير مسبوق، كما وصلتني إشاعات ورسائل نصيّة وتسجيلات صوتيّة مُغرضة وبعيدةً كلّ البُعد عن الصّحّة. سأقاضي كلّ مَن نشر إشاعة أو خبرًا مغلوطًا بحقّي وحقّ أبناء عائلتي. أنّ وطأة الضّرر الصّحيّ الذي يمكن أن يعانيه المُصاب، أخفّ بكثير من وطأة الضّرر المجتمعيّ والنفسانيّ.
وأنا بدوري، أذكّر القرّاء بضرورة اتّخاذ التّدابير اللازمة والحذَر واتّباع تعليمات وزارة الصّحة وعدم التّساهل أو الاستهتار، حفاظًا على صحّة أهلنا وأبنائنا وأحبّائنا، لنكون عبرةً لمجتمع واعٍ يغار على مصلحة أبنائه وبناته.
*يمنع منعًا باتًا نشر أو نقل المادّة أو جزء منها من دون موافقةً خطيّة من موقع “حيفانت”





