أخطاء “الشمس” الساطعة!

مراسل حيفا نت | 28/01/2011

 

مطانس فرح

 

«قام مجهولين..»! – نعم، هذا ما جاء عبر أثير راديو «الشمس» في إحدى نشراتها الإخباريّة الصباحيّة، على مسمع عشرات الألوف، ضاربةً عُرضَ الحائط بقواعد اللغة العربيّة، مستبدلةً إيّاها بقواعدها العربيّة الخاصّة!

كثيرًا ما تسنح لي الفرص للاستماع إلى راديو «الشمس»، وخصوصًا في فترة الصباح، لدى وجودي في المكتب.. ولا يمرّ يوم، تقريبًا، من دون أن تتأذّى أذني وتنزعج من عدد من الأخطاء اللغويّة – دعك من النطق واللفظ غير السليميْن – عبر برامج «شمسنا» الصباحيّة. والأنكى من ذلك، تلك الأخطاء النحْويّة البارزة في بعض النشرات الإخباريّة، التي يخجل حتى طلّاب الابتدائيّة من الوقوع فيها..!

أنا لست سيبويه، ولا أدّعي أنّني أبو الأسود الدؤليّ، لكنّني متذوّق للغة، عاشق لها، وغيّور عليها.. ومن خلال معرفتي (المتواضعة جدًّا) باللغة، ومحاولاتي البسيطة في الكتابة، أحاول – قدْر المستطاع – أن أمتنع عن الوقوع في الأخطاء. إنّه جَلّ من لا يُخطئ، حقًّا؛ ولكن، أن تتحوّل الأخطاء إلى منهج شبه يوميّ، فتُبثّ عبر أثير إذاعة عربيّة تمثّلنا، هذا شيء مَعيب، أرفضه تمامًا، كما يرفضه المستمعون!

حديثي لا يشمل جميع المذيعين/المذيعات أو البرامج كافةً.. فهناك عدد لا بأس فيه من المذيعين والمذيعات، الذين يعملون بمسؤوليّة كبيرة ومِهْنيّة عالية، احترامًا منهم وتقديرًا للمستمعين أوّلاً، ولعملهم ولاسمهم، ثانيًا.

إلاّ أنّ على بعض المذيعين/المذيعات أو قارئي/قارئات النشرات الإخباريّة في إذاعة «الشمس»، التمرّن على النشرة، مرّات عدّة – قبل بثّها عبر الأثير – لقراءَتها بشكل سليم، بدل الوقوع في أخطاء نحْويّة ولفظيّة فاضحة.

أمّا عن المراسلين، فحدّث ولا حَرَج؛ فبعضهم يجرّ الفاعل، وينصب الخبر، ويرفع المجرور.. وكلّ ذلك موثّق عبر الأثير! يجب على الإذاعة التي تمثّلنا أن تحترمنا أكثر، فنحن لسنا أغبياء ولا نقبل بأخطاء نحْويّة أو تأتأت.. وأنا لا أتطرّق إلى أدقّ التفاصيل، بل إلى نماذج بارزة من الأخطاء يخجل حتّى طلاب الابتدائيّة – كما أسلفت – من الوقوع فيها. فلا عيب في أن يتحدّث البعض منكم بالعامّيّة عبر الأثير، بدل أن يشوّه لغتنا العربية الجميلة الرائعة.

حافظوا على أسس اللغة وقواعدها، فهناك أجيال تستمع إليكم عبر الأثير..! احترموا المستمعين، ولا تستخفّوا بهمّ..! حافظوا على آذاننا نقيّة صافية من عشرات الأخطاء، فلا تنسَوْا أنكم تؤدّون رسالة، فاحترموا هذه الرسالة..!

وعلى ذكر الرسالة – وفي سياق متّصل – تتحفنا بعض أمينات (سكرتيرات) مدارسنا المحترمة، الأهليّة منها والحكوميّة، برسائل لا تخلو هي الأخرى من الأخطاء النحْويّة واللغويّة.. فقبل إرسال تلك الرسائل عبر البريد الوَرَقِيّ (العاديّ) أو الكَهْرَبِيّ (الإلكترونيّ) يجب التأكد من نقائها من الأخطاء اللغويّة أو الإملائيّة.. فإنه من المُخجل، حقًّا، أن تقوم مؤسسة تعليميّة عربيّة بإرسال مكتوب أو رسالة بالعربيّة – حتّى إن كان عبر الأمينة (السكرتيرة) – من دون التأكد من سلامة اللغة!

فعلى هذه «الصروح» التعليميّة العربيّة أن تُحافظ على لغتنا العربيّة، وإلاّ فعلى الدنيا السلام..! وإن لم تكن الأمينات (السكرتيرات) مؤهّلات لكتابة بضعة أسطر بالعربيّة، فعليهنّ دخول الصفوف لحضور بعض حصص تعليم العربيّة، بدل أن «يتفنّننّ» في ملء رسائلهنّ بالأخطاء اللغويّة؛ ولا شكّ أنّ في كلّ مدرسة مدرّسًا/ة واحدًا/ة – على الأقلّ – للغة العربيّة، يُمكنه/ها المساعدة في منع الوقوع في هذه الأخطاء..

فيا سكرتيراتنا العزيزات! قبل أن تقمن بإرسال أيّ مكتوب أو رسالة، اسألْنَ معلّم أو معلّمة اللغة العربية.. فإنه لا يليق بأيّة مدرسة كانت أن «تُزيّن» رسائلها بأخطاء من المفروض – بل من الضروريّ والبَدَهِيّ – أن تتفادها كليًّا.

أرجو أن يكون أثير إذاعاتنا العربيّة ورسائل أميناتنا (سكرتيراتنا) خالية – قدْر المستطاع – من أخطاء، أنتم ونحن في غنًى عنها، وإنّ ذلك لأضعف الإيمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *