أكد مستخدمون للانترنت في القاهرة اليوم أن الشبكة معطلة في وقت تستعد البلاد إلى تظاهرات جديدة ضد نظام الرئيس حسني مبارك. وفي الوقت الذي طلبت فيه الدول الغربية الحكومة بعدم قمع الاحتجاجات قلل الحزب الحاكم من أهمية وحجم التظاهرات كما حذرت وزارة الداخلية من اتخاذ تدابير حاسمة ضد المتظاهرين.
تعيش مصر على وقع التظاهرات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس المصري حسني مبارك والتي يتوقع أن تتواصل لليوم الرابع على التوالي بعد الدعوة التي وجهتها حركة 6 ابريل للتظاهر في جميع انحاء البلاد بعد صلاة اليوم الجمعة. لكن الحزب الوطني الحاكم قلل من أهمية وحجم التحركات كما توعدت وزارة الداخلية المتظاهرين.
![]() |
هذا وقال مستخدمون للانترنت وفنادق إن الشبكة معطلة صباح اليوم الجمعة في القاهرة حيث اطلقت دعوات الى تظاهرات جديدة ضد نظام الرئيس حسني مبارك. وقال موظف الاستقبال في فندق كبير في العاصمة ان "شبكة الانترنت مقطوعة اليوم في مصر".
وعاد المعارض المصري محمد البرادعي الى مصر مساء الخميس مبديا استعداده لقيادة "مرحلة انتقالية" في بلاده ومعلنا مشاركته في التظاهرات الاحتجاجية التي لا سابق لها ضد نظام الرئيس حسني مبارك والتي اوقعت ستة قتلى وادت الى اعتقال نحو الف شخص منذ الثلاثاء.
كما علق الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس لاول مرة على التظاهرات في مصر قائلا "ان العنف ليس الحل في مصر"، وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة "لاتنحاز الى اي طرف" في ما يحدث في مصر.
لكن الحزب الوطني الحاكم قلل من أهمية وحجم التظاهرات قائلا "ان المسألة لم تكن كما صورها البعض بخروج الملايين ولكن كانت عدة آلاف وتم التعامل معهم بضبط النفس".
وفي هذا الاطار، قال الامين العام للحزب الوطني الحاكم رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف إن "الدولة تتصدى لمحاولات بعض المحرضين الذين يحاولون أن يركبوا الموجة وينشروا الفوضى فى البلاد" من دون ان يوضح من يقصد، لكنه كان يشير على الارجح الى جماعة الاخوان المسلمين.
بدورها، حذرت وزارة الداخلية المصرية من انها ستتخذ تدابير "حازمة" في مواجهة المتظاهرين المعارضين للحكومة، وقالت في بيان "تعاود وزارة الداخلية التحذير من تلك التحركات والتاكيد على انه سوف يتم اتخاذ إجراءات حازمة في مواجهتها، وفق ما يقضي به القانون".
وفي الساعات الاولى من يوم الجمعة، شهدت شبكة الانترنت في مصر انقطاعا كما توقفت خدمة الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف المحمولة. وفي القاهرة، قال مستخدمو الانترنت انهم لا يستطيعون الدخول الى الشبكة، وقال البعض ان الدخول الى المواقع بطيء ومتقطع منذ ليل الخميس. كما توقفت خدمة الرسائل الهاتفية النصية.
![]() |
وعشية تظاهرات دعت اليها حركة 6 ابريل في جميع انحاء مصر بعد صلاة الجمعة غدا، صرح البرادعي للصحافيين فور وصوله الى مطار القاهرة "انها مرحلة حساسة في تاريخ مصر ولقد جئت للمشاركة مع الشعب المصري" في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة ايام.
وأضاف في تصريح مقتضب "يجب احترام الرغبة في التغيير. ويجب على النظام عدم استخدام العنف في التظاهرات".وتابع البرادعي "جئت الى هنا املا في مواصلة العمل من اجل تغيير منظم وسلمي. وامل ان يتصرف النظام بهذا الشكل. وان يوقف العنف والاعتقالات والتعذيب".
وكانت جماعة الاخوان المسلمين أكدت في وقت سابق الخميس انها ستشارك في تظاهرات "الغضب"، وقال القيادي في الجماعة سعد الكتاتني إن "الإخوان مشاركون مع كل القوى الوطنية المصرية وجموع الشعب المصري في أن يكون يوم الجمعة هو يوم الغضب العام للشعب المصري".
واضاف الكتاتني أن "تهديد الحكومة ووزارة الداخلية للمتظاهرين أمر مرفوض". وتابع ان "الإخوان يتمنون أن يكون النظام المصري قد وعى الدرس، وفهم الرسالة التي أرسلها الشعب المصري".
وكانت جماعة الاخوان المسلمين امتنعت عن دعم الدعوة للتظاهر يوم الثلاثاء الماضي التي اطلقتها حركة 6 ابريل الشبابية والتي عادت ودعت الى الخروج من جميع مساجد مصر عقب صلاة الجمعة للتظاهر. واكتفت الجماعة بالمشاركة بعدد من رموزها في تظاهرات الثلاثاء وتركت لشبابها حرية المشاركة ان ارادوا.
ومساء الخميس، أعلن عن سقوط قذائف آر بي جي في سيناء، وقال مصدر أمني مصري ان قذيفتي ار بي جى اطلقتا على مركز شرطة في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء ولكنهما اخطأتا هدفهما واصابتا مركز مجاورا للتحاليل الطبية. كما اطلقت قذيفة ار بي جي ثالثة على حاجز امني بالقرب من الشيخ زويد ولكنه كان قد اخلي فلم تقع اي اصابات.
وقتل خمسة متظاهرين ورجلا شرطة فيما اصيب العشرات منذ الثلاثاء في مناطق متفرقة من البلاد. ووقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة السويس، على بعد 100 كيلومتر شرق القاهرة، حيث احرق المتظاهرون مركزا للمطافئ والقوا الزجاجات الحارقة على الشرطة التي هاجمتهم من جانبها بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع.
وفي الاسماعيلية قال شهود ان الشرطة اطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بالقاء الحجارة.وفي السلوم اشتبك عمال مصريون مساء الخميس مع الشرطة بعد ان فوجئوا باغلاق منفذ السلوم الذي يستخدمونه للعبور الى حيث يعملون.
دعوات دولية لعدم قمع المظاهرات
![]() |
من جانبه قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن العنف ليس الحل للاضطرابات السياسية في مصر، داعيا الحكومة المصرية والمتظاهرين، في أول رد فعل على التظاهرات التي تجتاح هذا البلد، إلى ممارسة ضبط النفس. وأضاف أوباما في جلسة أجوبة وأسئلة على موقع "يوتيوب" "العنف ليس هو الجواب لحل هذه المشاكل في مصر، ولذا يتوجب على الحكومة أن تكون حذرة بشأن عدم اللجوء إلى العنف".
وقال "على الناس في الشارع أن تكون حذرة أيضاً من عدم اللجوء إلى العنف، وأعتقد أنه من المهم جداً أن يتوفر للشعب الآلية للتعبير عن مطالبهم المشروعة".
وأضاف أوباما "إن مصر هي حليفة لنا في عدد من القضايا الحساسة، لقد صنعوا السلام مع إسرائيل، وقدّم الرئيس المصري الكثير من المساعدة لواشنطن في العديد من القضايا الدقيقة في منطقة الشرق الأوسط، ولكنني كنت دائماً أقول له إنه يجب المضي قدماً نحو تطبيق الإصلاحات أكانت سياسية، أم اقتصادية". ولفت أوباما إلى أن التظاهرات هي نتيجة للإحباط المكبوت لدى الشعب المصري.
بدورها دعت كندا الحكومة المصرية الى اظهار "ضبط النفس" في حفاظها على الامن ووقف حجب المواقع الالكترونية. وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان ان "كندا تاسف لوفاة متظاهرين وشرطيين خلال تظاهرات سياسية في مصر". واضاف "اننا نحض الافرقاء كافة على الامتناع عن اي اعمال عنف. وبشكل اخص، ندعو السلطات المصرية الى ضبط النفس".
واعلن كانون ان "كندا تطالب الافرقاء كافة بالحفاظ على الهدوء"، داعيا الحكومة المصرية الى "توفير احترام حرية التعبير خصوصا عبر وقف حجب المواقع الالكترونية". وخلص وزير الخارجية الكندي الى القول ان "مصر لا تزال شريكا هاما لكندا ونحث الحكومة المصرية على ضمان حرية التعبير السياسي لمواطنيها بلا تحفظ".
ونالت احتجاجات مصر حيزاً واسعاٌ في الصحف البريطانية الصاردة اليوم. فتقول صحيفة الـ "ديلي تلغراف" إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج زادت من الضغوط الدولية التي تمارسها الدول الغربية على الحكومة المصرية بضرورة التحلي بضبط النفس في تعاملها مع المظاهرات الغاضبة ضد حكم الرئيس مبارك.
ونقلت الصحيفة عن هيج مطالبته للحكومة المصرية بضرورة " الاستماع إلى المتظاهرين وضمان حرية التعبير والتجمع" وهي الدعوة التي جاءت بعد دعوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء الاجراءات القمعية التي تقوم بها قوات الأمن تجاه الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
وذكرت التلغراف أن ارتفاع البطالة والغلاء وازدياد موجة الاستياء من الحكم القمعي للرئيس مبارك كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الآلاف من المصريين إلى النزول الى الشوارع للتعبير عن غضبهم.
بدورها تناولت الغارديان أيضا التطورات في مصر وقالت إن مبارك يواجه الآن تحديات على عدة جبهات مع خروج الآلاف للمشاركة في أكبر احتجاجات تشهدها مصر منذ عقود والتي سيشارك فيها أحد أكبر منتقدي مبارك وهو محمد البرادعي الذي دعا صراحة إلى "نظام جديد" بديلا لنظام مبارك.
وأَضافت الصحيفة أنه مما يضاعف من تأزم الموقف لمبارك الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود هو إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في الاحتجاجات. ونقلت الصحيفة عن البرادعي قوله لدى وصوله إلى القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة "هذه لحظة حرجة في تاريخ مصر ولهذا حضرت لمشاركة الشعب هذه اللحظة".
الفاينانشيال تايمز ركزت في مقالها الذي تصدر صفحتها الرئيسية تحت عنوان "زيادة الضغوط على مبارك" على وصول البرادعي إلى مصر ونقلت عنه قوله "إن حاجز الخوف انكسر ولن يعود مرة أخرى".
وذكرت الصحيفة أن البرادعي كان من المقرر أن يعقد اجتماعات مع زعماء وقادة القوى السياسية المعارضة للإعداد إلى رد سياسي على نظام الرئيس حسني مبارك. وتناولت الصحيفة أيضا تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما على الأوضاع في مصر والتي أضوح فيها أن " الإصلاحات السياسية ضرورية بشكل مطلق" من أجل مصر على المدى البعيد.







