حُماةُ الدّيار /حقائقُ محكيّةً

مراسل حيفا نت | 11/01/2011

 اطلّ علينا الطبيب الانسان،  على درب طيبي الذكر:  خليل السكاكيني  وسلامة موسى، الدكتور الحيفاوي خالد تركي بكتابه التوثيقي : *حماة الديار /حقائق محكية*، يتحدّث به عن   الرّعيل الاول  ومجموعة من المناضلين  الفلسطينيين  من نشيطي  عصبة التحرر الوطني / رفاق الحزب الشيوعي، انصاره  ومؤيديه، من عرب الداخل  ومن سوريا الكبرى  الذين **تفلسطنوا** عن طيب خاطر، مركزا على احداث ما قبل النكبة وما بعدها  الى جانب اطلالة مشرقة على بعض مُدننا، ثم بلد المليون شهيد والجميلات الثلاث.

ضمّ هذا الكتاب  ستة وثلاثين موضوعا / على طريقة المؤلف في التعامل مع الارقام/ في ثلاثمئة صفحة  من القطع المتوسط، جاء في اهدائه:

الى الذين شقّوا لنا الطريق بعرقهم وكدّهم  واناروا دروبنا  بنور عطائهم وتفانيهم وفكرهم، ليحافظوا على وجودنا  فوق ارضنا  وبقائنا في وطننا  الذي ليس لنا وطن سواه، ولنسير من بعدهم  بخطى ثابتة  واكيدة نحو السلام العادل، وعودة اللاجئين  وبناء العدالة الاجتماعية، الى روح المناضل  داوود تركي / ابو عايدة/.

 وقد جاء في مقدمة الكتاب : لقد اردت كتابة ذاكرة الرفاق وتدوينها  لتقف بوضوح  كقرص الشمس في قبّة السماء الزرقاء، مكشوفة لجميع الانام، وامام كل من تسوّل له نفسه تزوير الحقائق، او تغيير شيء من ذاكرة هؤلاء الابطال،   وتغييب تاريخ رفاقنا /رفيقاتنا،  وكتبتُ بطولاتهم  حتى لا تكون ذكرياتهم محكيّة  فحسب، بل وثيقة شرف  مكتوبة ومدوّنة  لمعرفة حية  مزروعة في وجدان  وضمير جماهير شعبنا.

بكلمات اخرى  المؤلف الشهم  لا يدين بالحياد الايجابي  او السلبي،  بل هو منحاز حتى النّخاع  لحزبه، لشعبه، لوطنه، لنضاله  للسلام العادل، حقّ العودة للمهجرين  من وطنهم. الدكتور خالد  يشمّر عن ساعديه، يترك المشرط /المبضع  والسّماعة جانبا بعد يوم عمل جاد  ودوام انساني، وفي وقته الخاص،  ليتفرّغ لتدوين  احداث النكبة  والمآسي التي خلفتها، انه يمتشق قلمه  بصدق وامانة، وكما هو طبيب ماهر  هو كاتب جاد، خبير ببواطن الامور  وخوالج القلوب وشذرات الافكار  لدى ابناء شعبه الابرار في هذه الديار.



يعرف من أين تؤكل الكتف



خوضه في تشريح الجسد البشري  ومعرفة  المائتين وثمانية واربعين عضوا  في الجسد، خوّله كذلك  استنباط المشاعر، الاحاسيس، الهواجس، العواطف، الآلام والآمال، التطلعات  والحنين  وعدم النسيان . وذلك بلغة ادبية  صرفة سلسة  منسابة وكأني به  سيئ الظن بالقارئ  /على درب الجاحظ/ لذلك لجأ الى شكل مختلف النصوص  مع سبق الاصرار  وخاصة في الاشعار. انه ينقلنا الى اجواء عربيّتنا الفصحى   وهي يسر لا عسر، كما قال عميد الادب العربي. نتجول معه في رحلة ادبية  مشوقة  ممتعة، لنصل الى كبد الحقيقة ومعرفة ابطاله/ ابطالنا الرواة / مش خبط لزق/ وكما يخفف آلام المرضى، يخفف وقع الصاعقة علينا  بمقدمة صغيرة لكل بطل  ثم يطرق الباب كي يسمع الجواب.

اذا اردت ان تتعرف على جدّه:  يوسف تركي، اطرق باب سَفَرْ بَرْلِك ص14 ، واذا اردت الدفاع عن الحزب فاطرق باب: متطاول على الشيوعية  ص 19.عن الناصرة وسقوطها اطرق باب: لأجل حرية فلسطين  ص27  وهو يتعاطى بالرموز  او بلغة /الشيفرا/ على النحو التالي:   ان نسيتك  /هي حيفا.  من مفكرة شيوعي  هي ام الفحم. ام الزينات هي ابراهيم فحماوي. عن جمال موسى ابحث في باب / كيف وأين كتبت.  اسطفان خوري /قُرميّة الحزب. صالح تيتي /وبدزنهم لا اكون شيئا.  يعقوب الياس/شيوعي منذ اعتقالي. حسين مباركي/هذا الوطن. بطرس سمعان /عيدي يوم عودتي. اوديت نمر/بالفعل كنّا الطليعة. بنيامين غونين/ اسعد الله صباحك. احمد شحادة/الهادية. حبيب الحاج/اولادي واحفادي. حنا شحادة/ كلنا طائفة واحدة.صالح عبد الرحمن /عاد الى يافا.عبد عابدي/فنان تشكيلي.محمد ابو اصبع/لان الشيوعية. موسى ناصيف/الكون مقسم. وديع خوري/ جمعية الكومونست. عباس زين الدين/ قُوتُهم في تفرقنا. داوود تركي//وداعا صقر فلسطين/اشتقتلك/ في عيد ميلادك. فؤاد خوري /ويخرج رجل صالح.  ادوار الياس/في ذكرى عزيز. علي خمرة /اراد ان يموت.علي عاشور/الرفيق. محمود طه/رفيقنا. ام ابراهيم/حيفا وفيّة. احمد سعد /والطيبون على.

 // استنفار الشعر

 الكاتب الرفيق الصديق  ذوّاق توّاق / عشاق/ لشعرنا الفلسطيني خاصة  وللعربي عامة، ربما تأثر جدا بعمه الشاعر الراحل//ابو عايدة // نوده مرفوعا دائما/ بطل المساجلات  والسجالات الشعرية منذ نعومة اظفاره. من بين شعراء فلسطين  الذين استنفرهم  كمتطوّعين للمعركة  وكانوا على اهبة الاستعداد:

عبد الرحيم محمود  ص31:

سأحمل روحي على راحتي       والقي بها في مهاوي الردى

فامّا حياة تسر الصديق             واما ممات يغيظ العدى

ونفس الشريف لها غايتان           ورود المنايا ونيل المنى

توفيق زياد  ص37     :  اي ام اورثتكم  يا ترى          نصف القتال،  اي ام اورثتكم  ضفة الاردن ،  سيناء    وهاتيك الجبال، ان من يسلب حقا بالقتال   كيف يحمي حقه يوما      اذا الميزان مال.

                         

محمود درويش ص 39:

 يا دامي العينين والكفين    ان الليل زائل  

 لا غرفة التوقيف باقية  ولا زرد السلاسل 

نيرون مات ولم تمت روما  بعينيها تقاتل

وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل.

نوح ابراهيم ص 96  :

  تْعيش المرأة العربية  اسلام ومسيحية         باعت لي اساورها  واشترت بندقية

فتاة تشيد بمحامي الارض والعرض/ابو طوني/   حنا نقارة:

يا محامينا      الحمرا والزرقا  ع صرامينا

يا بو خضر تعال ودينا        من كل الحكومة ماني مهموما

داوود تركي  ص 105   :

فشل الطريقة ليس يلغي مبدأ        يسمو به ويفاخر الاخيار

لكنه درس توجب علمه            لمناضل قد همّه استمرار

ابو سلمى  ص 124:

يا من يعزّون الحمى        ثوروا على الظلم المبيد

بل حرروه من الملوك     وحرروه من العبيد

هتاف شعبي ص 130:  

شعبنا شعب حي    دمنا ما بيصير مي !

 الكاتب الطبيب كما هو في طاقم طبي  لاجراء عمليّة جراحيّة  لكلّ منهم دوره، كذلك هو في معالجة القضية الفلسطينية   يستنفر شعراء العالم العربي  ليأخذ كل منهم دوره  في اخراج هذا المريض  سالما من غرفة العمليات.

الشاعر المصري احمد فؤاد نجم ص 23:

اذا الشمس غرقت في بحر الغمام      ومدت على الدنيا موجة ظلام

ومات البصر في العيون والبصاير   وغاب الطريق في الخطوط والدواير

يا ساير يا داير يا بو المفهومية       مفيش لك دليل غير عيون الكلام

وليم نصار  فلسطيني يافاوي لبناني، قال باللهجة اللبنانية ص 25:

ما بين عكا وحيفا يمّي    كتبتلِكْ اشواقي   بترابات فلسطين يمّي  انا ورفاقي

ونحنا شفنا العذاب يمّي وذقنا حلاوتو     ويلي ينسى (جمّول) يمّي يعدم حياتو

 (جمّول  جبهة مقاومة لبنانية).

 عمر ابو ريشة ص 105 :  

                          نحن من ضعف بيننا        قوة لم تكن للمارد الملتهب

                         كم لنا من ميسلون نفضت عن جناحيها    غبار التعب

                         كم نبت اسيافنا في ملعب      وكبت اجيادنا في ملعب

                           من نضال عاثر مصطخب     لنضال عاثر مصطخب 

                        شرف الوثبة ان ترضي العلى   غلب الواثب ام لم يغلب

الاخطل الصغير  ص 107 :  

                                يا ربي لا تتركي وردا  ولا تبقي اقاحا

                                   مشت الشام الى لبنان شوقا والتياحا

                                   فافرشي الطرق قلوبا  وثغورا وصداحا

                              غرة من عبد شمس   تملأ الليل صباحا

المتنبي  ص 165 :

ورد اذا ورد البحيرة شاربا       ورد الفرات زئيره والنيلا

سعيد عقل  ص 198:

   شام يا ذا السيف لم يغب         يا كلام المجد في الكتب

         قبلك التاريخ في ظلم         بعدك استوى على الشهب

وعودة لفيروز  في الحديث عن /ابو عايدة/ المولع بالشام /ليس وحده كما يقول المؤلف ص 249:

     سائليني حين عطّرت السلام     كيف غار الورد واعتل الخزام

  وانا لو رحت استرضي الشذا    لانثنى لبنان عطرا يا شام

 // رموز  الحركة الوطنية

مهما تطاول المتطاولون  وذرّوا الرماد في العيون، وحاولوا امتطاء خيول  القومجية / الوطنجية / المزايدات /المبالغات. فهذا لن يغير من الواقع شيئا  ويبقى الرفاق والاصدقاء الذين ضحوا بالكثير وبدلوا الغالي بالرخيص، كي يحافظوا على الوجود في ارض الجدود، فهم حجارة الوادي  ولا يبقى سواهم  صابرين متحدين  /عيون تلاطم المخارز/

**فاما الزبد فيذهب جفاء  واما ما ينفع الناس  فيمكث في الارض ** صدق الله العظيم /الرعد/

قائمة هؤلاء طويلة عريضة تطول وتطول، منذ تأسيس الحزب  قبل تسعين عاما وحتى يومنا هذا،  هؤلاء هم حماة الديار  شاء من شاء /واللي مش عاجبو يشرب من بحر غزة  على طريقة المرحوم /ابوعمار/.

في باب: كلنا طائفة واحدة  ص165  حين يروي المؤلف قصة حنا حبيب شحادة  المغاري / آل داوود اصلهم مغارية اصايل// وشاءت الظروف الاقتصادية ان ينتقلوا الى حيفا قبل عدة عقود خلت، يعرج الكاتب على معركة حطين /1187م   بين جيش صلاح الدين  وجيوش الفرنجة، وهو يتجنب استعمال كلمة /الصليبيين وبحق/  يقول  ص 167:

كانت القرية الوادعة  تعيش حياة هادئة  بانسجام وتجانس تام  بمسلميها  ومسيحييها  ودروزها ، حيث كان المسلمون والمسيحيون يسكنون في حارة واحدة  والدروز في حارتين  الغربية والشرقية، وكان اهل القرية يتزاورون دائما في الافراح والاتراح  وخصوصا في الاعياد، حيث كان  التعصب الطائفي  والديني غريبا  ومنبوذا  من قبل الاهل، وكانت صفة الخلافات عائلية او حمائلية….. ويمضي على لسان حنّا   حين حضرت قوات (الهجناه)  للقرية لاحتلالها نادوا على اهلها  خاصة الرجال،  بترك بيوتهم  والتجمهر في ساحة المدرسة، وجلس الرجال كتلة واحدة  متجانسة  لا تستطيع ان تفرق بينهم من اي حارة هذا، واي ديانة ذاك، وحين صاح القائد العسكري  بالرجال ان يتفرقوا  بحسب انتمائهم الطائفي،  بعد ان اراد ارسال عدد منهم لجلب المياه،  لينصب لهم كمينا  لقتلهم لارهاب اهل القرية،  واذا بشاب يافع اسمر  البشرة مرفوع الهامة، واسمه: حسين وحش  عرايدي من حارة الدروز، يتصدى للقائد المحتل  بقوله **لا توجد في قريتنا طوائف   نحن جميعا طائفة واحدة   اما ان نبقى جميعا  واما ان نرحل جميعا.  وصمت القائد الصهيوني  وعاد المعتقلون الى بيوتهم. كما يحدثنا الكاتب عن شهامة الثائر اللبناني / فؤاد علامة / الملقب  ب /الشقي الشريف/ (يقشّط) من الاغنياء  ويوزع على الفقراء   يحترم حرمة النساء/تماما كالشعراء الصعاليك/ عروة بن الورد واخوانه.

ثم عودة الى الوراء  ص 147 في باب: ابراهيم فحماوي  وام الزينات   يقول الراوي ….في سجن شطة  كان هناك سجّانون  من بني معروف  وقلة من اليهود ايضا ، كانوا ينادونني ليلا للاجتماع مع الرفيق نعيم،  نشرب القهوة  ونتسامر، حتى انّ السجانين قالوا لنا  مرة : عيب علينا نحمل هذه المفاتيح  ونسكر عليكو . وحين اخبروني مرة بمعركة الكرامة  حزنت، فقال لي السّجان: انا كمان زعلان ، بس ولا يهمك  صامدين، ومرات عديدة  اوصلوا رسائلي  سرا  الى اهلي والى رفاقي.هذا وقد حدثنا الدكتور كذلك  ص 43 عن الشيخ المرحوم ابو مالك حسين صلالحة  والشيخ عبد الله ابو عبسة /بيت جن  ن. ن / في استقبال المهجرين  اللاجئين  والمنفيين.

في باب قرمية الحزب /اسطفان خوري /ص 76 من بلدة الدامون   يقول الكاتب  ص84: لا اقدر ان انهي مقالتي هذه دون ان  اتطرق  الى يوم الارض الاول واسهام  ابي يوسف /اسطفان/ في هذا اليوم  حيث كان يعمل في  كيبوتس /ساعر/ مع زميله يوسف سويد من قرية البقيعة /ابو علي/  حيث كانوا ينادون الاول  ممثل *راكاح/  والثاني ممثل منظمة التحرير.

كيف للكاتب ان ينسى الحديث  عن الشهم الوطني اللبناني الفلسطيني /عباس زين الدين / ابو عصام/ ثباته وصموده   في قوت الفلاحين  والرحيل من  (صفد البطيخ) اللبنانية الى الناصرة  والاستقرار في حيفا ، ولا ينسى كذلك  موسى ناصيف  ابن بلدة عين ابل  الذي صمّم على البقاء في فلسطين.

 

مقتطفات متفرقة



حبذا لو اشرنا الى بعض المقتطفات   اللمع الشذرات والزفرات، وهي مقالات في جمل قصيرة: من بستان  الالمانية/ الحليصة /حي عباس / وادي النسناس……..وقبة عباس

*وما ضر الوردة  وما عليها      اذا المزكوم لم يطعم شذاها.

*ص 79: عميل الحاكم العسكري اذا ضرب ضربتين بعكازه  فهذه اشارة للحاكم  ان الداخل متعاطف  مع الثوار. ضربة واحدة، الداخل غير متعاطف. يُسجل للاحصاء.

*اللي بدو يوكل حمير العرب  بدو يزازي تحت القرب /الزير ص 141.

*عن الرفاق ص156: رفاق اذا ائتمنوا  اخلصوا وحفظوا  واذا وعدوا وفوا  واذا حدثوا صدقوا.

* الملك عبد الله الاول ص 188: كل الطيبات لله  الا طيبة بني صعب !.

*داوود تركي ص 235 : 

 الا يا آسري اني فخور             بشعب العرب  اكليل وصيل

   ايه دمشق يقضني ومحبتي        بُعد يعذّب  شوقا والتياحا

*وصية سلطان باشا الاطرش ص 236: ان الايمان اقوى من كل سلاح، وان كأس الحنظل بالعز  اشهى من ماء الحياة بالذّل.

* المتنبي:

   اذا غامرت في شرف مروم                      فلا تقنع بما دون النجوم

        فطعم الموت في امر حقير            كطعم الموت في امر عظيم

/سميح القاسم  ص224: اقترح اقامة هيئة للدفاع عن المقدسات الاسلامية /عام 1974

.

*شاعر:

  شباب قُنع لا خير فيهم       وبورك في الشباب الطامحينا

*في معرض الحديث عن حسين مباركي /التل /النهر/ قال لاجئ : براغيث التّل  ولا اوتيلات بيروت ص 108

 

 مسك الختام قبل السلام



يطيب لنا جدا ان نواصل جولتنا مع الطبيب الكاتب وما به من عبق وشذا الماضي، المعاند لسياسة القمع والقهر والتطهير العرقي، مصحوبا بأمل المستقبل  رغم اوكار العنصرية  والافاعي الرقطاء التي تتربص لنا في وطننا هذا. لعل كلماته وكلمات ابطاله تسمع من به صمم  في بلاد تشترى بها الذمم والبعض في خانة /سمعان مش سامع/.

هذا الكتاب مع لوحاته الست والثلاثين  لعلها تذكرنا بثورة ال 36، هو شاهد عيان/شاهد شاف كل حاجة/ مع الاعتذار للفنان عادل امام  في ارض الكنانة التي انطلقت منها اول اسهم توحيدية، كما  يقول المرحوم كمال جنلاط. المؤلف  وعمّه /ابوعايدة /يعيداننا الى امجاد سوريا الكبرى /جزيرة الشام، امّ الدنيا وفردوسها،.كأني بالمؤلف يقتدي بالكاتب اللبناني مارون عبود القائل:     

    عشت يا ولدي  ويا خير صبي      ولدته امه في رجبي

   لم تلده مسلما او مسيحيا             ولكن ولدته عربي

 كما يعيدنا الى حكايات سلام الراسي /ابو علي/ابن بلدة ابل السقي  في الجنوب اللبناني.

اسلوب اخينا الكاتب الطبيب  يذكرنا باسلوب  جاره الكاتب سلمان ناطور /وما نسينا/  ومرجع د. وليد الخالدي / لكي لا ننسى/  وكتابة المربي جميل عرفات/ المشهداوي/   والدكتورين  المصطفيين : عباسي وكبها  ودكتور نمر سرحان.

انه اسلوب عربي سليم من السهل الممتنع كما قالوا عن عكا التي لا تخشى هدير البحر  وقاهرة نابليون، مهارته الادبية كالطّبية ،  سرد تاريخي عقلاني / مش عليهم شوفوني يا ناس/ تعابير دقيقة مفهومة، عبارات سلسة  مهضومة، له قُبّعتان: طبّية واخرى ادبيّة، اننا نشد على يديه المعطاءتين  الكريمتين السخيتين ، والى المزيد من العطاء  والساحة الادبية التوثيقية  التسجيلية، لا تقل اهمية عن الساحة الطبية الانسانية ، المشرط والقلم ، السّماعة والمحبرة ، والجلباب  هو الجلباب، والاخلاق هي الاخلاق   تنبت كالنبات  الطيب   ودمت طبيبا، وكاتبنا شهما  لاسرتك المقلّصة /آل تركي/  وحلقة وخلايا حيفا عروس الكرمل الاشم ،  وحلقة الرفاق/ ات، وحلقة ابناء شعبك الفلسطيني القابض على وطنه كالقابض على الجمر في الداخل والشتات، حتى يتم جمع الشمل معا، والى كتاب آخر لك في هذا المضمار  واليك منا السلام يا ابن الكرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *