تجاوز عدد قتلى حوادث الطرق عددهم في العام الماضي!

مراسل حيفا نت | 01/12/2010

لم تنته سنة 2010 بعد، وقد قتل حتى اليوم 351 شخصا على طرقات البلاد. وكنوع من المقارنة، نقول لكم أنه خلال عام 2009 كاملا، قتل 348 شخصاً. أما في الوسط العربي، فقد قتل حتى الآن، منذ بداية 2010 نحو 133 شخصا، مقابل 126 خلال العام 2009 كاملا.
"لقد تجاوزنا منذ زمن طويل، الحد الأقصى لعدد قتلى حوادث الطرق الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية نصب عينيها من خلال الخطة الوطنية لمواجهة حوادث الطرق (تخفيض بنسبة 6% عن العام السابق). وللأسف، فإننا نلاحظ اللامبالاة التي يتميز بها وزير المواصلات والأمان على الطرق، والتي تتجسد بالتقليص المستمر لميزانيات محاربة حوادث الطرق. فهذا الأمر يضر بالتوجه نحو تقليل عدد قتلى حوادث الطرق، والذي كان سائدا خلال العقد الأخير". هذا ما قاله "شموئيل أبوأف"، مدير عام جمعية "أور يروك" المرورية، تعقيبا على الموضوع. 
وكان الاتحاد الأوروبي، قد نشر مؤخرا، خطته التي تشتمل على أرقام وتحديد أهداف عدد القتلى بحوادث الطرق خلال الفترة من 2011-2020. ففي عام 2009، قتل نحو 35000 شخص على طرقات دول الاتحاد، بالإضافة لإصابة ما لا يقل عن مليون ونصف المليون شخص، وقد كلفت هذه الحوادث الاتحاد حوالي 130 مليار "يورو".
ويبذل الاتحاد الأوروبي الكثير من الجهود من أجل مواجهة هذه الآفة. وتتجسد هذه الجهود بتحديد أهداف رقمية، واضحة وطموحة، من أجل تخفيض عدد قتلى حوادث الطرق في دول الاتحاد بنسبة لا تقل عن 50% خلال العقد القريب.

بالمقابل، فإننا نلاحظ وجود نوع من الإهمال لهذا الموضوع في إسرائيل، فلم يقم وزير المواصلات بتحديد أهدافه وأهداف حكومته بكل ما يتعلق بمحاربة ظاهرة حوادث الطرق، الآخذة بالتفاقم.
ومن فحص سريع لأداء دول منظمة الـ OECD في مجال الأمان على الطرق، يتبين أن وضع الأهداف الواضحة والرقمية، يرتبط ارتباطا مباشرا بتقليل عدد قتلى حوادث الطرق بمعدل 4% تقريبا سنويا، مقارنة بالدول التي لم تعمل على تحديد أهدافها بهذا المجال.
وكانت خطة "شاينين"، التي تبنتها الحكومة الإسرائيلية واعتبرتها خطتها الوطنية لمحاربة حوادث الطرق، قد طمحت عام 2005 لتقليل عدد قتلى حوادث الطرق إلى ما دون الـ 360 قتيلا حتى العام 2010. وبكلمات أخرى، انخفاض بنسبة 30% خلال خمس سنوات، وللوصول إلى أقل من 300 قتيل عام 2015.
وقد أضاف "شموئيل أبوأف" قائلا: "بالرغم من المعطيات الواضحة التي أمامنا، فإن موقف وزير المواصلات لم يتغير! وهو ما ظهر من خلال إجابته على سؤال طرحه عليه عضو الكنيست "نيتسان هوروفيتس" قائلا بأنه لا يجب تحديد أهداف رقمية وواضحة من أجل تقليل عدد قتلى حوادث الطرق.
عدم تنفيذ الخطط طويلة الأمد الهادفة لتقليل عدد قتلى حوادث الطرق، لا زال يجبي منا ثمنا باهظا، وهذا الثمن سيزداد يوما بعد يوم. يجب على إسرائيل، وباستطاعتها، أن تجاري الدول المتقدمة، وعليها أن تضع محاربة حوادث الطرق على رأس سلم أولوياتها بشكل عاجل".
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *