رام الله – لا تشاطر سيما الخواجة ابنة الـ(11 عاما) عائلتها وأستاذها بأنها تمتلك موهبة موسيقية مميزة، وربما غير عادية، وأنها ستقتنع بذلك فقط إذا ما شابهت بيتهوفن أو غيره من العظماء.
‘سأقتنع بموهبتي فقط عندما أقدم شيئا مميزا يشار لفلسطين من خلاله’، هذا ما قالته سيما.
موهبة سيما المتفجرة لم تلحظها والدتها روضة مشعل، واكتشفت بالصدفة، في دورة المواهب التي نظمها المعهد الوطني للموسيقى في شهر تموز/أب الماضي.
منذ اليوم الأول لانتظام سيما في الدورة، حملت آلة الكمان التي تعشق صوتها وعزفت، ما أذهل أستاذها محمد فاضل، والذي وصف موهبتها بالمركبة.
‘سيما طفلة موهوبة وذكية جدا، وتستطيع التعبير عن موهبتها وذكاءها معا، واستخدامهما في أشياء كثيرة’ يقول فاضل، ويضيف ‘سيما قلدت العزف فورا، بعد أول درس لها عزفت، راقبت حركة القوس وقلدته، وتم ضمها إلى مجموعة من طلاب المعهد الوطني للمشاركة في فعالية طلابية في ألمانيا، وبالفعل تمكنت من تعلم المنهاج في زمن قياسي، فغيرها من الأطفال يحتاج إلى أضعاف مضاعفة لهذا الوقت لتعلم ما تعلمته’.
وتلقت سيما دروسها الموسيقية على البيانو، و لم تحبه كثيرا، لأنها تعشق صوت الكمان (كانت تستمع لإلحانه من صديق والدها، وعشقته)، ويحرك فيها الكثير من المشاعر والأحاسيس، وهي ولا تجد مشكلة في حركة القوس، بقدر الصعوبة التي تجدها في حركة الأصابع.
وتفسر سيما كيف عزفت على الكمان من الدرس الأول، لأن الدرس الأول لا يكون بحركة الأصابع، ولم تفاجأ كما تفاجأ غيرها بعزفها من الدرس الأول، لأنها كانت تراقب حركة الأطفال معها، كما كانت تراقب حركة العازفين على الكمان في التلفزيون، وكانت تقوم بعملية العزف في الهواء، تتخيل نفسها تمسك آلة وتعزف، وتحرك القوس مثلهم، وهي لا تجد صعوبة في العزف حسب النوتا الموسيقية لأنها سهلة، وتعلمتها بسرعة.
وتضيف: حاولت عزف ألحان أحبها ولكن ذلك صعب، لأننا نتعلم كمان غربي، وأتمنى تعلم الشرقي، وهي لا تفضل الموسيقى الصاخبة، ولا تعشق الموسيقى الكلاسيكية كما تقول.
وموهبة سيما امتدت للتلحين ‘ أقوم بتأليف ألحان أشعر بها، وأنساها بعد ذلك، وأحيانا أقوم بكتابة ‘النوتا’ الخاصة باللحن، ولكن لا احتفظ بها’ ( ربما لأنها لا ترضيها).
وسيما ‘ربما كبتهوفن’ تضحك بطريقة طفولية شقية، وتقول ‘عندما أكون سعيدة لا يكون عزفي جميلا، وفي حالة الغضب والانفعال يكون حزينا ولا أحبه كثيرا، وأجمله عندما تكون حالتي عادية’.
ولا تشعر سيما بالملل مع آلتها حتى لو قضت معها عشر ساعات، حتى أن والدتها تقوم بتفقدها، وإخراجها من الحالة التي تعيشها في أيام الإجازات، لكنها لا تستطيع تخصيص أكثر من ساعة يوميا للتدريب في أيام الدوام المدرسي.
وسيما تحمل صوتا جميلا كما تقول والدتها روضة، ولكنها تفضل الموسيقى على الغناء، وهي عضو في جوقة مدرسة اللوثري.
وتضيف: بصورة عامة هي مبدعة وذكية في الكثير من المجالات، وأعاملها كناضجة، وربما الظرف العائلية أنضجتها ( انفصال الأم والأب) على الرغم من أنها على اتصال دائم بوالدها ويساهم برعاية موهبتها.
وما زالت والدتها تعبر عن ذهولها من هذه الموهبة، والتي تحتاج للعناية والرعاية، وتؤكد عدم وجود مواهب مماثلة داخل العائلة، إلا أنها كانت ومن وقت مبكر تشارك والدتها في الاستماع إلى الأغاني الكلاسيكية، لعبد الحليم وأم كلثوم والتي تصفها سيما بأنها ‘بتزهق’ وتفضل فيروز كثيرا .
ويؤكد فاضل أن موهبة سيما تحتاج لعناية خاصة جدا، وستكون طاقة موسيقية حقيقية إذا ما أعطيت فرصة مناسبة، ووضعت على المسار الصحيح، موضحا أن المعهد الوطني للموسيقى أعطاها منحة، لكنها لا تغطي كافة قسطها، ونبحث هذا الموضوع في المعهد ،ولكن اللجنة الإدارية للمعهد في جامعة بير زيت لها طابع إداري، ولا تتعامل مع القضايا الفنية.
ويشير الى عدم تبني سيما حتى اللحظة من أي جهة دولية، ولكن أثناء مشاركتها في فعالية ألمانيا لفتت نظر معلمة ألمانية طلبت العناية بها، ولكن بعد مرحلة معينة وضمن أوقات محددة، وما زالت على اتصال بها.





