ضابط الإيقاع أبو الخوري ذو الطبلة الحمراء بصمة فنية ومدرسة ايقاعية

مراسل حيفا نت | 21/11/2010

الدُربكة او الطبلة هي إحدى الآلات الإيقاعية المنتشرة في البلدان العربية و تركيا، وهي آلة قديمة عرفها البابليون و السومريون منذ عام 1100 قبل الميلاد. حيث يصنع جسم الدربكة أو الطبلة من الخزف أو الخشب و يشد على الطرف العريض منها سطح جلدي أو بلاستيكي. ويمسك عازف الدربكة أو الطبلة تحت ذراعه و ينقر على سطحها بكلتا يديه ويتم النقرُ على وسط السطح أو على طرفه لإنتاج الصوتين المختلفين المستخدمين في الإيقاع دم تك. ويطلق على عازف الدربكة أو الطبلة ضابط ايقاع أو الطبّال. فهذه الآلة الموسيقية تضبط الإيقاعات وتمنح الإمكانية لجميع العازفين، لان يسيروا وراءها بانضباط، وتعتمد على خفة اليدين والنقر.
 أعرف الكثيرين من ضبّاط الإيقاع في حيفا والمنطقة ولكن شدّني أحدهم للقائه حيث سمعت وشاهدت عزفه على الإيقاع في حفلات عديدة وسهرات رائعة أدهشت الجمهور وألهبته لخفة عزفه والإيقاعات المميزة الرائعة الراقصة وببصمته الفنية بتطويع هذه الآلة وجعلها في مقدمة الآلات الموسيقية.
 فرغم صغر سنه 36 عاما إلا أنه استطاع أن يحقق شهرة واسعة وأن يتميز بالعزف أو النقر باسلوب متميز. وجعل لهذه الآلة الموسيقية روحا تنبعث منها أجمل النغمات وأعذب النقرات. إنه الفنان عازف الطبلة أو الدربكة ضابط الإيقاع وسام خوري الذي يعرف باسم الشهرة أبو الخوري ابن حيفا.
يرافق الفنان وسام خوري طبلة حمراء اللون أو بالأحرى بوردو منذ عام 1995 ويعرف وسام خوري "عازف الطبلة الحمراء" هذه الطبلة أو الدربكة التي رقص على أنغامها آلاف الناس متمايلين على النغمات الإيقاعية. فقد اشتراها من مصري حيث تتميز بصوتها الرنان ونقراتها التي يحسن أبو الخوري اجادتها بعيدا عن التقليد والإيقاعات المألوفة فهو يبدع في النقر . 

 

 

 

 

 

لقد تصفحت صفحة الفيس بوك للفنان وسام خوري ومقاطع اليوتيوب التي يقوم معجبو ومشجعو النقّار البارع أبو الخوري بوضعها محبة واعجابا بهاتين اليدين اللتين جعلت الدربكة احساسا ونغمات يتفاعل معها الجسم. فأصبت بالدهشة من شدة اعجاب الناس لهذا العازف المميز والمتألق
فقد استطاع أن يكوّن أسلوبا فنيا ومدرسة في العزف على الإيقاع حتى أن العازفين الكبار خارج البلاد في تركيا، وغيرها معجبون ومندهشون من هذا العزف والعازف ابن بلادنا.
كان لنا هذا اللقاء الشيق مع ضابط الإيقاع وسام خوري وقد اكتشفت تواضعه، وغرامه وعشقه لهذه الآلة الموسيقية ومدى تمكنه من المعلومات حول هذه الآلة الإيقاعية. كما اكتشفت أن زوجته رانية تقدم له الدعم الكامل والتشجيع وأنه من عائلة موسيقية. وقد اكتشف أبو الخوري ابنه مارتين ابن ال 5 سنوات بأنه يميل الى العزف على الطبلة بجرأة وبإحساس. فنحن نقول بأن الفن بقي في بيت الفنانين وأن الفن هو ذوق واحساس.  
حدثنا كيف بدأت العزف على الطبلة ومن هو استاذك الأول ؟
بدأت منذ طفولتي أحب سماع الموسيقى وأصبح عندي ميول للموسيقى. وبعدما كبرت توجهت الى المرحوم والدي وطلبت منه تعلّم الموسيقى والعزف على الطبلة. فتعرفت على عازف الإيقاع استاذي الأول أسعد أبو حاطوم. الذي علمني أصول العزف وقدم لي الدعم رغم صغر سني.
 وبدأت الصعود الى المسرح خلال دراستي في مدرسة الأخوة والمتنبي حيث كان معلمو الموسيقى يشجعونني. فالأستاذ أسعد عازف ومعلم ايقاع معروف فأحببت شخصيته كعازف وانسان. فحتى اليوم أحترمه ويبقى أستاذي فهو معلمي الأول وأحبه وأحترمه لأنه احتضنني. فبدأت اشارك
 في حفلات خارج البلاد. كما شاركت في العزف مع غالبية المغنيين والمطربين المعروفين في الساحة الفنية.
 ما الذي حبّبك بالإيقاع الدربكة ولماذا اخترت هذه الآلة بالذات؟
ضابط الإيقاع يضبط الأغنية فصوت الآلة أحببته وقد أعجبني الدقّة في العزف. كما أن صوت هذه الآلة ورنتها سحراني وجعلاني أهيم في عالمهما.
 فاذا تعاملنا مع الدربكة بطريقة غير مهنية سوف تكون مزعجة، واذا تعاملنا معها بمهنية وبروح ايقاعية يمكن أن تسمع نغمات جميلة راقصة. أحببت هذه الآلة واحببت ان اطورها فالله أعطاني الموهبة وهذه الموهبة طورتها على مر السنين.
 ففي جيل صغير كنت اسافر للمشاركة في مهرجانات ومنذ تلك اللحظة كان الجميع من أهل واصدقاء يشجعونني ويقولون لي بأن لي مستقبل باهر في العزف على الدربكة.  وهذا ما جعلني أن أتطور وأطور واتفنن في العزف على الدربكة.
أنت تتعامل مع الدربكة بحنية ورقة وخفة يدين كيف استطعت ذلك؟
هذا نابع من احساس داخلي فحين أكون على المسرح أقرأ الناس وافهم وجوههم وردود فعلهم. فالفرق التي أعمل معها يكون ايقاعها مميز فأنا أقرأ الإيقاع، وأحدّد سرعة الأغنية وأضعها في اطار لا يحيد وفي السرعة المناسبة. حتى يرقص الناس عليها وهذا بحاجة الى خبرة وتجربة وتفاعل مع الجمهور. فأنا أحب أن أرى الناس يرقصون وهم فرحون وأن يتفاعلوا مع الإيقاع. وأحيانا أتفاجأ حين يقوم مجموعة من الشبان بحملي على أكتافهم حتى أقدم أجمل الإيقاعات الراقصة المميزة. 
هل درست الموسيقى؟
أنا أعلّم الموسيقى في مدرسة عبد الرحمن الحاج في الحليصة حيث أنهيت اللقب الأول في الموسيقى. وافكر بدراسة للقب الثاني وقد علمت في عدة مدارس وقدمت دروس خصوصية في الإيقاع.

ما الذي يميز عزفك على الدربكة؟
 لقد استطعت أن أضع بصمة ورفعت من شأن هذه الآلة الموسيقية الإيقاعيةن ويمكن العزف صولو وقد وضعتها في الواجهة والمقدمة. فأي آلة  موسيقية موجودة هامة. ولكن السؤال هل يمكن أن تكون الطبلة آلة ايقاعية مرافقة أم لها مكانتها وتزيد زخرفات للأغنية أو المعزوفة؟
الجواب بأنها آلة موسيقية مهمة وعليك أن تغنيها بذوقك واحساسك وروحك. ففي تركيا يغني العازف الجملة الإيقاعية ويقسمها حسب النغمة.
هل أمنيتك اقامة مدرسة لتعليم الإيقاع واصدار ديسك معزوفات على الإيقاع؟
أنا فكرت بالمشروع وهوتأسيس مدرسة ايقاعية واصدار ديسك معزوفات ايقاعية . وهذا المشروع يراودني منذ سنوات ولكن التقصير مني بسبب انشغالاتي، وأفكر اصدار الديسك في تركيا. فنحن ندخل على موسيقانا آلات وموسيقى تركية فهذه الموسيقى أعطت صبغة، وكوننا عربا نأخذ منهم الكثير. فهناك الكثير من الأصحاب يحثوني على اصدار ديسك فالكل يسأل الى متى وعليك البدء بالمشروع، نحن نريد ةنحب سماع ايقاعاتك الرنانة. 
ماذ يميز آلة الإيقاع عن غيرها؟
هي آلة راقصة ايقاعية فالطبّال دائما مسؤول عن الإيقاع فهي آلة سريعة
تستعمل كلتا يديك. وهي أسرع من أي آلة أخرى وبما أن نغماتها عالية يعطيك السرعة في التحكم وراقصة "بتلعلع". أنت تتقيد للمجموعة اذا كنت في حفلة عرس حسب التمرينات. أما إذا كنت تعزف مع فرقة كلاسيكية هناك تقيد بالنوتات والإيقاعات وهاذان عالمان مختلفان.
 فأنت مع الكلاسيكية ترافق الآلات الأخرى أما في العروض يمكن أن تبدع أكثرن فأنا أعزف تلقائيا في العزف المنفرد وهنا يبرز الإبداع. وعليك ان تخرج الروح والإبداع حسب احساسك اعتمادا على خفة اليدين والتناسق.
هل تعزف على آلات أخرى؟
 طبعا فأنا أعزف على الدرامز ولكن ليس مهنيا، كما أعزف على الأورغ كوسيلة ايضاح في المدرسة حيث يتمتع الأورغ بنغمات وايقاعات.
من هو عازفك المميز على الإيقاع محليا وعالميا؟
في العالم العربي كنت أستمع الى عازف مصري يعرف بسعيد الأرتيست كبير السن الذي عمل مع أشهر الفرق في العالم العربي. أما محليا الأستاذ أسعد أبو حاطوم وهناك عدة عازفين أحترمهم ولهم مستقبل فهم أصدقائي وكل عازف له مميزاته.كما أحب عزف زوهر بريسكو عازف موهوب ويمكن التعلم منه وباقي العازفين الزملاء مبدعين وأكن لهم الإحترام.  ولكن اليوم وصلنا الى وضع وصولك الى العالمية عبر الإنترنت والفيس بوك. فقد اصبحت ترى عازفين اتراك على مستوى عالي.

أين تعزف اليوم؟
أعزف ضمن فرقة "أحلام" بقيادة المطرب زهير فرنسيس وقدعملت سابقا مع المطرب وسام حبيب لمدة 10 سنوات.أما بالنسبة لهذه الفرقة فقد أحببت التغيير ولا يقتصر عملي مع زهير على الحفلات انما المهرجانات المحلية وفي خارج البلاد فقد أحضر أمهر العازفين وكون فرقة موسيقية راقية.
 فأنا أحب هذا المطرب الناجح والمميزلأنه  يفاجئنا دائما وقد أثبت نجاحه بالأغنية المحلية التي يرددها في الأعراس، وتسمع في الإذاعات ومواقع الإنترنت. فزهير مطرب ملتزم وجدي ومطرب قوي في الساحة  الغنائية والإدارية. فهذا العام الثاني الذي أعزف فيه مع فرقة أحلام وقد حققنا نجاحات واقبال منقطع النظير من الجمهور. فهو يفكر احياء حفلات خارج البلاد ومهرجانات وهو نفسه عنده نظرة للأمام فنحن نعمل معا وسنبقى في روح واحدة على طريق الفن.
الى أين تريد أن تصل في الإيقاع؟
أحب أن أصل الى شهرة عالمية رغم النجاح الذي حققته وعندي حلم وطموحات، فهناك ما يشدني الى الوصول الى العالمية. فأنا أرى عازفين أتراك ومن أوربا يريدون أن يروني فهم يستمعون ويشاهدون معزوفاتي عبر مواقع الإنترنت. أما بالنسبة للعالم العربي فقد تراجع في الإهتمام للموسيقى الشرقية وتمركز في الغناء الشرقي. ففي تركيا هناك برامج يستضيفون فيها المغنيين والعازفين ويلقون الضوء على مهاراتهم في العزف، وهناك برامج موسيقية وليس فقط غنائية.

 فأنا أنظر الى أوربا وتركيا وليس للعالم العربي فالطبلة دخلت على الموسيقى الغربية والسيمفونية. فكان بودي أن تقوم وسائل الإعلام المحلية أن تلقي الضوء على العازفين والفنانين لأن هناك نخبة تضاهي عازفين وفنانين في العالم العربي. وهنا اشكر صحيفة حيفا على فسحها المجال لي كعازف أن تقابلني وأن تستمر هذه المقابلات مع عازفين على آلات موسيقية أخرى. 
من يقف وراء نجاحك؟
حين كنت طفلا حصلت على الدعم من الأهل وبعد الزواج من زوجتي رانية التي تعبت معي وتحمل العبء وأقدّر تعبها. فزوجتي تدعمني ونتشاور وهذا مريح وطريقنا الى النجاح. فأنا من عائلة فنية فابنتي ماريان تتعلم البيانو في معهد روبين للموسيقى. كما أن د.تيسير الياس ابن عمتي والمرحوم أمين حداد ابن عمي وأختي نادرة صوتها جميل وعندي اولاد عم في اسبانيا يعزفون على التشيلو وآلات موسيقية أخرى.
ماذا عن ابنك مارتن هل يعزف كوالده على الطبلة؟
مارتين طفل موهوب وعنده أذن موسيقية رغم صغر سنه يتعلم في روضة القديسة حنة. ففي البيت يراني أتمرن على العزف وكما يبدو التقط الوزن بدون أن أعلّمه فهو يصطحب الطبلة الى الحضانة. وحين اكتشفت أنه ذو ميول للعزف بدات أعطيه جملة ايقاعية ويقوم بعزفها. وأتمنى أن يصبح عازفا مشهورا فالطبلة آلة موسيقية تجعلك تحبها وتعشقها.
فأنا من عائلة فنية فابنتي ماريان تتعلم البيانو في معهد روبين للموسيقى
كما أن د.تيسير الياس ابن عمتي وأمين حداد ابن عمي وأختي نادرة صوتها جميل وعندي اولاد عم في اسبانيا عازفين على التشيلو.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *