بكاء الرجال هكذا سيكون اسم الحرب القادمة على غزة

مراسل حيفا نت | 02/11/2010

بقلم : د . سمير محمود قديح – باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية
مازالت مشاهد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ، راسخة في ذاكرة الفلسطينيين رغم مرور ما يقارب عام عليها ، تلك الحرب التي أحدثت دماراً شاملاً وكأن زلزالا ضرب القطاع . فالبيوت الفلسطينية أصبحت إما مدمرة بالكامل أو صامدة ترفض السقوط ولكنها بأية حال لا تصلح للسكن ، والأراضي الزراعية أصبحت أكوماً من التراب لا يعرف أصحابها حدودها .
فمنذ أن انتهت الحرب الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة  لوّحت اسرائيل بحرب جديدة على القطاع لاجتثاث ما أسمته ‘ العمليات التخريبية ‘. و تقصد بها إطلاق الصواريخ من القطاع على بلدة سيدروت و غيرها من البلدات المحاذية للقطاع من الفلسطينيين ما يقول أن العملية القادمة سوف يطلق عليها الاحتلال اسم ‘ عملية بكاء الرجال ‘ و منهم من يقول أسماء أخرى ، و كل هذه الأسماء إن دلت فإنها تدل على مدى شدة هذه الحرب القادمة ، المحللون السياسيون و العسكريون و الإستراتيجيون يرون أن هذه الحرب قادمة لا محالة ، و يبررون ذلك بأن هناك معطيات لها، و أول هذه المعطيات هي التصريحات الأخيرة لمسئولين سياسيين و عسكريين من دولة الاحتلال ، و التي أكدوا فيها وجود أسلحة تصل إلى مسافة طويلة داخل إسرائيل ، ووجود مضادات للطائرات ولا يستطيع الطيران الاسرائيلي بسببها من التحليق في سماء قطاع غزة و التي أيضا تخللها تهديدات بحرب جديدة على القطاع .

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي صرح منذ عدة اشهر بأن الحرب على قطاع غزة سوف تكون في فصل الشتاء الحالي ، و مسؤول إسرائيلي آخر يصرح بأن الحرب القادمة سوف تكون في نفس الميعاد الذي نفذت به الحرب الأخيرة على قطاع غزة وان هذه الحرب سوف تكون قصيرة جدا .
أما أليكس فيشمان، محرر الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية يقول أنه "يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستأنف بحجم واسع في أثناء (كانون الثاني يناير) القادم، مع ختام سنتين على حملة "رصاص مصبوب" .  ولفت فيشمان المقرب من دوائر صنع القرار في المؤسسة الحربية الإسرائيلية- إلى أن العد التنازلي للحرب المقبلة على غزة قد بدأت بالفعل. وقال فيشمان أن حركة "حماس" أجرت تجربة أولى على صاروخ بعيد المدى أطلق من شاطىء غزة نحو البحر، موضحاً "أن "حماس" بذلت كل جهد مستطاع لإخفاء هذا الإطلاق عن العيون الإسرائيلية"، على حد إدعائه.
ورأى فيشمان أن تجربة "حماس" المشار لها تأتي ضمن تطبيقها أحد الدروس المركزية من الحرب التي شهدتها غزة ، حيث قال:" إن قادة المنظمة توصلوا إلى الاستنتاج بأنه طالما لا تكون في أيديهم صواريخ تهدد "تل أبيب" فليس لديهم أي ورقة حقيقة تؤثر على الرأي العام في إسرائيل وتردع بشكل حقيقي الحكومة والجيش الإسرائيلي".
وعاد هذا الصحافي ليؤكد حديثه عن احتمال نشوب حرب في غزة حيث قال:" الشهر القادم، كفيلٌ بأن يكون الموعد الذي منه فصاعداً قد تنشب مواجهة". وقد نشرت في تل أبيب، تقديرات جديدة تقول إن حربا ستقع في الشرق الأوسط وأن هذه الحرب باتت حتمية، بغض النظر عن الموضوع الإيراني. وأنها قد تقتصر على هجوم إسرائيلي على حزب الله في الجنوب اللبناني أو حماس في قطاع غزة أو كليهما معا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *