: ما هي الخدمة المدنية؟
الخدمة المدنية في دول العالم المختلفة هي بديل للـ"خدمة العسكرية" حيث يخدم الشباب في المؤسسات المدنية كالمستشفيات والمراكز الجماهيرية والمدارس والمكتبات الخ. ويحصلون بعدها على هبات من يخدم في "الجبهة الداخلية"، ومن يخدم بها بشكل عام هم النساء أو من لم يستطع الذهاب إلى الخدمة العسكرية. ولكن رغم هذا البُعد المدني في العالم – بخلاف دولة إسرائيل التي بدأ فيها المشروع من وزارة الأمن- فإنه كثيرا ما تجند المتطوعون للمجهود الحربي كما في أمريكا أبان الحرب العالمية الثانية.
2: هل هناك قانون يفرض الخدمة المدنية؟
قانون "الخدمة القومية" سُن في العام 53 ولكنه ليس إجباريا، والسبب في عدم جعله إجباريا هو أن "الحريديم" يرفضون ذلك، والمؤسسة غير جاهزة اقتصاديا لفرض هذا القانون المكلف لها أيضا.

3: ما هو دور لجنة مناهضة الخدمة المدنية في توعية الشبيبة وطلاب المدارس في عدم التوجه الى الخدمة المدنية وكيف يتم اقناعهم؟
لقد بذلت لجنة مناهضة "الخدمة" جهودا استثنائية لتوعية الشباب العرب ضد "الخدمة المدنية" وذلك لأكثر من سبب منها:
أن الخدمة أمر مركّب وليس مباشرا كالخدمة العسكرية لهذا فالأمر يستوجب التوعية، والثاني لأن المؤسسة أرادت كسرنا في هذا الجانب فخلقت تحديا وكأن رأي القيادة في جهة والجمهور في جهة أُخرى وأنها ستنجح في الإيقاع بالشباب العرب، وطبعا هي اليوم تنازلت عن هذه الأقوال.
اللجنة قامت بتقديم أكثر من ثلاثة آلاف محاضرة في كل قرية ومدينة عربية بلا استثناء عدا عن المؤسسات الإسرائيلية العامة، وقمنا بحملات إعلامية واضحة، ولكن مما لا شك فيه هو ان المحاضرات داخل المدارس كان لها الأثر الحاسم، لا سيّما أن المحاضر يذهب هو إلى كل الطلاب المسيّسين وغير المسيّسين على السواء ولا ينتظر في ناديه الحزبي حتى يأتي إليه الشباب، والشباب الذين يؤمون النوادي الحزبية هم في الغالب من المسيّسين والمهتمين أصلا.
لقد زرنا في كل سنة نحو 70 مدرسة ثانوية ابتدءا من العام 2005 وحتى اليوم. والمحاضرات تُقدّم في الصفوف من أجل إفساح المجال للنقاش والأسئلة والتركيز، وهنالك مدارس التي تضم أكثر 25 صفا في الحوادي عشر والثواني عشر مما اضطرنا الى تقديم ست محاضرات يوميا لمدة خمسة أو ستة أيام في المدرسة الواحدة.
الغالبية الساحقة يقتنعون بعد إبراز الأدلة الدامغة عن ارتباط "الخدمة المدنية" بوزارة "الأمن" ومفاهيم "الأمن" وذلك بعد عرض بعض المستندات، وما تبقى من الطلاب يقتنعون خلال النقاش والأسئلة بعد المحاضرة، وكثيرا ما كانت بعض الفتيات يتوجهن لنا بعد المحاضرة خجلات بأنهن سجلن للـ"خدمة المدنية" ولكنهن سيسحبن التسجيل فورا. وأذكر أن أحد المعلمين في ثانوية دير الأسد قدم للطلاب نموذجا كانت النتيجة فيه أن أكثر قليلا من الـ50% يؤيدون الخدمة المدنية، وبعد المحاضرة كانت النتيجة أن 99% تحولوا الى ضد. وصبية واحدة بقيت مؤيدة من 200 طالب وتبين أنها تؤيد الخدمة العسكرية ايضا! وبعدها جلسنا معها مطولا حتى اقنعناها بخطأ تفكيرها.
4: لجنة مراقب الدولة حسب البحث أو الإحصاء الأخير يظهر بأن هناك
.jpg)
ارتفاع في نسبة المنتسبين الى الخدمة المدنية بـ600% ما رأيكم؟
قبل أسبوع تبين أن 80% من الشباب العربي يرفضون "الخدمة المدنية" وذلك وفق استطلاع "مركز يافا للاستطلاعات" بطلب من جمعية "نساء ضد العنف" فأرادت مديرية "الخدمة المدنية" استباق ذلك فأصدرت بيانا إعلاميا مضادا، ولكن الحقيقة أن هذا التصرف أكد لي مدى المأزق الذي أصاب مديرية "الخدمة المدنية" لا سيما أنهم تحدثوا بداية عن تجنيد كل الشباب العرب واليوم "يزهون" بتجنيد أقل من 1% من الشباب، كما أن اللعب المنفوخ بالأرقام يُظهر هذا الضعف والفشل، فـ600% يعني الزيادة من 50 خادما في العام 2004 إلى 300!! وحسب المعلومات الرسمية التي تصدرها "المديرية" سنويا فإن عدد الخادمين توقف عن الزيادة منذ العام 2007.
إن بيان "المديرية" هذا جاء كمحاولة بائسة لإثبات نجاح ما، خاصة أن "المديرية" تحصل على ميزانية 120 مليون شاقل سنويا، ويعمل بها 32 موظفا، وعليهم تبرير المعاشات المتضخمة التي يحصلون عليها!
أُريد أن أقول إنه منذ العام 2005 أُجري أريع استطلاعات للرأي الأول (العام 2005) أشار إلى أن 17% من الشباب العرب ضد "الخدمة" والثاني في العام 2007 أشار إلى ان 56% ضد. والثالث في العام 2009 وقد أشار إلى أن 66% ضد. وهذا الرابع يشير إلى أن 80% ضد. وقد أجرى الاستطلاعات سامي سموحة من جامعة حيفا ومركز يافا للاستطلاع بإدارة عاص أطرش. ويجب أن نذكر أن هذه النسبة (80%) تشمل كل الشباب العرب المسيسين وغير المسيسين وتشكل كل مناطق وشرائح شعبنا.
5: كيف يتم اقناع الجمهور برفض الخدمة المدنية؟
جمهورنا وطني ومجرب بشكل عام، ويكفي أن يعرف كيف بدأ مشروع "الخدمة المدنية" لدى وزارة "الأمن" برئاسة شاؤول موفاز، وكيف انتقل الى "لجنة عبري" برئاسة مدير عام وزارة الأمن دافيد عبري، وكيف أن "لجنة لبيد" كتبت أنها تريد الخدمة المدنية أن تكون مقدمة للشرطة والجيش وأطر أمنية أخرى.. وبعد أن يعرف الجمهور كل ذلك يبتعد سريعا عن "الخدمة المدنية".
.jpg)
نبرز لهم المستندات التي تتحدث عن تشويه الهوية القومية للشباب العرب بطرق خبيثة ومركبة. نشرح لهم عن كذبة العلاقة بين الحقوق والواجبات التي روجها شارون وأولمرت في معرض حديثهما عن "الخدمة المدنية"، ولا نتحدث مع الشباب نظريا فقط عن ان "الحقوق مطلقة والواجبات نسبية"، بل نقدم لهم الأمثلة عن شرائح عربية تخدم في الجيش وعن "الحريديم" الذين لا يخدمون ويحصلون على كل الحقوق في "دولة اليهود!" ونسألهم في القرى العربية أين سيخدمون في قراهم؟! في أي جامعة او مستشفى او مركز أبحاث ألخ.. وهم يعلمون أنه لا توجد مؤسسات كهذه في قراهم يستطيعون الخدمة فيها كما تزعم السلطة. ونطرح لهم مواقف طبقية حول عمل الشباب بالسخرة (بالمجاني) مكان شخص يجب أن يعمل بأُجرة مما يزيد البطالة! وكيف أن (النمسا) ألغت "الخدمة المدنية" لسبب زيادة البطالة بين الشباب وكذلك تم إلغاء "الخدمة المدنية" في "مدن التطوير" لهذا السبب كما في "جفعات أولغا" في العام 2004، فكيف يُطبّق الأمر في القرى العربية المتربعة على أول ثلاثين درجة في البطالة.
وأيضا نحثهم على أهمية الذهاب للتعلم في الجامعة بدلا من التسكع والحصول على 600 شاقل في الشهر لا تسمن ولا تغني من جوع. بالعكس عليهم التعلم فالتعلم فالتعلم بعد الصف الثاني عشر وبهذا يكسبون حياتهم، لا أن يصبحوا أبناء 21 سنة – 22 سنة وهم غير متعلمين في الجامعة ولا متعلمين مهنة فيبدأون حياتهم دون بناء أُسس متينة للمستقبل.
6: ما الفرق بين الخدمة المدنية والخدمة العسكرية والتطوع؟
التطوع والعطاء من أسمى القيم الإنسانية ونحن نحث عليهما دائما ويقوم النشيطون الحزبيون بكل نشاطاتهم تطوعا، وحتى مناهضة "الخدمة المدنية" فهي عمل تطوعي دون مقابل.. أما الخدمتان العسكرية والمدنية فهما مكملتان لبعضهما البعض خاصة في إسرائيل.
أُنظر، في إسرائيل يحمل الجيش اسم "جيش الشعب" צבא העם ويُقال عن الشعب الإسرائيلي "עם במדים"أي شعب يلبس البزة العسكرية، وتعود هذه التسميات إلى أن للجيش في إسرائيل دورا إيديولوجيا وليس عسكريا فقط. فالجيش "يبني الأمة" في اسرائيل، وهو "بوتقة صهر" يصهر من خلالها كل قوميات اليهود المهاجرين كمن روس ورومان وأثيوبيين ومغاربة ألخ لينتج الشعب اليهودي الإسرائيلي، ولهذا فالجيش يعلم أيضا اللغة العبرية والمفاهيم الصهيونية، ومن هنا فالـ"خدمة المدنية" كانت دائما جزءا من هذه المنظومة ممن لا يستطيعون الخدمة في الجيش، فمثلا عندما سُنّ قانون الخدمة المدنية في الـ53 كان هذا الاعتبار أساسيا في نقاشات الكنيست، وعند اندلاع العدوان الثلاثي على مصر عبد الناصر (56) اشتركت الخادمات في "الخدمة المدنية" في المجهود الحربي في الجبهة الداخلية.
وهذا هو الوضع قبل العام 48 حيث كان "البلماح" يعمل في العمل الزراعي (المدني) والعمل العسكري، وشعاره كان سنبلتين (البُعد الزراعي المدني) يشقّهما سيف (البُعد العسكري). ولهذا فليس غريبا أن قانون الجيش في إسرائيل في العام 49 شمل العمل الزراعي والمدني كجزء من عقلية "بناء الأمة" والدور الأيديولوجي للجيش.
.jpg)
7: عرفنا على لجنة مناهضة الخدمة المدنية متى تشكلت ومما تتركب وانتخابك رئيسا لها؟
لجنة مناهضة "الخدمة المدنية" تأسست في العام 2007 وهي تشمل كل الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة لدى الجمهور العربي، وقد تم انتخابي رئيسا لها بناء على اقتراحات ممثلي أحزاب أخرى مثل الشيخ رائد صلاح والزميل قدري أبو واصل وبإجماع الجميع.
وهي لجنة طوعية تجتمع مرة كل شهرين لتقيم العمل السابق وتبني خطة مستقبلية للعمل، وعادة ما يحضرها ممثلو كل الأحزاب دون استثناء.
8: ماذا تقدم الدولة للمتقدمين للخدمة المدنية؟ اغراءات ووعود؟
يجب أن نفهم المنطق وراء الخدمة العسكرية أو المدنية في العالم، فهما لم تُبنيا لمصلحة الفرد وإنما لمصلحة المؤسسة الحاكمة. فليست مصلحة الشاب اليهودي من تل أبيب أن يترك تعليمه وعمله ليذهب ثلاث سنوات للجيش وإنما هي مصلحة المؤسسة الحاكمة. لهذا فالخادم يخصص ثماني ساعات يوميا ولمدة سنتين من أجل أن يحصل على 600 شاقلا في الشهر! وأول قسط جامعي مجاني أي 3000 شاقل. بينما كل عامل يستطيع أن يحصل في الشهر الواحد على 5000 شاقل! لهذا فمصلحة الفرد الشخصية لا تتحقق عبر "الخدمة المدنية"، بالعكس عليه الذهاب للتعلم وبناء مستقبله على أُسس سليمة وليس البحث عن طرق التفافية وفهلوية ستعود عليه وبالا في المستقبل.
9: ما هو البديل للخدمة المدنية؟
لدينا الكثير من الأعمال التطوعية، ولكن هنالك حاجة لمأسستها بشكل أفضل، وبرأيي بمقدور السلطات المحلية العربية تخصيص ملكات للتطوع لدى الشباب بشكل مدروس وعملي ويجب أن لا يشكل بديلا لعمال وموظفين يعملون بأُجرة. ومع ذلك علينا التذكر أننا لسنا دولة ولا نملك إمكانيات ومقدرات بناء مشروع تطوعي شامل وممأسس. أي ما أقوله هو اننا نستطيع بناء نموذج جيد دون الطموح أو الرغبة بأن يتطوع كل الشباب العرب. ومن اجل هذا يجب أن نجتهد أكثر.
10: كلمة توجهها الى المجتمع العربي حول الخدمة المدنية.
يهمني أولا ان أوجه كلمة للخادمين أنفسهم وأقول لهم إننا نحبهم بصدق فأنتم أبناؤنا واخوتنا الأصغر سنا وقد غُرّر بكم وضللوكم فأخطأتم وعليكم التراجع فورا عن هذا الخطأ، ويهمني أن أقول لكم أننا نرفض ما قاله البعض عنكم بأنكم عملاء أو خونة. نحن لا نريدكم بأحضان السلطة وإنما نريدكم بأحضان شعبكم. اتركوا هذه الخدمة فورا، الآن الآن وليس غدا، وسوف نعتز جدا بخطوتكم هذه.
وأقول للجميع أن كل من يرغب في الاستزادة في المعلومات فيمكنه الاتصال بنا حتى ننجح في استئصال هذا المخطط الذي نعتز بأن نسبة رافضيه بين شبابنا بلغت 80% بعد أن كانت فقط 17% قبل خمس سنوات، ونحن مستمرون في الموقف المثابر، وهذا دليل عافية لمجتمعنا.




