(2).jpg)
تسترجِِعُ ذاكرتي صوراً من قريتي الغافية
سعيداً أجِلسُ على الحصيرِ بجانِبِ جَدَّتي
النارُ في موقدِ البيتِ القديم ِ تنثُرُ
نُجيماتٍ صغيرةٍ تحرِقُ اصابعي
وتبعثُ الدفئَ فيّ .
جدتي مشغولةٌ تقرأُ خطوطَ كفِّيّ
وتقلِبُ بقلق ٍ يديَّ .
يشقُ صوتُها المكسورُ صمتَ البيوتِ
تُدمدمُ وشوشاتٍ عن إمراة ٍ
لوزيةَ العينين ِ , كُحلِها يُدمي القلوب.
خمرُ ابتسامتِها, مسكرٌ
مُهلكٌ كتعويدَةِ ماجوسية.
ستعرفُها من سهام ِ لحظِها
فتستعِرُكعودٍ يابس ٍمن لَظَاها, تهدِمُ
قلاعَكَ فتدورُ في ساحتِها مُهرِّجاً
ماخوداً بحُسنها مشلولاً شقياًَ .
بلفتة ِ عينٍ ٍ ماجنةٍ, تستحوِذُ
على جسدِكَ, ارادتِكَ وفكرِك.
تحركُكَ كالدُّمى في حبالِها وتتركُكَ
تتخبطُ في عشقِها مقهوراُ مبعثرا.
سيغلُبُكَ الشوقُ وتُدِمنُ نارَهُ
وسيمتدُّ حُبُّها كأصابِع
ٍ تعصرُفي الليلِ كبِدَك.
تتحرقُ يداكَ لتلمسَ رُخامَ عُنقِها
ناعِماً ساحراً كشمسِ يوم ِ عيد.
تتوقُ خاسِراُ لتعصُرَ حُمرةَ شفتيها
تشربُ مائهما وتسكر.
عبثاُ تحاولُ ان تتنشقَ عطرَها فيُرديكَ
اريجُها شهيداً كل يوم ٍ من جديد .
امراةٌ تسكُنُ عروقَكَ تطوفُ
كشظايا زجاج ٍمكسورٍ خلايا دمِكَ
تشعلُ اعواد ثقابٍ في مسام ِجلدِك.
تشتهي نظراتَِها , ضحكاتِها , كلماتِها
وتظلُ عن عَسلِ شفتيها بعيدا .
تزعزعُ قدميكَ
تستبيحُ رجولَتَكَ
تسوقُكَ للذبح كثورٍ عنيد .
تمرُ عابثةً تتلذذُ بانتصاراتِها
غيرَ آبهةٍ , كحُلم ٍ
يراوِدُكَ
بعيداً
بعيدا.
يوم قابلتُكِ يا امراةً
عرفتُ سُبُلَ الألم ِ
وصوتُ جدتي
ناقوسُ خطرٍ
يدمدم في اذني, وشوشُات ٍ
" عن امراةٍ لوزيةُ
العينين ِ,كُحلِها يُدمي
القلوب …………..




