يتبين من استطلاع أجرته جمعية "أور يروك" المرورية أن 54% من تلاميذ المدارس في البلاد يصلون إلى مدارسهم بواسطة المركبات (السيارات الخصوصية، الحافلات المنظمة وغيرها)، مقابل 49% ما زالوا يذهبون إلى المدارس سيرا على الأقدام، وهي الظاهرة الآخذة بالتلاشي شيئا فشيا على مر السنين.
في بحث أجرته جمعية "أور يروك" لفحص طريقة وصول التلاميذ إلى المدارس والحضانات، تبين أن الطريقة الأكثر انتشارا كانت المركبات (والمقصود بها السيارات، الحافلات، سيارات السفريات المتوسطة وغيرها). فقد تبين أن 54% من التلاميذ يصلون المدرسة بهذه الطريقة، وقد جاء تقسيمهم على النحو التالي: 24% بسيارة العائلة الخصوصية مع أحد الوالدين، 17% بسفريات منظمة، 11% بالمواصلات العامة.
بالمقابل، يصل نحو 49% من الطلاب إلى المدرسة سيرا على الأقدام، سواء برفقة شخص بالغ ما أو لوحدهم. وقد تبين أيضا أنه كلما انخفض عمر التلاميذ، كلما قلت نسبة الواصلين للمدرسة من بينهم سيرا على الأقدام. فيما قال 3% من المستطلعين أن أولادهم يذهبون للمدرسة على متن دراجة هوائية.
السير إلى المدرسة، آخذ بالتلاشي
وتشير الاستطلاعات والمشاهدات التي أجريت حول العالم إلى أن السير على الأقدام، الذي كان الطريقة الأساسية للوصول إلى المدرسة حتى قبل سنوات قليلة، آخذ بالتلاشي مؤخرا، ويصل غالبية التلاميذ إلى مدارسهم بالسيارات الخصوصية، المواصلات العامة أو السفريات المنظمة، حتى لو كانت المسافة بين البيت والمدرسة قصيرة.
وقد قال شموئيل أفوف مضيفا: "إن التوجه للمدرسة بالسيارة، بدلا من السير على الأقدام أو الدراجة الهوائية، لا يساهم بزيادة التلويث البيئي فحسب، بل يقلص الفرصة الممنوحة للأولاد لممارسة نشاط جسماني يتمثل بالسير أو بركوب الدراجة صباحا. أما أخطر ما في الأمر فهو أن هذه الوضعية تزيد من مخاطر واحتمالات إصابة التلاميذ بالدهس بالقرب من المدرسة.
كلما ازداد عدد الأهالي الذين يوصلون أولادهم للمدرسة بالسيارات، كلما تحولت منطقة المدرسة إلى حيز خطير، وهذا يجعل الأهالي الآخرين يمنعون أبناءهم من الذهاب للمدرسة سيرا على الأقدام، خوفا على حياتهم. وهكذا يكبر عدد الأطفال الذين يصلون إلى المدرسة بالمركبات وتزداد المخاطر في المنطقة المحيطة بالمدرسة".
بلغت نسبة وصول تلاميذ المنطقة الشمالية إلى المدرسة بالسيارات والمواصلات إلى 66%، فتصدرت هذه المنطقة لائحة المناطق في البلاد بهذا الخصوص.
تشجيع السير في المسارات الآمنة
ترغب جمعية "أور يروك" بتشجيع وصول التلاميذ إلى المدارس سيرا على الأقدام وذلك لتقليل عدد السيارات والمركبات في محيط المدارس من أجل الحفاظ على أمن التلاميذ وسلامتهم. لكن هذا الأمر يتطلب، بناء على ما تقول الجمعية، تخطيطا مسبقا بالتنسيق ما بين التلاميذ وأهاليهم لمسار آمن يوصلهم إلى المدرسة، بالإضافة إلى تعاون وتكاتف بين المؤسسات والجهات المعنية المختلفة، بما فيها المدارس، الأهل، التلاميذ، السلطة المحلية وشرطة السير والمتطوعين. ويقول أفوف: "عندما تحظى هذه الخطوة بدعم جميع الأطراف المتمثل بتحمل المسؤولية، فإن النتائج ستأتي سريعا وسينخفض عدد التلاميذ المصابين في محيط المدرسة بشكل جدي".
نشاطات "أور يروك" لافتتاح السنة الدراسية
سيقوم المئات من الناشطين في جمعية أور يروك، وعلى شرف افتتاح السنة الدراسية، بعدد من الفعاليات في أكثر من 70 بلدة. حيث سيستقبل المتطوعون التلاميذ عند دخولهم إلى المدرسة بلافتات تحمل شعارات ورسائل تعنى بالأمان على الطرق، كما سيوزع الناشطون مطبوعات تتعلق بكيفية عبور الشارع بأمان وكيفية اختيار المسار الآمن من وإلى المدرسة.