حلّ رمضان المبارك ونأمل أن نتحلى ببركاته لما فيه خير إنسانيتنا… كنا بخير قبل سنوات عديدة, وبركاته الوفيرة لم تتأثر بشوائب التطور والتكنولوجيا والحداثة… أما اليوم, وأمام عشرات الفضائيات العربية ومسلسلاتها وبرامجها المتدنية في كثير من الأحيان فنحن في حالة تقهقر في وعينا وفي ذائقتنا الفنية…
مسرحية العذراء والموت تحضر صدفة في خضم "العجقة الفضائية" وتتحدى زعيم الحارة, وتتحدى تلك المرأة وأزواجها الخمسة بعد زوجات متولي السبع.
هل سيترك الجمهور باب الحارة ويحضر إلى مسرح الميدان لمشاهدة العذراء والموت؟ ألم يحن الوقت أن يتخلص جمهورنا من ذلك الروتين الفني والمتدني في كثير من الأحيان على شاشات الفضائيات العربية؟ والحديث هنا لا يدور فقط حول مسرحية العذراء والموت وإنما يشمل أيضا كل البرامج ذات القيمة على مسارح مراكزنا الثقافية.
نعرف أن مسرح الميدان يجازف في اخراج عمله الجديد في هذه الفترة بالذات, ولكن رمضان يقول لنا أيضا: ابحثوا عن القيم الإنسانية, ابحثوا عن الجميل, ابحثوا عن المثير إنسانيا…
إذن… ما هو المثير في العذراء والموت؟ الجرأة؟ مخرج المسرحية جوليانو مير خميس؟ طاقم المسرحية المؤلف من كلارا خوري, عامر حليحل وصالح بكري؟ هل هو المضمون الذي يدمج السياسي والاجتماعي في آن واحد؟ هل هو قصة تلك المرأة التي تبحث عن الكرامة المهدورة؟ هل هو ديكور اشرف حنا؟ ام موسيقى ريمون حداد, أم الإضاءة المثيرة والمميزة لموشيكو يوسيبوف؟ أم كل ما ذكر مجتمعا هو الذي سيدخلنا في تجربة فنية خاصة ومثيرة؟
شعارنا هو: متعة, فكر, جمالية… ورمضان فيه الكثير من المتعة والفكر والجمالية




