.jpg)
وحيداً
اطوفُ معَ الريح ِ
فوقَ بيوتٍ دُرسَتْ واطلال ِ
جُدرانٍ تحمِلُ على اكتافِها
ألمَ اشواكِ العوسجْ, تحكي
للطينِ الساكِن ِ بينَ الرَّدم ِ
قصةَ دوريٍ هجرَ التينة ِ
فيبِسَتْ.
********************
تُهدهِدُ اصابعي مرتعَ ذكرياتٍ
غفَتْ على فنن ِ زيتونَةٍ
توأمٍ للزمن .
تتراقصُ امامي الُسنون مُسرعة
كبندولِ ساعةًٍ ,يرجعُ مجنوناً
ثلاثون ,خمسون, ستُون
واللوزةُ شابَتْ , تَعبت من ألأِزهارِ
عبثاً تنتظِرُ كلَّ عام ٍ يداً تُشذِِّبُ
اغصانَها وتُبعِدُ عنها نبتَةَ الصَبّار .
************************
تُحيطني هسهساتٌ
اسيرُ مأخوداً . ها هي جُدرانٌ
ساقطةٌ تَسترجِعُ شكلها
تتقارَبُ حِجارَتُها , كلُ حجرٍ الى حجَرِهِ
وتشمخُ قناطِرُها الواهِنَةُ بنبض الحياةِ
قويةً تبسطُ فوقها جذوعَ السنديان ِ
تُغطيِّ السقوفَ بِتُرابٍ
يُغشيهِ زهرُ البابونجِ بالذهَبِ
يُعربِشُ كالطفلِ على حباتِ التراب .
*******************
تعودُ المفاتيحُ لأُكرتِها فتُشرِّعُ الأبوابَ
لأطفال ٍ تركُضُ, تنزَعُ اقدامُهُم المتربةُ
عنِ الطُرُقاتِ غربةَ السنينْ .
تعبق الأرض المشتاقة , برائحة النعناع
ومن المدى المكلومِ تصدَحُ زغاريدٌ
لها طعمُ المراميَةِ ونكهَةُ الزَّعَترِ.
******************************************************
هناكَ , خلفَ الزمن ِ الجامِدِ
تعلوْ اهازيجُ عرسٍ , نايٌ ودبكةٌ
ارجُلٌ تدُكُّ الأرضَ , قويةً وصوتٌ
معسولٌ حالِمٌ يُردِدُ بلسانِ نبي ٍ
***********************************************
"يا ظريفَ الطولِ وقفْ تقولك
رابحْ عالغُربةِ وِبلادَكْ احسنْ لك
خايف يا المحبوبْ تروح وتِتملَّك
وتعتاد الغُربِة وتنساني انا ".
**********************************************
يغمرُني هذيانٌ مجنونٌ
أُقبِّلُ طيفَ العريس ِ
اشدُّ على يدهِ المُضمَّخة ِ بالحنَّةِ
"مبروك عقبال البكاري ".
******************************************
توقظُني رصاصَةُ تَكسِرُ
زُجاجَ الوقتِ العالِقِ
تندثِرُ شظاياهُ تتوارى
في حضنِ قفزَةِ الزمنْ
ليُزَمجِرَ صوتٌ غريبٌ
עצור
إرجَعْ!.
*****************
من ديوان " عزف على خاصرة الكلمة "




