ميلاد يسوع المسيح ثورة
ميلاد المسيح يسوع ثورة قلب من خلالها جدار العداوات القائم بين الشعوب والاعراق ، بأحلاله روح المحبة والتاخي والسلام ، أزال دولة العنف ورفع راية الحق والعدل والسلام ، وابطل حق الاسياد المطلق على العبيد. وساوى الكبير بالصغير والعظيم بالوضيع والغني بالفقير على صعيد الرفق والمحبة والاخاء .وسنّ شريعة " احبّوا اعداءكم " بدلا من شريعة " العين بالعين والسن بالسن " فألغى شريعة الغاب.وأظهر ان اللاعنف اقوى من العنف، والمغفرة اسمى من الثأر، والتسامح أنبل من البغض .. فكان حقا ، امير السلام…
ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق .. كما اهان الزمان الاول ارض زبولون ونقتالي . فان الر ب يكرم طريق البحر وعبر الاردن جليل الامم..
الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور… اشعياء يقول " لا يكون ظلام للتي عليها ضيق .. هو يتكلم عن ارض الجليل التي كانت محط للغزاة وكانت تعاني من ضيق واذلال فكانت مداسة ومهانة محتلة منتهكة حرمتها ومذلولة من قبل عتاة مستبدين . ( كما اهان الزمان الاول).النبي اشعياء يتنبأ ان هذا الاذلال والضيق سوف يتوقف وينتهي بولادة المسيح يسوع مخلص العالم . لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.
ان الجليل هنا يشير الى كل نفس بشرية تعاني من ضيق وإذلال وظلم ومرض وانتهاك .فها هو الرب يبشرك انه لا يكون ظلام بعد للنفس التي عليها ضيق…
ان كنت تشكو من القلق والخوف والاحباط .. اقول لك قد انتهى .. الزمان الاول
قد ولى زمن العربدة والاحباط والهزيمة لقد وضع الرب له نهاية بتجسده … انه النور الالهي الذي اشرق على البشرية وبدد ظلامها …
اريد ان تتعرف هذا المساء على هذا النور الذي اضاء في عالمنا قبل اكثر من الفي عام.لأنه :
1- يكسر النير … ويحرر الاسير … يريح الانسان من حمله الثقيل … ويغني الفقير .. ويساوي الكبير بالصغير … كل هذا بفعل اشراقة يسوع بنوره المنير …..
القسّ حاتم شحادة
2-لأن نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخره كسرتهن .. اشعياء 9:4
النير هو الخشبة المعترضة فوق عنق الثور لجر المحراث او المركبات ( الانحناء)
وهذا يشير ويرمز الى العبودية بشكل عام و اذا كان يوجد حول عنقك نير معين
وان كنت تعاني من عبودية معينة فيسوع قادر ان يفك اسرك ويكسر نيرك ويحررك.
وكذلك العصا المذكورة في العدد 4 عصا كتفه ،قضيب مسخره ( الانحناء) تستخدم مجازيا للخضوع والعبودية وازالته والتحرر منه فقط عن طريق المسيح الذي اكد اشعياء قائلا: كل هذه الاثقال .. النير وعصا المتف وقضيب التسخير كسرتهن . كما في يوم مديان.المديانيون اضطهضوا الاسرائليين فهربوا وعملوا لأنفسهم كهوف في الجبال ومغا ير وحصون .. القضاة 6 كسر الرب قضيب وعصاة ونير مديان وحرر شعبه من تحت قبضتهم.لقد كان شاوول الطرسوسي يعيش ونير التعصب بقلبه وعصا الضرب والتاديب بيده ملاحقا المؤمنين المسيحيين فقابله المسيح على طريق دمشق بنوره الساطع (ولمع حوله فجأة نور من ااسماء)والقاه ارضا وسمع الصوت: شاول شاول لماذا تضطهدني، صعب عليك ان ترفس مناخمس وانكسر نيره .. نير التعصب والحقد وتحرر …
2- ويجبر الكسير …
بعد مواجهة الرب لبولس ، كان بولس كسير القلب جريح النفس .. لكن الرب لم يتركه هكذا فجبر كسره وضمد جراحاته و اصبح شاول بولش الرسول الذي نقل بشارة الخلاص بأوروبا …كل هذا بفضل اشراقة نور المسيح .. الجالسين في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور..
قال يسوع عندما اعلن من مدينة الناصرة مبادىء رسالته : روح الرب علي لأبشر المساكين ،ارسلني لأعصب منكسري القلوب…
3- يريح الانسان من حمله الثقيل : تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم .. انا اريحكم ..وليس اخر
قد جئت نورا الى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.. يو 12:46
الذي نقلنا من الظلمة الى نوره العظيم .. لقد كانوا جالسين في ارض الموت ..
الرب نوري وخلاصي ممن اخاف الر حصن حياتي ممن ارتعب .
ان كنت متعبا او مثقلا فأقبل اليه واسترشد بروحه..
4- يغني الفقير ويساوي الكبير بالصغير : هذا ماقالته عن ابنها العذراء المباركة مريم عندما زارت اليصابات فغنت . رتلت .. تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي .. صنع قوة بذراعه ..شتت المستكبرين بفكر قلوبهم .. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.. اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغيين …
لم ترجعوا مثل الاولاد .. الاولون اخرون والاخرون اولون..
قال بولس " كفراء وكأن لا شىء لنا لكننا نغني كثيريين…
هذه الفوائد والنعم والبركات كلها اصبحت متوفرة بفضل اشراقة نوره المنير .. نور نجمة بيت لحم المبشرة بولادة يسوع الامل والحياة ..وهكذا نتعزى بكلمات النبي ملاخي : ولكم ايها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في اجنحتها ..