عشتُ سحر الهند.. بالألوان والإيقاعات والرقصات – مطانس فرح – حيفا

مراسل حيفا نت | 31/05/2010

يأتيك "بَهاراتي" – ذلك العرض المسرحي الموسيقي الضخم – بأجمل وأغنى ما تحمله الحضارة الهنديّة؛ فيحكي لك قصة الهند بناسها وتقاليدها وعاداتها، ويأخذك إلى عالم حالم رائع، يمزج ما بين الإيقاعات والألوان والحركات، لينقلها إليك بأجمل ما يمكن أن تتخيّله من خلال لوحات راقصة معبّرة.

تدور أحداث العرض المسرحي الرائع حول قصة مهندس شاب يدعى "سيدهارتا"؛ ولد في الهند، وترعرع وتعلّم في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، وكان دائمًا يرى الهند من منظار آخر؛ فهي بالنسبة له دولة "متخلّفة" من دول العالم الثالث. وشاءت الأقدار أن يأتي إلى فاراناسي (شمالي الهند) في مشروع عمل، وهناك على درج نهر الـ "غانغاس"، يرى "بَهاراتي" لأوّل مرة ويقع في حبّها من أول وهلة.. إلاّ أنها تختفي عن عيونه فجأة!

ويبدأ "سيدهارتا" بالبحث عنها؛ – يعود اسم سيدهارتا، إلى مؤسس الديانة البوذية، سيدهارتا غوتاما، وهو هنديّ الأصل – وخلال عملية البحث يكتشف الهند من جديد، ويعود إلى جذوره، فيأسره جمال بلاده، ويتعرّف على حضارتها، فيتعلّق بأرضه ووطنه، وبناسه وأهله، إلى أن يصل إلى مبتغاه.

و"بَهارات" إسم قديم مرادف للهند، مستمد من النصوص الهندية القديمة، ويعني النور. وقد أبدعت وأنارَت المسرح فعلاً بطلة العمل، عارضة الأزياء، الممثّلة والراقصة البارعة، بهفانا فاتي (بَهاراتي)؛ حيث برزت بأناقتها وإتقانها لأدقّ الحركات الراقصة فتمايلت وتمايل معها الحضور؛ وفي كل لحظة كانت تتواجد فيها على المسرح كانت تتألّق وتشدّ إليها الأنظار لتُسحرك بحركاتها وتُبهرك بجمالها، تشّع نورًا يضيء المسرح لتتألّق وتلمع كجوهرة فريدة.

إن حوار الجسد والإيقاع، وتمازج الألوان والأضواء، والانسجام بين أعضاء الفرقة كان بارزًا للعيان، ما يدلّ على قمة الحرفيّة والإبداع والدقّة والإتقان واحترام للعمل، وللمشاهد أولاً وأخيرًا.

لقد استطاع مصمم الرقص المبدع، جوجو كان، بمساعدة الطاقم المساعد من خلق رقصات مثيرة، غنيّة بالحركات والأفكار، تحمل أسرار الفن والجمال، بعمل كامل ومتكامل لفريق رقص مبدع.

شارك في هذا العمل الضخم أكثر من 70 راقصًا، ممثلاً، مغنّيًا، وبهلوانًا؛ إضافةً إلى فرقة موسيقيّة تضمّ أفضل العازفين، مع دمج خياليّ للـ "فيديو آرت"، والديكور الرائع، والإضاءة المذهلة، والصور الطبيعيّة الخلاّبة من الهند؛ ولكي تكتمل اللوحة الفنيّة قاموا بتصميم أكثر من 800 زيّ مزركش بأجمل الألوان، للمشتركين في هذا العرض.

تُسحرك خلال العرض، عشرات الرقصات والأغاني واللوحات الفنيّة المختلفة، إضافةً إلى سماعك قصص عن الحضارة الهنديّة. فلا شكّ بأن للموسيقى والأغاني المختارة – والتي كانت غالبيتها من أغاني الأفلام الهندية المعروفة في "بوليوود" (هوليوود الشرق الأقصى)، مثل "ايتشيكدانا" – قد لعبت دورًا في إنجاح هذا العرض.

إن هذا العمل الضخم والذي شاهده أكثر من مليون ونصف المليون مشاهد في أرجاء مختلفة من العالم، سيتابع مسيرته وعروضه في عواصم أوروبيّة عديدة، لينشر فيها سحر وجمال الهند وحضارته.

سَحرتني "بَهاراتي"، وعشت معها فعلاً، وعلى مدار ساعتين سحر وجمال الهند، بالألوان والإيقاعات والرقصات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *