صدر للشاعر انور سابا، ديوان جديد، ويحمل عنوان الديوان "عزف على خاصرة الكلمة" رؤيا الشاعر للأيقاع واللحن اللذين يكونان من الحروف والكلمات قصيدة، اذ تعزف الأصابع على "خاصرة الكلمة " لتنبعث من هذا العزف سمفونية النص واللحن في تناغم يترك اثرا واضحا على المتلقي.
الشاعر كان قد نشر قصائده في جرائد عدة منها: "الأتحاد"، "الصنارة"، "فصل المقال" وفي المجلة الأدبية "مشارف" واشترك في مهرجانات شعرية عديدة.
في الديوان اربعة فصول الأول منها "وهج بروق وعواصف" ويتعمق هذا الفصل في ثنائيات تعصف ابدا بالفكرحيث يجند الكلمة لتعمل كسكين جراح تخترق مفصل اشكاليات الحيرة والشك، الوقت والموت، الكلام والصمت.
يطرح الشاعر في قصيدة "خواطر" تسائلات عدة حول جدلية الغياب فيقول
نعلم
علم اليقين
ان لكل شيء في الفصول وقت
للولادة وقت وللموت وقت
اين يلتوي زمن كائن قد رحل
اليس الموت رحم تنبعث من ظلماته
براعم الحياة؟.
اما الفصل الثاني "ازهار واشواك". فينسج الشاعر فيه من القصيدة شال نجيمات وازهار يزنر بها خصر المرأة. وتشيرالحبيبة في هذا الفصل الى فكرة او وطن او امرأة عادية. حين يرجع اليها في قصيدة "العائد" يعود كصوفي في لحظة حلول، اغمض عيناي
علي اصل الملأ الأعلى فافنى في انوثتك
فاعود اليك بالف حال…
اختار الشاعر "الحنين" ليكون عنوان فصله الثالث، ذلك لأن الحنين يجسر الهوة التي بين وجوه عرفناها، حكايات سمعناها وحوادث الفناها وبين قلق مؤرق لزمن غريب.. وتروي قصيدته "خوابي الزيت والدمع" قصة "عودة وليا" ابناء كفر كنا. لكنها ترمز لقصة الفلاحين الفقراء، البسطاء وقت الأحتلال. ويقول على لسان عودة:
"صوب نحو الظلام بندقية
ثمنها موسم قمح
سأل بصوت خافت مكسور
اطخ يا ليا؟".
يجسد السؤال حيرة اهلنا امام آلية لم يستوعب عالمهم دوافعها وتداعياتها وما استعدت لها سواعدهم فكان ان اصبحت حكايتهم حكاية لاجئين يخزنون الدمع كالزيت بالخوابي.
اما الفصل الرابع والأخير "اعباء". ويشير فيه الى النزف الجماعي الناتج عن تطرف شريحة في المجتمع ترفض الغير وتجهز على الرأي الأخر فتصبح الفكرة والكلمة اعباء. وفي قصيدة عنوانها "للقاررىء ان يضع عنوانا للقصيدة" يقول ناقدا التقوقع الفكري لهذه الفئة:
تعقلوا
لن تتحرر الأيادي قبل تحرير العقول
لن تتحرر الأرض قبل تحرير السماء
ونردد معه
"الا هل بلغت
اللهم اشهد ".