أقل سكر، جودة حياة أفضل
في السنوات الأخيرة أصبح مرض السكري وباء، ولا يزال انتشاره في إزدياد. في الماضي، كان معدل الإصابة بمرض السكري في البلاد لا يزيد عن 2٪ -4٪، أما اليوم هو حوالي 8٪ وللأسف أن هذه الأرقام في تزايد يومياً. في حديث مع الدكتور جرير خوري، مركز موضوع السكري في إدارة كلاليت الناصرة وأخصائي طب عائلة في لواء الشمال: “في الماضي، كان مرض السكري يعرف بمرض أغنى البلدان الأوروبية، ولكنه أصبح اليوم مرضاً للبشرية أجمع، وخاصة الدول العربية وغيرها من الدول النامية، ويرجع ذلك في الأساس إلى زيادة السعرات الحرارية المستهلكة، وفي الوقت نفسه انخفاض النشاط البدني”.
كما وأضاف الدكتور جرير خوري، “معدل السكري ومضاعفاته بين العرب في البلاد أعلى منه لدى اليهود، وإن انتشار مرض السكري لدى المواطنين العرب آخذ في الإزدياد. حيث يظهر المرض ومضاعفاته في سن أصغر، وذلك بسبب نظام الحياة غير الصحي في مجتمعنا العربي الذي يتمييز بتناول طعام عالي السعرات الحرارية وبإعداد مأكولات تقليدية ذات السعرات الحرارية العالية والدهون المشبعة المتوفرة في ايدي جميع أفراد العائلة. كما وأن هناك بعض مرضى السكري الذين يفضلون تناول الطعام الغني بالكربوهيدرات والدهون في مختلف المناسبات الاجتماعية، حتى لا يكشفوا للناس إصابتهم بمرض السكري ويبقوا محافظين على صورتهم الاجتماعية”.
السكر هو واحد من أهم مصادر الطاقة للجسم، وهو لا يعتبر سم، لكنه يصبح سماً إذا كان تركيزه في الدم أعلى من الكمية الفسيولوجية المسموح بها. في جسم الإنسان هناك غدة البنكرياس، التي تحتوي على أنواع مختلفة من الخلايا مهمتها إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم نسبة السكر في الدم. وتسمى هذه الهرمونات الأنسولين والجلوكاجون.
يضيف الدكتور جرير: “الأنسولين هو هرمون يفرز من البنكرياس مباشرة إلى مجرى الدم، وهو المسؤول عن امتصاص الجلوكوز من الدم إلى الخلايا. كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس تعتمد على كمية السكر التي تدخل الجسم، وكذلك الوزن. إذا كان وزن الجسم عالٍ، وكمية السكر الممتصة كبيرة، تبدأ الخلايا بالعمل بوتيرة عالية لإفراز كميات كافية من الأنسولين. بعد فترة معينة، بالإضافة لوجود خلفية وراثية لمرض السكري، خلايا البنكرياس تتعب وتضعف. وجود نقص نسبي لكمية الأنسولين المطلوبة يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم. وجود مستويات عالية من السكر في الدم تعتبر سامة وضارة، والنتيجة هي ضعف وتراجع إضافي لعمل البنكرياس، انخفاض في كمية الانسولين وارتفاع مستوى السكر في الدم. علامات مرض السكري تتمثل في الأساس بالتبول الكثير والعطش وفقدان الوزن”.
ينقسم مرض السكري إلى نوعين، النوع الأول وهو سكري الشباب، والنوع الثاني وهو سكري البالغين، أو مرض الذين يعانون من السمنة المفرطة. مرض السكري من النوع الثاني هو أكثر شيوعاً وهذا هو المرض الذي يمكننا الوقاية منه، يمكن علاجه ومنع المضاعفات أكثر من أي نوع آخر. وهناك أيضا نوع آخر وهو مرض السكري الحملي (أثناء الحمل) حيث أن بعض النساء يتعافين منه بعد الولادة، ولكن بعض منهن تبقى مع المرض مدى الحياة.
مضاعفات مرض السكري هي السبب الرئيسي لأمراض القلب، الفشل الكلوي، فقدان البصر وبتر أعضاء الجسم. لا يوجد عضو في الجسم لا يتأثر بمرض السكري، بما في ذلك الجهاز العصبي، نظام الجنس والتكاثر لكلا الجنسين.
يضيف الدكتور جرير خوري: ” لقد حددنا لنا هدفا ً في لواء الشمال قي كلاليت وهو تغيير نمط حياة مرضانا في مجال مرض السكري. حيث أن هذا التغيير يتكيف اجتماعياً وثقافياً مع المواطنين، وسيتم ذلك مع مراعاة وإدراك جيد للعادات الغذائية والثقافية للمواطنين العرب”.