راس علي

مراسل حيفا نت | 30/08/2017

تقع راس علي إلى الجنوب من شفاعمرو بالقرب من ضفاف وادي الملك، على قمة تلة صغيرة. نشأت القرية الحالية خلال القرن العشرين على أنقاض استيطان قديم يعود تاريخ بدايته إلى العصر البرونزي القديم، قرابة 5000 عام قبل أيامنا.
لمحة عامة
بالقرب من راس علي العديد من المواقع الأثرية (الصورة رقم 1 – بلطف عن سلطة الآثار). بنيت القرية الحالية على أنقاض الموقع الأثري “تل عليل”، الذي يشمل بقايا استيطان بدايته خلال عصر البرونز القديم (3500 – 2200 ق.م.)، استمرارا إلى الفترات الهلينية (القرن الرابع ق.م.) وحتى الرومانية (القرن الأول ق.م.). كما أن الحفريات الأثرية في منحدرات التلة كشفت آثارا تعود إلى العصر الحديدي (قرابة 1000 عام قبل الميلاد).
إلى الغرب من راس علي يتواجد تل الكسابري، على تلة دائرية الشكل إلى الشمال من وادي الملك. كشف المسح الأثري فيه عن بقايا سور وجزء من برج للحراسة في الجزء الشمالي من التلة (مساحته 6 X 10 أمتار). كما يبدو فقد أحاطت الأسوار بالاستيطان من جميع جهاته خلال العصر الحديدي (قرابة 1000 عام ق.م.). كما تمّ العثور على بعض المكتشفات مثل أدوات الفخّار والمعادن، التي تمّ تحديد تاريخها للفترات: الفارسية (القرن السادس – الخامس ق.م.)، الهليلنية والرومانية (القرن الرابع – الأول ق.م.).
إلى الشرق من راس علي وعلى مقربة من ضفاف الوادي، تمّ العثور على بقايا لأدوات من الفخّار والصوّان التابعة للعصر النحاسي (قرابة 7000 عام قبل أيامنا). أما الطواحين التي عملت بقوة المياه فتواجدت إلى الجنوب الشرقي من القرية.
الطواحين
إلى الجنوب من راس علي، تتواجد طاحونة “الرهبان” (الصورة رقم 3 – بلطف عن سلطة الآثار) على ضفاف وادي الملك، حيث يمكن الانطلاق منها سيرا إلى جولة على ضفاف النهر، والتمتع بالطبيعة الخلابة في المنطقة. الدخول إلى الطاحونة عبر جسر فوق الوادي، والتوجّه إلى مبنى مكون من طابقين، فيه تتواجد طاحونة للقمح. الى الغرب من القرية تتواجد طاحونة أخرى (الصورة رقم 2 – بلطف عن سلطة الآثار).
ما يميز تلك الطاحونتين هو استعمال المكونات في المبنى التابعة لفترات زمنية مختلفة: إذ بنيت طواحين القمح هذه خلال القرن التاسع – عشر على أنقاض طاحونة للسُكر من الفترة الصليبية (القرن 12 ق.م.). عملت طاحونة واحدة (للقمح) حتى العام 1930 والثانية حتى العام 1946. ولتشغيل الطواحين بقوة المياه الجارية في الوادي، تم بناء قناة للمياه طولها ثلاثة كيلومترات، التي جلبت المياه من عين الماء المتواجدة شرقي راس علي، إلى الطاحونة. المياه الواصلة في القناة، دخلت عبر حوض أقيم خلال الفترة الرومانية، في طرفها قنوات منها وصلت المياه إلى محركات الطواحين لتديرها.
كما يبدو فقد هُجرت الطواحين قرابة العام 1800 ليتم إعادة استعمالها عام 1821 بيد الرهبان الكرمليين حيث عملت الطاحونة حتى العام 1930.
القليل من الحفريات الأثرية جرت في راس علي ومن هنا، نعتمد في البحث على المسح الأثري الذي أجري في المنطقة خلال سنوات 1970 – 1972 على أمل أن الحفريات المستقبلية التي ستجرى في القرية، من شأنها أن تثري معلوماتنا لدراسة تاريخ وتراث الموقع.
كميل ساري 1 (1)

كميل ساري 1 (2)

كميل ساري 1 (3)

كميل ساري 1 (4)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *